الصفحة الإسلامية

أدبني الجواد فأحسن تأديبي!

1612 2021-02-23

 

د.أمل الأسدي ||

 

كان يتذمر،والشكوی تضحك في فمه!

كيف يعلِّمني صبيٌّ؟

علی كلٍّ...تلميذٌ صغير  وسأعيد تربيته!

أنا اتزَّمل بالعلم، وهبتُه روحي كي يفترش أيامها!!

في نهاية يومه، تذمر  وأطلق صرخاته في وجه الوسادة!

ثم وقف هناك في باب المراد، كان ينتظر  قدوم أصحابه،قال له الضابط في باب الروضة المقدسة:

- ياشيخ، بالله عليك إذا رأيتَ أحدا يحمل معه(مفاتيح الجنان) أخبرني، فلدينا توجيهات بعدم السماح بإدخال الكتب الی الحضرة

ـ حاضر سيدي

صمت قليلا ثم قال: هل تسمح لنا أن نجلس مجموعةً جنب الباب الداخلي للضريح؟ فأنا أنتظر أصحابي وسنجلس لقراءة القرآن!

ـ لابأس ،سأحاول، مع أننا لدينا تعليمات مشددة اليوم!

الحملة الإيمانية بدأت ويريد القائد عودة كل شيء الی وضعه؛لكن... بما أنكم ستقرؤون القرآن فقط، فلا بأس!

- حسنا، تفعلون، ونعم القيادة الحكيمة، لابد من ضبط كل الامور .

ثم رفع رأسه الی السماء وقال: يارب، لماذا لايحترمون العلماء؟

وفي هذه الأثناء مرّ صبيٌّ نواريّ الوجه،وقف قربه، سقطت مسبحة الشيخ، فبادر الصبي وأعادها له!

ـ لم أطلب منك أن تلتقطها!! عجيب!!.تتدخلون في كل شيء!

فقال له الصبي، اسمع ياشيخ، جزيت خيرا...عن عملك الأول وقبولك طلب الضابط فله  هذه المقولة: كفی بالمرء خيانة أن يكون أمينا للخونة!!

وأما عن طلبك منه أن يسمح لكم بالجلوس ، فله هذا القول: عز المؤمن في غناه عن الناس!!

وأما مدحك عملهم وقبولك به فله: من استحسن قبيحا، كان شريكا فيه!

وأما عن تذمرك وغرورك  وجرأتك علی الله فله: نعمة لاتُشكر كسيئة لا تُغفر!

فارتعد الشيخ، وقال له من أنت؟ وكيف تتجرأ؟

فأجابه الصبي النوراني: علی رسلك، اهدأ قليلا، ستصيبك نوبة وتقتلك، ولو أن موت الإنسان بالذنوب، أكثر من موته بالأجل!!

فزاد غضب الشيخ،وراح يصرخ، من أين جئت بهذا الكلام؟

ـ  أوصاني  به شابٌّ، أخضر الخطوات،يتدثر بالشمس، يمشي وخلفه موكب من الحمام الأبيض!

خرج من هذه  الباب، وقف هنا، وبقي يجود علی المارة وكفه لاتنضب!

فنهض  الشيخ من نومه، ومرغ وجهه في التراب وهو يقول:  قد أدبني الجواد فأحسن تأديبي!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك