الصفحة الإسلامية

سيدتنا رقية (ع)


د. قاسم بلشان التميمي
ملحمة الطف ملحمة عظيمة بكل تفاصيلها وتأتي عظمتها كونها اعادة للاسلام هيبته واعادة المسار الصحيح لأمة الرسول وذلك من خلال دماء زاكيات لأطفال رضع ورجال وشيوخ ،ان ملحمة الطف اية الله الكبرى تجلت في بيت النبوة الطاهر المطهر الذي اذهب الله عنه الرجس .
وملحمة الطف تكشف لنا في كل يوم قصة وعبرة جديدة وتكشف لنا عن امور نحن لم نكن نعرفها لولا هذه الملحمة التي كان ثمنها دم النبوة وياله من ثمن غال غال جدا (انا لله وانا اليه راجعون)
سادتي لعل في غفلة من امرنا لم نتطرق بشكل كافي ووافي لأهل بيت النبوة في موقعة الطف خصوصا الاطفال ولعل من اهم اطفال البيت المحمدي الذين شهدوا واقعة الطف هي سيدتنا رقية بنت الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ( على ابائها وعليها افضل الصلاة و السلام) .
ربما هناك هناك من يعيش على وجه المعمورة يقرا مقالي هذا لم يعرف الكثير عن السيدة رقية (عليها السلام) وانا اقول له انها حفيدة الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، هي الطفلة ذات السنوات الخمس او الاقل اوالاكثر من ذلك بقليل، التي شهدت مع والدها الامام الحسين والعترة الطاهرة تلك الملحمة العظيمة ملحمة الطف ، وشهدت عليها السلام تلك القسوة والوحشية والهمجية في التعامل مع نساء بيت النبوة ،ان الكلمات تعجز عن وصف مأساة الشهيدة السيدة رقية بنت الإمام الحسين عليهما السلام التي تحولت الى صوت اخر ودم أخر وخلود اخر للحسين عليه السلام وديمومته، الامر الذي يجعلنا ان نسأل انفسنا هل نحن فعلا نحب الامام الحسين (عليه السلام) وما هو حب الامام الحسين واهل بيته (عليهم السلام اجمعين) ، وانا لا اريد اجابة على هذا السؤال ولكن اريد ان اذكر نفسي قبل غيري ان حب اهل البيت (عليهم السلام) في حقيقة الامر هو حبنا لانفسنا أي بمعنى ان كل انسان يحب الخير الكثير لنفسه واعتقد جازما بل انا على يقين مطلق ان كل الخير هو في حب اهل البيت (عليهم السلام) ، ومن مسلمات الحب ان نعمل ونحقق مايريده الحبيب ونكره كل شيء يكرهه الحبيب وليس الحب مجرد كلام يقال بل هو تنفيذ وافعال ، ان حبنا لاهل البيت يعني حبنا لله سبحانه جل وعلا ، والكل يتفق معي ان اطفالنا وكما قال الشاعر فلذات اكبادنا تمشي على الارض وكلنا نتمنى الخير لاطفالنا قبل ان نتمناه لانفسنا لانهم اغلى من انفسنا.
حقيقة ان الكلمات تقف عاجزة وتقف الانسانية حمقاء متحيرة بلهاء خاوية من كل مشاعرها وهي لاتحرك ساكنا في اعطاء طفلة النبوة الشريفة حقها .
سادتي وسيداتي ان موقعة كربلاء الخالدة هي دروس للانسانية وقد تجلت هذه الموقعة وبقيت ما بقي الليل والنهار من خلال الدم الطاهر لابي الاحرار واهل بيته واصحابه (عليهم السلام) ومن ثم جاءت المرحلة الثانية وهي المرحلة الاكثر خطورة انها مرحلة سيدتنا ومولاتنا زينب الحوراء(عليها السلام) وكم كانت هذه الصديقة الطاهرة بطلة وقوية وهي تشهد مقتل الامام المعصوم واولاده واخوته واهل بيته واصحابه ومع كل هذا بقت صامدة خالدة كخلود كتاب الله بل هي حجة الله وليس هذا فحسب فقد القي على كاهلها رعاية ايتام بيت النبوة ونقل مظلوميتهم الى كل العالم حتى قيام الساعة ومن ثم هناك مرحلة اخرى تخللت المرحلتين وهي قصة ومأساة شهادة الصديقة الطفلة المظلومة المسبية الحزينة المكسورة الخاطر العطشى المضروبة بالسياط رقية بنت الامام الحسين بنت الامام علي بنت المعصومة فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد (عليهم صلوات الله وسلامه اجمعين).
ان قصة استشهاد اية الله وحجته على خلقه السيدة رقية تجعلنا حيارى وما نحن بحيارى وتجعلنا نتلفت ذات اليمين وذات الشمال وكيف لانكون كذلك ونحن لم ندعو الى نصرتها ولم ندعو الى تخليدها وهي الخالدة ولم ندعو الى جعل يوم متفق عليه في كل عام ونسميه يوم نصرة الطفولة اويوم رد مظلومية رقية او يوم الانتصار للطفولة المظلومة او يوم حرية الطفل وتحرره او أي مسميات اخرى لاتهم المسميات بقدر ما يهمنا اولا واخرا التذكير والتبصير بقصة استشهاد سيدتنا رقية (عليها السلام).
ان السيدة رقية هي الامام الحسين وهي الامام علي بن ابي طالب وهي الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء وهي رسول الله وهي وجه النبوة البريء وهي حجة الطفولة ومظلوميتها عبر كل الاوقات على كل ظالم متكبر متسلط وهي قبل هذا وذاك فداء وقربان بيت النبوة الى الله سبحانه وتعالى، ان التاريخ لم ولن يذكر لنا اطلاقا عن نبي او رسول او صديق اوولي او اهل بيت قدم اطفالا رضع او قدم اطفالا دون الخمس سنوات او قدم شبابا وشيبا ونساء وعجائز قربانا لنصرة الحق ونصرة الله تعالى غير بيت ال بيت محمد (صلوات الله عليهم اجمعين) ، نعم التاريخ لم ولن يذكر غير هذا البيت العلوي المحمدي الشريف الذي قدم كل شيء من اجل احقاق ونصرة عدالة السماء عدالة الله تعالى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك