الصفحة الإسلامية

"أحْسنَ القَصَص" قصة نجاح يوسف..!

2240 2020-12-16

 

متابعة ـ عمار الجادر ||

 

 هو يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الخليل (عليهم السلام ) ماتت أمه راحيل وهو ما زال طفلاً صغيراً.

وصبا في فلسطين، ونقل كبضاعه مزجاه،وعاش ومات في مصر.

سورة يوسف نزلت في سنة 10 من الرسالة، عام الحزن. هي السورة الوحيدة في القرآن الكريم، التي تقص قصة كاملة بكل لقطاتها. لذلك قال الله تعالى "أحْسنَ القَصَص". فهي تبدأ بحلم،  وتنتهي بتفسير هذا الحلم.

ومن العجيب أن قميص يوسف استُخدم كأداة براءة لإخوته، فدل على خيانتهم. ثم استُخدم كأداة براءة  بعد ذلك ليوسف نفسه مع إمرأة العزيز، فبرَّأه. ثم استخدم للبشارة، فأعاد الله تعالى به

بصر والده يعقوب.  نلاحظ أن معاني القصة متجسِّدة، وكأنك تراها بالصوت والصورة. وهي من أجمل القصص التي  يمكن أن تقرأهاومن أبدع ما تتأثر به. لكنها لم تجيء في القرآن الكريم

لمجرد رواية القصص. فكان هدفها جاء في آخر سطر من السورة وهو:إنَّهُ مَن يتَّقِ ويَصبر، فإنَّ اللهَ لا يُضيعُ أجرَ المُحسِنين.

فمحور القصة الأساسي هو:

- ثق في تدبير الله.

- اصبر.

- لا تيأَس.

الملاحظ أن السورة تمشي بوتيرة عجيبة،مفادها أن الشيء الجميل، قد تكون نهايته سيئة، وأن الشئ السئ قد تكون نهايته جميله. يا سبحان الله!

فيوسف أبوه يحبه، وهو شيء جميل، فتكون نتيجة هذا الحب أن يُلقى في غيابات الجب،

شيء فظيع. وشئ فظيع أن يكون يوسف خادم صغير في بيت عزيز مصر، فتكون نتيجته أن يُكرَم في بيت العزيز!شيء رائع. ومن بعد هذة الروعة تكون نهايته أن يدخل يوسف السجن!

ثم أن دخول السجن شيءٌ بَشِع، فتكون نتيجته أن يصبح يوسف عزيز مصر!

الهدف من ذلك: أن تنتبه أيها المؤمن، إلى أن تسيير الكون شيءٌ فوق مستوى إدراكك، فلا تشغل نفسك به ودعه لخالقه يسيِّره كما يشاء، وفق عِلمه وحِكمته. فإذا رأيت أحداثاً تُصيبُ بالإحباط ولم تفهم الحكمة منها، فلا تيأس ولا تتذمَّر، بل ثِق في تدبير الله، فهو مالك هذا المُلك

وهو خير مُدبِّر للأمور.

كما يفيد ذلك: أن الإنسان لا يجب أن يفرح بشىء قد يكون ظاهره رحمة لكنه يحمل في طياته

العذاب أو العكس.

 يوسف الإنسان الذي واجه حياة شديدة الصعوبة منذ طفولته ولكنه نجح. ليقول لنا: إن يوسف لم يأتِ بمعجزات، بل كان إنساناً عاديَّاً ولكنه اتَّقى الله فنجح!

ي أكثر السور التي تحدَّثت عن اليأس. قال الله تعالى: *فلمَّا استَيأسوا منهُ خَلَصوا نَجِيَّا (الآية ٨٠).*ولا تيأسوا مِن رَوحِ الله إنَّهُ لا ييأسُ مِن رَوحِ الله إلا القومُ الكافِرون (الآية ٨٧).*حتى إذا استيأس الرسلُ وظَنُّوا أنَّهُم قد كُذِبوا جاءَهُم نَصرُنا (الآية ١١٠).

-وكأنها تقول لك أيُّها المؤمن:

• إن اللهَ قادر على كل شئ فلِمَ اليأس؟ إن يوسف رغم كل ظروفه الصعبة،  لم ييأس ولم يفقد الرجاء.

فهي قصة نجاح في الدنيا والآخرة.

- في الدنيا: حين استطاع بفضل الله ثم بحكمته في التعامل مع الملِك، أن يُصبح عزيز مصر.

- وفي الآخرة: حين تصدَّى لامرأة العزيز ورفض الفاحشة ونجح.

لقد نزلت هذه السورة في عام الحزن على رسول الله، صلى الله عليه وآله و سلم، في أشد أوقات الضيق بوفاة زوجته السيدة خديجةوعمه أبو طالب.

تولى الله أمر يوسف، فأحوج القافلة في الصحراء للماء، ليخرجه من غيابات الجب.  ثم أحوج عزيز مصر للأولاد ليتبناه! ثم أحوج الملك لتفسير الرؤيا، ليخرجه من السجن. ثم أحوج مصر كلها للطعام، ليصبح عزيز مصر.

إذا تولى الله أمرك، هيأ لك كل أسباب السعادة وأنت لا تشعر.فقط قل بصدق:"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ"فقط فوّض أمرك لله فى كل شيء..في همك،في صحتك،في أولادك،في احتياجاتك المالية.

واتق الله، و تأكد أن الله معك

طالما أنت موفي الله حقه.والحمد لله رب العالمين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك