سجاد العسكري
يقول الامريكي (مايكل هارت) في كتابه "الخالدون المائة" ( ان اختياري محمدا ليكون الاول في اهم واعظم رجال التاريخ, قد يدهش القراء , لكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح اعلى نجاح على المستويين الديني والدنيوي ..., لكن محمدا هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية , ...ووضعها في موضع الانطلاق الى العالم ..) .
ليت يعلم الظالمون كما يعلم المستشرقون من هو نبينا الخالد عبر الدهور والعصور حتى شهد بفضله القاصي والداني , قطعا ان نبينا هو لطف من المولى عز وجل للانسانية جميعا , ليكون بشيرا ونذيرا وقائدا ومصلحا , وملكا وعبدا , غنيا وفقيرا , هو رحمة للعالمين لقد ارسى نبينا دعائم العدل والمساواة والايمان , والعلم والمعرفة ,الاخوة في الاخلاق والسلوك , والعمل بها لتكون الامة الاسلامية في اقتدار وعزة وتعيش بكرامة في المجتمع, وكرس جميع جهده لوحدة الامة الاسلامية , لأنها القوة الوحيدة التي تحفظ هذه الامة من التفرق والتقسيم واضعافها .
فمواقف الحب والاحترام من قبل المسلمين كانت حاضرة وتتسم بمعرفة مقام خاتم المرسلين لديهم , فعندما يسأل العباس عم النبي الاعظم "ص" ايهما اكبر انت ام الرسول محمد"ًص" فيجيب :(ان محمد "ًص" اكبر , وانا اسن) لأن العباس كان اكبر سنا من الرسول الاكرم "ص" ؛ولكن انظر الى جوابه وهو يحمل في طياته الحب والطاعة والاحترام للمقام الذي يتبوئه رسول الله , وهذا ابا ذر في الصحراء المحرقة بعد تاخر اللحاق بجيش النبي محمد "ص" , واعياء ناقته حمل الماء على كتفه وهو احوج اليه , الى ان وصل الى النبي الاكرم فسقط مغشيا عليه , فقال رسول الله اسقوه , فاستغرب المسلمين هو يحمل ماء فكيف نسيقه ؟ فسقوه فعندما افاق قال لهم :رايت ماء باردا فاردت ان اشرب منه فقلت والله لا اشرب منه حتى يشرب منه رسول الله "ص" ؟ فحب النبي كان متجذر في قلوبهم ونفوسهم حتى لا يروا انفسهم دون القائد والقدوة , فهذه هي عظمة الاسلام , في الطاعة والحب والايثار ..فكانت امة تستحق ان تتبوء مقامها السامي لو استمرت على نفس منهاج السلف الصالح.
لكن في مقابل الحب والطاعة هنالك التطاول والتجرء على مقام رسول الله من اناس لم يفقهوا من الاسلام شيئا, فاخذوا الانتقاص منه سواء في سرهم او علنهم يتحينون الفرص للطعن بمقام الطف اللاهي , وزاد هذا الشعور بعد واقعة الغدير ؟! فاحدهم يقول: يامحمد"ص" هذا من عندك ام من عند الله ؟ فهؤلاء الريب في قلوبهم لم يؤمنوا ويصدقوا لأنه يخالف اهوائهم الشخصية وغرائزهم المريضة , ومصالحهم الضيقة . وينبري اخر عند مرض الرسول "ص" ويطلب من الحاضرين عنده دواة وكتف ليكتب كتاب لن تظلوا بعده ؟! ليكون امان للامة من الاختلاف , صوت من الحاضرين ان الرجل ليهجر, حسبنا كتاب الله؟! وهل انتم اعلم من رسول الله اذ قال تعالى في حقه (وماينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى).
منذ ذلك اليوم والتطاول والتعدي والتجرء على مقام رسول الله واهل بيته ومحبيهم , ويستمر في اقوام ليصلنا الى هذا اليوم ؟ّ! فلا غرابة من اعدام وقتل محبي رسول الله واهل بيتهم "ع" , فالبداية قديمة لينزف العراق وعلمائه على يد الاجرام الصدامي البعثي بمساعدة دول الحقد الدفين فشهدنا اعدام الشيخ النمر واعتقالات الشيخ عيسى القاسم والشيخ السلمان ...والقائمة تطول بالمعتقلين والمعذبين في سجون حكام قدوتهم المتامرون على رسول الله محمد واهل بيته ومحبيهم ؟! ليسيروا على نفس النهج في التطاول وانتهاك حقوق الاخرين وقتلهم بدم بارد , حتى اصبح نهج دول وحكام تملئهم الكراهية والطائفية والعنصرية للعقائد المخالفة لهم بالفكر , فاينكم من وحدة المسلمين ؟ فحب محمد وال بيته ومحبيهم نهج مقابل نهجكم ويستمر , وان كلمة الله هي العليا .
https://telegram.me/buratha