الصفحة الإسلامية

كربلاء بين عولمة النهج، وعالمية الولاء..!

1683 2018-10-16

كاظم الخطيب

لا ينبغي لكمٍ من الحروف، ولا لحشدٍ من السطور، ولا حتى لزخمٍ من الأوراق، الإحاطة بفكرِ، وعطاءِ، وثوريةِ كربلاء.. كما لا يمكن لسيلٍ من الكلمات، ولا لجمهورٍ من الكتاب والباحثين، ولا لعنقٍ من الخطباء والمحدثين، الإلمام بالجوانب الفكرية، والعقائدية، وإختزال الأحداث بزمن معين، أو حصر النتائج بحقبة بذاتها.

واقعة كربلاء، لم تكن لتختص بحقبة من الزمن، ولا لتحدد ببقعة من الأرض، فكل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء.

لقد كانت مبادئ القيام الحسيني على مدى العصور، مناراً يهتدي بها الأحرار، ودروساً تلهب مشاعر الثوار.

لذلك فقد واجهت هذه المبادئ، من قبل قوى الإستكبار العالمي، وأقطاب الفكر السلفي في المحيط الإقليمي، حملة من التضليل والتعتيم، ومحاولات تشويه وتزييف الحقائق، والحيلولة دون إطلاع عامة الناس، على هذه المبادئ، التي من شأنها تقويض، مشاريعهم، وفضح ممارساتهم القمعية، وتحريض الناس، على المطالبة بحقوقهم، وعدم الركون للظلم والظالمين.

إن تعدد أهداف ومرامي الثورة الحسينية، جعل من جبهة المواجهة، وتيار الممانعة لها، جبهة عريضة، وتياراً قوياً شرساً.

كونها قد دعت إلى الإصلاح، الذي يشمل جميع أوجه الفساد، سواءً كان ذلك في الحكم، أو في الإدارة ، أو في الأخلاقيات العامة، من قبيل الأفكار المنحرفة كالتطرف، والمغالاة، والسلوكيات الشاذة، وجميع ما يخالف شريعة السماء، ودعوة الكمال الأخلاقي، التي جاء بها المصطفى، عليه وعلى آله أفضل الصلوات وأتم التسليم.

في العراق، تجسدت المواجهة بين حكومة البعث الكافر، بالمبادئ والقيم الإنسانية، وبين العقول النيرة، التي جعلت من الشعائر الحسينية، منهجاً لمقاومة البعثيين، وتحدياً لطغيانهم، من خلال الإستعداد للتضحية بالنفس، والمال، والولد، تأسياً بالإمام الحسين عليه السلام، فكانت زيارة الحسين تمثل رعباً، لأزلام البعث، فكانوا يستنفرون طاقاتهم، لمنع الزائرين من الوصول إلى كربلاء التضحية والإباء، وزيارة سيد الشهداء.

كما تجسد بعد زوال حكومة البعث، وجه أخر من أوجه الصراع، ولكن هذه المرة، كان بين المبادئ الحسينية، وبين من يدعي الدفاع عنها، والحرص على تجسيدها، لكنه إصطدم معها، في جبهة الشهوات الآنية، والأطماع الشخصية، فقد أبهرته هيبة السلطان، وروعة الصولجان.

لقد نسي أو تناسى، إنه لن يستطيع أن يملك كما ملك يزيد، وأنه لن يقدر على ما قدر عليه صدام، لكن هواه قد غلبه، وأعماه، وإذا بهذه المبادئ تقف بوجهه، وتهزأ من جبروته، وترفع راية الإصلاح والتغيير، فكانت ثورة الحسين نبراساً، لدعاة التغيير، الذين تمكنوا من إقتلاع الفاسدين، وفضح ممارساتهم، وكشف زيفهم، والشروع بحملة الإصلاح، التي دعت إليها هذه الثورة المباركة.

إن نجاح الثلة المؤمنة بربها، وبماديء الثورة الحسينية، في إحداث التغيير، حري به أن يكون دافعاً، لبقية أبناء الشعب العراقي، لدعم الجهود الخيرة، والمساهمة الفاعلة، في بناء الدولة العصرية العادلة، وترك الخلاف، وقطع الطريق على المفسدين، وتمكين الأمة من إستغلال ثرواتها، بما يخدم مصالح جميع أبنائها.

الشعائر الحسينية، أصبحت نهجاً قد تخطى جميع الحدود الجغرافية، وولاءً تجاوز كل الإختلافات العرقية، فقد أصبحت هذه الشعائر، صرخة مدوية بوجه الظلم والظالمين، وجعلت من كربلاء كعبة للعشق، تحج إليها القلوب، وتسعى إليها النفوس، من كل حدب وصوب، فتصرخ الضمائر، وتصدح الحناجر، وهي تهتف بلسان واحد رغم إختلاف ألسنتها، لبيك يا حسين..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك