متابعة- ياسر الربيعي ||
مصحف ضمن محتويات مكتبة الجامع الكبير بـ صنعاء اليمن المصحف بخط الإمام علي عليه السلام وعليه آثار دم الطفلين الشهيدين قثم وعبد الرحمن ابني عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب والذين ذبحهما وهما يلوذان بـ المصحف بسر بن أرطأة شرطي معاوية بن أبي سفيان الأموي !!
ﻧﻘﻞ ﺃﺑﻮ اﻟﻔﺮﺝ اﻻﺻﻔﻬﺎﻧﻲ ﺑﺴﻨﺪﻩ وابن جرير الطبري ﻭﻏﻴﺮهما : أن ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻌﺚ ﺑﺴﺮ ﺑﻦ اﺭﻃﺎﺓ ﺑﻌﺪ ﺗﺤﻜﻴﻢ اﻟﺤﻜﻤﻴﻦ ﻭﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺣﻲ ﻭﺑﻌﺚ ﻣﻌﻪ ﺟﻴﺸﺎ ﻭﻭﺟﻪ اﻟﻀﺤﺎﻙ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ اﻟﻔﻬﺮﻱ ﻓﻲ ﺟﻴﺶ ﺁﺧﺮ ﻭﺿﻢ ﺟﻴﺸﺎ ﺁﺧﺮ ﺇﻟﻰ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﻏﺎﻣﺪ ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ اﻥ ﻳﺴﻴﺮﻭا ﻓﻲ اﻟﺒﻼﺩ ﻓﻴﻘﺘﻠﻮا ﻛﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﺪﻭﻩ ﻣﻦ ﺷﻴﻌﺔ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ﻭاﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭاﻥ ﻳﻐﻴﺮﻭا ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ أﻋﻤﺎﻟﻪ ﻭﻳﻘﺘﻠﻮا اﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻻ ﻳﻜﻔﻮا اﻳﺪﻳﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻭاﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﻓﻤﺮ ﺑﺴﺮ ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻘﺘﻞ ﺑﻬﺎ اﻧﺎﺳﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ﻭﺃﻫﻞ ﻫﻮاﻩ ﻭﻫﺪﻡ ﺑﻬﺎ ﺩﻭﺭا ﻭﻣﻀﻰ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻭﻗﺘﻞ ﻧﻔﺮا ﻣﻦ ﺁﻝ اﻟﻤﻬﻠﺐ ﺛﻢ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﺮاﺓ ﻓﻘﺘﻞ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﺟﺪ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭاﺗﻰ ﻧﺠﺮاﻥ ﻭﻗﺘﻞ ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻤﺪاﻥ اﻟﺤﺎﺭﺙ ﻭاﺑﻨﻪ ﻭﻛﺎﻧﺎ ﻣﻦ اﺻﻬﺎﺭ اﺑﻦ اﻟﻌﺒﺎﺱ ﻋﺎﻣﻞ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ﺛﻢ اﺗﻰ اﻟﻴﻤﻦ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﺒﻴﺪﻟﻠﻪ اﺑﻦ اﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻋﺎﻣﻞ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺮﻡ اﻟﻠﻪ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻏﺎﺋﺒﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﺼﺎﺩﻓﻪ ﺑﺴﺮ ﻭﻭﺟﺪ اﺑﻨﻴﻦ ﻟﻪ ﺻﺒﻴﻴﻦ ﻓﺄﺧﺬﻫﻤﺎ ﺑﺴﺮ ﻟﻌﻨﻪ اﻟﻠﻪ ﻭﺫﺑﺤﻬﻤﺎ ﺑﻴﺪﻩ ﺑﻤﺪﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻪ ﺛﻢ اﻧﻜﻔﺄ ﺭاﺟﻌﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﻓﻌﻞ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺳﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﺑﻌﺜﻪ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻓﻘﺼﺪ اﻟﻐﺎﻣﺪﻱ اﻻﻧﺒﺎﺭ ﻓﻘﺘﻞ اﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ اﻟﺒﻜﺮﻱ ﻭﻗﺘﻞ ﺭﺟﺎﻻ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻭﻧﺴﺎء ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻌﺔ (اﻧﺘﻬﻰ).
وورد أنه لما بلغ أم الطفلين ذبح طفليها بتلك الصورة الوحشية فانخلع فوادها وصارت تسير في الأحياء وهي تردد :
ﻫﺎ ﻣﻦ أﺣﺲ ﺑﺎﺑﻨﻲ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻫﻤﺎ... ﻛﺎﻟﺪﺭﺗﻴﻦ ﺗﺸﻈﻰ ﻋﻨﻬﻤﺎ اﻟﺼﺪﻑ..
ﻫﺎ ﻣﻦ أﺣﺲ ﺑﺎﺑﻨﻲ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻫﻤﺎ... ﺳﻤﻌﻲ ﻭﻗﻠﺒﻲ ﻓﻘﻠﺒﻲ اﻟﻴﻮﻡ ﻣﺨﺘﻄﻒ..
ﻫﺎ ﻣﻦ أﺣﺲ ﺑﺎﺑﻨﻰ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻫﻤﺎ... ﻣﺦ اﻟﻌﻈﺎﻡ ﻓﻤﺨﻲ اﻟﻴﻮﻡ ﻣﺰﺩﻫﻒ..
ﻧﺒﺌﺖ ﺑﺴﺮا ﻭﻣﺎ ﺻﺪﻗﺖ ﻣﺎ ﺯﻋﻤﻮا... ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﻭﻣﻦ اﻻﻓﻚ اﻟﺬﻯ اﻗﺘﺮﻓﻮا..
اﻧﺤﻰ ﻋﻠﻰ ﻭﺩﺟﻰ اﺑﻨﻲ ﻣﺮﻫﻔﻪ... ﻣﺸﺤﻮﺫﺓ، ﻭﻛﺬاﻙ اﻻﺛﻢ ﻳﻘﺘﺮﻑ.
ﻣﻦ ﺩﻝ ﻭاﻟﻬﺔ ﺣﺮﻯ ﻣﺴﻠﺒﺔ... ﻋﻠﻰ ﺻﺒﻴﻴﻦ ﺿﻼ ﺇﺫ ﻣﻀﻰ اﻟﺴﻠﻒ .
ولما بلغ الإمام عليا عليه السلام ذلك المبلغ من الإجرام والفجور والوحشية تألم تألما شديدا ولم يتمالك نفسه أن دعا بتعجيل الخزي والهوان لقائد معاوية المدعو بسر اللعين فلم تمر أيام حتى سلب بسر عقله وصار يتبرز ويأكل البراز ذلك أمام الناس!!
وقد بني في موضع شهادة الطفلين بصنعاء القديمة جوار سوق الحلقة في سوق الملح مسجد سمي بمسجد الشهيدين لا يزال قائما وعامرا إلى اليوم!! وكذلك لا زال ذلك المصحف الذي بخط الإمام علي عليه السلام باقيا ودماء الطفلين الشهيدين عليه شاهدة على بعض جرائم ووحشية معاوية وجنوده !!
قال المولى العلامة المجتهد الحجة مجد الدين المؤيدي رحمه الله تعالى في كتابه "لوامع الأنوار " :
ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻔﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺤﻒ اﻟﻌﻈﻴﻢ، اﻟﺬﻱ ﻛﺘﺒﻪ اﻟﻮﺻﻲ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ـ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ ـ، ﺑﺨﻂ ﻳﺪﻩ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ اﻟﻤﻄﻬﺮﺓ، ﺑﺨﺰاﻧﺔ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺼﻨﻌﺎء، ﻭﻫﻮ ﻣﻠﻄﺦ ﺑﺪﻡ اﻟﺸﻬﻴﺪﻳﻦ، ﻭﻟﻢ ﻳﺆﺛﺮ اﻟﺪﻡ ﻓﻲ ﻣﺤﻮ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺨﻂ، ﻭﻫﻮ ﺑﻬﻲ ﻣﺒﺠﻞ ـ ﺻﻠﻮاﺕ اﻟﻠﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺭاﺳﻤﻪ ـ.
وفي هذه الأيام عملت وزارة الأوقاف على طبع نسخة طبق الأصل من ذلك المصحف ووضعها في مكتبة الجامع الكبير إضافة إلى النسخة الأصلية.
https://telegram.me/buratha