عمار الولائي||
يفهم من جملة من الروايات الواردة في الموروث الروائي لاهل البيت (عليهم السلام) أنهم كانوا يربون شيعتهم على التطلّع للأخذ بثأر الحسين مع وليه المهدي (عجل الله فرجه) الذي سيُظهره الله تعالى في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطاً وعدلا بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً
قال الامام الباقر (عليه السلام) حين ساله مالك الجهني عن كيفية عزاء الأخ لأخيه يوم العاشر من المحرم قال: تقولون:
أعظم الله أجورنا بمصاب الحسين (عليه السلام ) وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد)
وعن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله " ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا " قال : هو الحسين بن علي عليهما السلام قتل مظلوما ونحن أولياؤه والقائم منا إذا قام طلب بثأر الحسين عليه السلام : فيقتل حتى يقال قد أسرف في القتل وقال : المقتول الحسين ، ووليه القائم والاسراف في القتل أن يقتل غير قاتله " إنه كان منصورا " فإنه لا يذهب من الدنيا حتى ينتصر برجل من آل رسول الله عليهم الصلاة والسلام يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ) بحار الأنوار، ج 44، العلامة المجلسي، ص 220
و عن علي بن مهزيار قال : قال أبو جعفر عليه السلام : كأني بالقائم يوم عاشوراء يوم السبت قائما بين الركن والمقام ، بين يديه جبرئيل عليه السلام ينادي : البيعة لله ، فيملاها عدلا كما ملئت ظلما وجورا )
الغيبة للشيخ الطوسي، ص ٤٨١.
والذي نفهمه من هذه الروايات ورويات أخرى تتحدث عن السفياني الشامي في آخر الزمان أن خط بني أمية سوف يعود في زمن التمهيد وزمن الإرهاصات الكبرى للظهور الشريف كما جاء في معاني الأخبار عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله ، قلنا : صدق الله وقالوا : كذب الله ، قاتل أبو سفيان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقاتل معاوية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي ( عليهما السلام ) والسفياني يقاتل القائم .
واذا أضفنا الى ذلك انحراف بني العباس وظلمهم لأهل البيت (عليهم السلام) قتلا وتشريداً وتسميماً وادّعائهم الخلافة كذباً وزوراً
وتفيد الروايات أن حكم بني العباس سيتجدد في آخر الزمان كما جاء عن علي بن أبي حمزة، قال : رافقت أبا الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) بين مكة والمدينة ، فقال لي يوما : يا علي ، لو أن أهل السماوات والأرض خرجوا على بني العباس لسقيت الأرض دماءهم حتى يخرج السفياني . قلت له : يا سيدي ، أمره من المحتوم ؟ قال : نعم ، ثم أطرف هنيئة ، ثم رفع رأسه ، وقال : ملك بني العباس مكر وخداع ، يذهب حتى يقال : لم يبق منه شئ ، ثم يتجدد حتى يقال : ما مر به شئ ) غيبةالنعماني ص ٣١٤
يتضح من ذلك أن في نهاية المطاف سيكون هنالك خطان للصراع:
الأول: خط شيعة الحسين (عليهم السلام) وأهل بيته الذين عُرفوا طوال تأريخهم أنهم يبكون الحسين ع ومعهم مستضعفون من السنة والمسيحيين واليهود وباقي الشعوب المستضعفة يقوده المهدي التاسع من ذرية الحسين( عليهما السلام) ومعه المسيح عيسى بن مريم : عن الإمام الباقر عليه السلام قال : ( القائم منصور بالرعب مؤيد بالنصر ، تطوى له الأرض وتظهر له الكنوز ، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ويظهر الله عزوجل به دينه ولو كره المشركون ، فلايبقى في الأرض خراب إلا عمر ، وينزل روح الله عيسى بن مريم عليه السلام فيصلي خلفه ). البحار : ٥٢/١٩١
الثاني: خط الأمويين الجدد يقوده طاغية بني أمية السفياني وخط العباسيين الجدد أصحاب الدولة كما يُعبَّر عنهم راياتهم سود ولباسهم أسود يساندهم ويدعمهم الاسرائيليون الجدد وقوى الاستكبار العالمي في مقدمتها دولة الشيطان الأكبر وقد أوغلوا في دماء الأبرياء والصالحين والمقاومين في دول مسارح التمهيد المهدوي
وهنا ينصر الله تعالى وليّه المهدي ويأخذ بثأر الحسين (عليه السلام) التي تجددت وتتجدد ظلامته بسفك دماء زاكيات من ذريته وبنيه وأنصاره وشيعته وماء أخرى سفكت من غير حق فالمهدي ولي دم الحسين (عليه السلام) ودماء شيعته ودماء الأبرياء.
متى ذلك؟ إنه غداً ، في اليوم الموعود، وإن غدا لناظره قريب
أَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الأَنْبِياءِ وَأَبْناءِ الأَنْبِياءِ؟ أَيْنَ الطَّالِبُ بِدَمِ المَقْتُولِ بِكَرْبَلاَء؟ أَيْنَ المَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَافْتَرى؟ أَيْنَ المُضْطَرُّ الَّذِي يُجابُ إِذا دَعا؟ أَيْنَ صَدْرُ الخَلائِقِ ذُو البِرِّ وَالتَّقْوى؟ أَيْنَ ابْنُ النَّبِيِّ المُصْطَفى وَابْنُ عَلِيٍّ المُرْتَضى وَابْنُ خَدِيجَةَ الغَرَّاءِ وَابنُ فاطِمَةَ الكُبْرى؟!
https://telegram.me/buratha