الصفحة الإسلامية

الحجة المنتظر..وتركيب مختلف عن المألوف!

2389 2018-11-13

أمل الياسري

ملاك أحاول نسج عنوان له، لأستطيع الوقوف على سواحل نصوصه، وملامحه وطريق معانيه، التي لا يدركها إلا الباريء، والراسخون في العلم، لأنه ليس مبدعاً، في عصر ولادته أو غيبته فحسب، بل هو إبن كل العصور، إنه إمام حجة، وقائد أزلي لا يبلى أبداً، مشغول بهموم الناس البسطاء، المشغولين بمشاكلهم الحياتية، والغارقين فيها، علاوة على نسخ الموت، التي تستلم الأسماء قبل الأجساد، من أجل الدين والمذهب، لكن ما يجعلهم فرحين مستبشرين، هو راية إمامهم، يا لثارات الحسين!

الحجة المنتظر، إسم يحتاج الى تفصيل أكثر دقة، من كونه آخر أسباط آل محمد (صلواته تعالى عليه وعلى أله) فما تزال التفسيرات قاصرة، ومقصرة عن فهم هذا التركيب الإنساني الخالد، وأنصاره الذين ستزودهم مظلومية المستضعفين ومحنهم، بوقود جزل وتركيب مختلف جينياً، يخص ذرات عقيدتهم، وجنونهم بقضية الثأر من الطغاة، الذين عبثوا بالإسلام وبكرامة الإنسان، وفي ذلك الزمان لا صوت سوى العدل والقسط، والموت على يده كأس تدور على الفاسدين، والمارقين، والناكثين، والظالمين، ومأواهم جهنم، وبئس المصير!

كل الحق للحجة، صاحب العصر والزمان، عجل الباريء عز وجل فرجه وسهل مخرجه، بأن يظهر المعنى، في الحزن المختفي، بجسد غائب عن الأنظار، على أمل الشروق، بعد تنقية القلوب، وغربلة العقول، فمن يحاربنا يحير بنا، كما قال إمامنا الصادق، (عليه السلام) كيف لا؟ ومدن الضمائر الداعشية، تستبيح دماءنا، وتزهق أرواحنا، لكن عشقنا لملك عادل لم نره، يجعل شوقنا مجنوناً، لنرجُ فرجه قربياً، فقد أمِلت النفوس، برجل يعرف مهمته العالمية، حيث شرعية التغيير الختامي، ولا رجعة فيه!

إن إقامة دولة العدل الإلهي، بما تحمله هذه الدولة من صفات الكمال، بعدما تملأ ظلماً وجوراً، لهي الدولة الأحق بالإنتظار، لأنها مسكونة بالعدالة والإخلاص، والذوبان في عشق الخالق، ونبيه، وأهل بيته (صلواته تعالى عليه وعلى أله)، وحكايات الجدة، تحرك فينا الأمل المنشود، فإن كانت الأرض تتحرك كل 75 سنة بمقدار أنجين، حسب الدراسات الجغرافية، فإن محبي الإمام المنقذ، يحركون الأرض كلها، لتتهيأ لإستقبال ما يتحرك، في حب محمد وال محمد، شاء مَنْ شاء، وأبى مَنْ أبى!

التركيب المهدوي لقائم آل محمد، مختلف تماماً عن الخلق، فهو بقية الخالق في أرضه، والباريء عز وجل، يريد أن يُمن على المستضعفين وينصرهم، ويجعلهم الوارثين، وليقيم به الحدود المعطلة، والأحكام المهملة، ويرميهم بحجره الدامغ، ويضربهم بسيفه القاطع، ويرسم دائرة السوء على أعداء الدين، فقد أطلع سبحانه وتعالى، صاحب العصر والزمان على الغيوب، وبرأه من العيوب، لذلك أرعب قلوبهم، وزلزل أقدامهم، وهو غائب عنهم، فكيف إذا ظهر؟ وإقتلع ديار الكفر وآثارها، يومئذ تقع الواقعة، ليس لوقعتها كاذبة!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك