الصفحة الإسلامية

الغدير ومرجعية الأمة..

1769 2019-08-18

سجاد العسكري

 

كما هو معلوم إن المسلمين كانوا يتعرفون على معالم دينهم من عدة أمور اولها القران الكريم الذي يعتبر المصدر الأول والرئيسي للمعرفة وعند الابهام يرجعوا الى النبي الاكرم  صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ليبين لهم كل ما يتعلق من حلال وحرام واحكام تنظم حياة الانسان عموما والمسلم خصوصا

فمرجعية الامة الاسلامية كانت في وقتها لرسول الله  صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم, كما انه  صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان اولى الناس بالمسلمين من انفسهم اذ كان ينظر الى المصالح والمفاسد التي تحيط بالفرد والمجتمع الاسلامي فيختار لهم ما يصلح امورهم ويضمن سعادتهم .

فكان رسول الله محمد  صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم هو القائد والمرجع الذي تلتف حوله الامة , ورغم ما تعرض له من اذى المشركين,و بعض هؤلاء المشركين دخلوا الاسلام خوفا لينقلبوا الى منافقين مما ازداد اذى للرسالة والولاية , واخذوا يحوكون المؤامرات ويطلقون الاكاذيب والتوبيخ لكل من كان قريب من الرسول واهل بيته عليهم السلام , وغرضهم هو اضعاف عوامل القوى التي تسند وتنشر المباديء الاسلامية الحقة وفضائل النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلموالتركيز على استمارية الرسالة بالقران الكريم والعترة الطاهرة والتي لا يفترقا ,فأن من يتخلف عنهم فهو هالك ويضعف صفوف الامة الاسلامية فلابد ان يترسخ لدى المسلمين مرجعية القيادة بعد الرسول  صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم الى مستحقيها .

فبعد وصيته الكبرى في حجة الوداع ومن موقع غدير خم ان القيادة والزعامة التي كان يتمتع بها الرسول الاكرم محمد صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فبعد موته كما صرح في خطبته ,فكل ما لرسول الله  صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يكون لوليه من بعده علي بن ابي طالب عليه السلام , وهو اولى الناس من انفسهم والمتصرف الخبير الحكيم في ادارة شؤونهم بصورة مطلقة , وقرن اتباع هذا الامر بأنه نصر لمن ينصره وخذلان لمن يخذله .

فعند رحيل الرسول الاعظم  صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ترك دولة مترامية الأطراف يؤمنون برسالة ويعتقدون بنبوته فهم يمارسون حياتهم على اساس هذه الرسالة وينشؤن علاقاتهم وفقا لها ,فكانت من موارد استمرار تطبيق الاسلام وحمايته من الاخطار والانحرافات , فلابد من زعامة وقيادة لهذه الدولة لتدير شؤونها وتنظم حياة مواطنيها , وهو ما يضمن عدم الخلاف من قبل الامة ويصب في مصلحتها لبقاء الاسلام واستمراريته .

وهنا يتبادر سؤالين الاول :هل يترك الرسول الاكرم  صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم الامة وقيادتها للاجتهادات المختلفة والتي تخضع في كثير من الاحيان لأسس شخصية او تقليدية ؟ والسؤال الثاني : هل تمتلك الامة في حينها النضوج الكامل ليؤهلها في اختيار الاقدر والاصلح لها؟

وكما هو معلوم ان الدين تعرض لبيان كل شيء من احكام وتشريعات وفي ادق التفاصيل وضحها للمسلمين ,فكيف يترك هذه الدولة والامة والمجتمع الاسلامي بلا مرجعية تعود اليها في حالة الاختلاف او في حالة الحوادث المستجدة والتي تحتاج لمشرع يحافظ على المقياس العقائدي والرسالي ,,لأن الوضع الاسلامي في حينها بحاجة للتخلص من العادات والنزعات الجاهلية والقبلية التي تتقاطع مع مباديء الاسلام , وخصوصا المنافقين الذين يتربصون بالاسلام ونبيهم واهل بيته ع الفرص لأبعادهم عن زعامة المسلمين بشتى الطرق .

ولعل من ابرز مصاديق عدم النضوج والخضوع للاهواء الشخصية والتقليدية هو التحذير والتوبيخ في قوله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) آل عمران/ 144.

نعم هذا الانقلاب هو بالضد من قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } ( سورة المائدة ، الآية :67 ).

فكان الانقلاب على الامر الإلهي المكمل للرسالة المحمدية وعلى مرجعية الامة الاسلامية التي تحفظ الانقسام والضعف والاختلاف , ومن يراجع كتب الحديث والتاريخ يجدها طافحة بالاثار والنصوص الثابتة والصحيحة التي دلت ان مرجعية وقيادة وزعامة وخلافة وامارة المؤمنين هي لأمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام , لذا نجد ان الرسول الاكرم  صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلمفي سبيل تحقيق هذا الهدف استخدم مختلف الطرق واساليب التعابير لبيان مضمون مرجعية الامة الاسلامية بعده , وكان اخرها غدير خم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك