الصفحة الإسلامية

كَربلاءُ حُرةٌ بلا حدود!

1679 2018-09-17

أمل الياسري
(أبرز معالم منهج أهل البيت في الوحدة، هو تبني قضايا الأمة الكبرى، بدلاً من القضايا الجزئية والفئوية حول قضية كربلاء، فهو لم يتعامل مع العبادة ظاهرياً، كما لو أنها مجرد طقوس وشعائر، بل من خلال جوهرها ومضمونها، الذي جعل من رسالة الإمامةلأهل البيت (عليهم السلام تتمة لرسالة جدهم النبي (صلواته تعالى عليه وعلى آله) وإتماماً للنعمة، وإكمالاً للدين، نعم إنها القضية الكبرى، ونتائجها الأكبر!
كربلاء عرس إستشهادي آمن سرمدي، رغم أنه مخثن بالجراح والمصائب، حيث إنتصار الدم للألم الإنساني، والذي شهدت خلاله ولادة نشيد الحرية الأزلي، على يد فتية آمنوا بربهم فزنادهم هدى، إنهم إشارة نصر حلقت في سماء الكرامة، ورفضت الذل، الذي حاول الطغاة رسم ملامحه على القضية الحسينية، لكن الباريء عز وجل يأبى ذلك ورسوله والمؤمنون، والسبب هو أن تراب كربلاء حرُّ أكثر من سجانه، فلبوة الطالبين زينب الحوراء (عليها السلام) تخاطب يزيد وأزلامه: هيهات منا الذلة.
كُثر هم ممَنْ حاول طمس معالم الشعائر الحسينية، لكنهم عبثاً حاولوا، لأن الإمام الحسين (عليه السلام) أنجز مهمته في كربلاء، وفق مسميات الشغف بالشهادة، والذي تحرك حباً للباريء عز وجل، والعمل لأجل قضية كبرى، للحفاظ على الوحدة الإسلامية، والتركيز على إصلاح الأمة، والثورة على الظلم والطغيان الأموي، ولم يقاتل سيد الشهداء طمعاً بالسلطة، لأنه لم يخرج أشراً ولا بطراً، وإنما لطلب الإصلاح لأمة جده، فكان عطاء الدم أفضل عنوان للتواصل مع العالم، ماضياً، وحاضراً، ومستقبلاً.
القلوب يعتصرها الألم، والعيون يتقاطرها الدمع الدفين، لكن هذا حال العشاق، أما هو فلم ولن ينقطع عنده غيث الإبداع، لأن صانع الحرية بكربلاء الحسين، لم يكن يعمل لفئة وعشيرة وطائفة، بل لأجل أمة باتت الحرية فيها مهددة، على يد يزيد إبن آكلة الأكباد، الذي لن يستطيع أحفاده الصعاليك سجن قضيته، فقصة إنتصار الدم على السيف، لم تتكرر إلا مع الحسين، نعم إنه من أبناء السماء، صنع ثورة عالمية الوجود برأس خضيب، وجسد تريب ورداء سليب!
أحرار وطغاة، ودماء وسيوف، ورؤوس أيعنت لقطف الشهادة، وضمائر أسودت لتقتل إبن بنت نبيها، حوار بين الأنصار وبني هاشم، وموت أبيض لا طعم له يلاحق شفاه العيال والأطفال، وساقي العطاشى يتلقى السهام في عينيه، ويقدم كفيه فداءً لأخيه، وما بين صولات الشيوخ وجولات الشباب، يتقدم المجانين واحداً بعد الآخر، ليذوبوا عشقاً في مرضاة الله عز وجل، فالإبداع له طرق رائعة، لتترجم معنى أن تكون كربلاء حرة، رغم أنوف الحاقدين، إنها كربلاء وهي مَنْ أعطتني هويتي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك