لما وقف ابو سفيان يتباهى على النبي والمسلمين يوم احد .. قال ان الحرب سجال وهي حين تستمر الحرب بين طرفين تكون بَيْنَهُمَا سِجالاً : لاَ غَالِبَ وَلاَ مغْلُوبَ ، تَعَادُلُ القُوَّةِ بَيْنَهُمَا، يعني تبقى جذوة مقاومة الاسلام في قلوبنا وفي اجيالنا ... فقال (ص) : أجيبوه ، فقالوا : لا سواء ،يعني لا سجال .. قتلانا في الجنة ، وقتلاكم في النار. فقال : لنا عزّى ولا عزّى لكم . فقال النبي (ص) : الله مولانا ولا مولى لكم . فقال أبو سفيان : أُعل هبل . فقال رسول (ص) : الله أعلى وأجلّ . يقول تعالى { وتلك الأيام نداولها بين الناس } أي تنهي دولة وحكم وتأتي أخرى بنفس الأفكار.. هؤلاء بقيت أفكارهم مقاومة الدين في عقولهم حتى دحرهم الله ورسوله يوم تحرير مكة .. وأطلق عليهم اسم الطلقاء، وهم زمرة من قريش، الذين عفا عنهم الرسول(ص) يوم فتح مكة ولم يقتلهم، وقال لهم يومئذ: "اذهبوا أنتم الطلقاء". ويطلق عليهم اسم "مسلمة الفتح".معنى الطلقالء جاء من اطلاق وطلاق ..
ومعنى الطلاق : أي ان تصبح المراة متحررة يمكنها ان تختار زوجا اخر فلا عهده عليها لزوج ,, ولا التزام على احد عليها في بيت الزوجية كذلك الطلقاء ليس لهم دين .. نقول فلان اطلق ساقيه للريح .. أي هرب ولم يلحق به احد ..أطلق فلان النار .. خرجت الاطلاقة ولا يمكن التحكم بها بعد.. فلان أطلق العصفور .. خرج من القفص. هؤلاء ليسو مسلمين ..طلقاء وبقي الحقد والثار من الاسلام في قلوبهم , وتاريخهم يشهد بذلك .. وقد تحدثت زينب (ع) بذلك وعيرت يزيد بأهله.. "امن العدل يا ابن الطلقاء " ولو كان يعرف ان معنى الطلقاء مسلمين لرد عليها . خاصة هو امير غالب .
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
https://telegram.me/buratha