الصفحة الإسلامية

عذرا سيدتي زينب.. زينب بنت علي

3227 2018-09-14


يبدو العنوان صادما لأنه عبارة عن اسم عقيلة الطالبيين، فما هو المغزى من كتابة الإسم؟ هل فعلا تم استخدام الإسم المبارك لهذه السيدة ليشكل صدمة لدى القارئ، حقيقة لم يكن يدور في بالي هذا الأمر، لأني فعلا وقفت طويلا لكتابة عنوان لهذا المقال، فلم أجد أفضل من الإسم عنوان، لأنه يتحدث عنها بصورة مباشرة، ما فعلته طيلة الفترة التي سبقت معركة الطف يوم العاشر من محرم وما تلاه، عندما وقفت أمام يزيد (عليه لعنة الملائكة أجمعين).
مثلت السيدة زينب بنت علي (عليه السلام) أكبر ملحمة تأريخية عرفتها امرأة في تاريخ الإنسانية ما قبل وبعد الإسلام، ذلك إنها شاهدت مصرع اخوتها وأبناءهم، بالإضافة الى ما جرى بعد ذلك من سلب ونهب وحرق للخيم بعد إستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) يوم العاشر من محرم.
شغلت السيدة زينب (عليها السلام) موقعا مهما قبل معركة الطف، من خلال الرمزية التي تحملها من والدتها السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فقد كان جميع من في معسكر الإمام الحسين (عليه السلام) يكن لها الإحترام ويستمع لما تقول، ومع ذلك فقد كانت تتوجس خوفا على إخوتها وخاصة إمامها وأخيها الحسين بن علي (عليهما السلام)، وفي واحدة من لحظات التوجس نجد أن قلبها انقبض عندما حاول (الشمر بن ذي الجوشن عليه اللعنة) استمالة الإمام العباس (عليه السلام) واخوته، ولم يهدأ لها بال الى أن رأت موقف اخوتها من هذه المحاولة البائسة.
يمكن أن نعد السيدة زينب (عليها السلام) أول وزير اعلام في الإسلام، من خلال طرحها لمفاهيم ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) في المدن التي يمرون بها، خاصة مع كونهم مكبلين بالأصفاد ويحيط بهم معسكر يزيد (عليه اللعنة) من كل جانب، والتعريف بمظلومية هذا الركب، وماذا يمثلون بالنسبة للإسلام الحقيقي، ويمكن أن نعتبر وقوفها في مجلس يزيد (عليه اللعنة) الطامة الكبرى التي وقعت على حكمه، عندما صدحت بصوتها وهي السيدة المكلومة باستشهاد إخوتها ورجالات أهل بيتها على يدي، حيث كان يتصور بأنها لن تستطيع الرد عليه، لكنه كانت أقوى مما يتصور، ومن أين له التصور فيما يمكن أن تفعله هذه المرأة.
دخلت السيد زينب (عليها السلام) بعد استشهاد أخيها الحسين (عليه السلام) الى ساحة المعركة مهرولة الى جسد أخيها الحسين، وأمام هكذا منظر حيث الجسد الشريف مضرج بالدماء ومقطع بالسيوف، كانت جموع معسكر يزيد (عليه اللعنة) تنتظر منها أن تصرخ أو تشق ثوبها، لكن المفاجأة كانت أكبر منهم، لأنهم قصيروا النظر حيث وضعت يدها تحت الجسد الشريف ورفعته الى السماء قائلة (اللهم تقبل منا هذا القربان) فكانت أول طلقة إعلامية توجهها لمن حولها وهي في أوج حزنها ومحنتها، ومفاد هذه الطلقة بأن الحزن لا يمكن أن يلغي من تفكيرنا المهمة الأكبر ألا وهي تعرية الباطل مهما يمتلك من أدوات البطش والتنكيل.
لم تكتف السيدة زينب (عليها السلام) بذلك، بل مثلت الشخصية الثانية بعد شخصية أخيها الإمام الحسين (عليه السلام)، أخذت تشرح للحاضرين أحقية من قُتلوا ظلما وعدوانا بما ينعم به هذا الدعي ابن الدعي، لأنه وأهله لم يدخلوا الإسلام؛ إلا بعد أن ذاقوا مرارة الهزيمة والإنكسار على يد أبيها (علي بن أبي طالب عليه السلام) في أكثر من موقعة، بالإضافة الى أنها أذلت يزيد (عليه اللعنة) من خلال ممارستها لدورها الإعلامي في التعريف والدفاع عن ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، وتمزيق تلك الهالة التي رسمها لنفسه (يزيد عليه اللعنة) عندما بادرته قائلة: ((الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد (ص) وطهرنا من الرجس تطهيرا، إنما يُفتضح الفاسق ويكذب الفاجر، وهو غيرنا يا ابن مرجانة)).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك