الصفحة الإسلامية

آية التبليغ و أعراب معاصرة

2454 2018-09-03

عمار الجادر

تاريخ يعيد نفسه ولكن بتطور معاصر, فبعد أن كانت الروايات تنقل عبر الأجيال, مخطوطة أو منحوتة, تطورت لتصبح منقولة مصورة بالأسود والأبيض, حتى أصبحت اليوم مسجلة فيدويا وتنقل كلمح البصر.

ليس هناك فارق في الأحداث, سوى إن الصراع أصبح ملونا بشتى وسائل التضليل, ولكن العقول نفسها, والأعراب هم أنفسهم لن يؤمنوا ولكن أسلموا ولما يدخل الإيمان في قلوبهم.

لم تكن رسالة نبي الرحمة مجرد ثواب وعقاب, بل كانت مشروع أنساني, لو تمسك الأعراب به لأصبحت خير أمة قد أخرجت للناس, ولكن كل تلك الحقب, والكتب المنقولة والوثائق المصورة, تؤكد إن الأعراب كانوا وسيلة اليهود لتشتيت ذلك المشروع, فلم يكن الأعراب ألا خدمة لمشروع اليهود في وئد المشروع الإنساني, ولكن الطرفين سواء الخادم أو المخدوم, لم يستطيعوا بلوغ مأربهم الحقيقي, فتشابهت الصراعات التاريخية, ولكن بوسائل متطورة, لم تختلف في الهدف بل اختلفت في وسيلة البلوغ له.

لا أعرف ما بال الأعراب ألم يتعظوا؟! ألم يأتهم نبأ الذين خلوا من قبلهم؟! أم على قلوب إقفالها؟

قد يتساءل بعض القراء, عن سبب استهدافي للأعراب دون بقية المجتمع؟!

أقول: كان من المفترض أن يكون ذلك المشروع مشروعهم, فبعد أن كانوا قبائل متناحرة, أصبحوا حضارة فاقت جميع الحضارات المعاصرة, فحضارة روما وحضارة فارس, كانتا من الحضارات المتمدنة, ولكنها كانت تحكم بتبويب ديني بعيد عن العقل البشري المتسائل, إما حضارة العرب, فكانت تائهة بين التعنصر القبلي والشذوذ الفكري, كون العرب من الايدولوجيا الذكية, التي يصعب أن ترضخ لتساؤلات حيرى في كيفية وجود الخلق, لكن ذلك الذكاء يصاحبه نزوة دكتاتورية الرأي, مما جعل العرب يخضعون لقيادة غير مباشرة, من قبل الحضارات المتمسكة دينيا بعبادتها.

نعود إلى نقطة البداية, حيث كان مشروع الإسلام مشروعا خاليا من الشوائب, بيد أنه نزل في أمة تجد هذا المشروع ضربا للمكاسب المتحققة قبيل ظهوره.

بعض الأفكار و إن كانت جيدة في هذا المشروع, لكنها تعد معارضة للواقع القبلي, وكان هذا الوتر هو الوتر الحساس, الذي استطاعت الديانات المتضررة من العزف عليه, فكان اليهود الذين يعدون من أكبر الديانات المتضررة, يعزفون على وتر التعالي الطبقي, الذي هو من أخطر المحاور التي حاربها المشروع, فتارة يذكرون أشراف قريش بسموهم ورفعتهم, وتارة أخرى يتناغمون مع التساؤل الحائر لدى الأعراب, فهم متمكنين لعمقهم الديني, وتجاربهم مع الأنبياء الذين قتلوا على أيديهم.

في الشأن المعاصر, اليهود استفادوا من تجارب الماضي ليكونوا عباقرة الوضع المعاصر, هل يا ترى استفاد الأعراب من تجربة خيانتهم لنبيهم بعد موته؟! أم أن بلائنا الحاضر هم أنفسهم الأعراب؟!

لاشك في أن الأعراب, هم بلاء المجتمع لهذا اليوم, فقد أصبحت دول الخليج, بؤرة لقتل العرب, و أعراب العراق في الغربية, بوابة للهدف الصهيوني لتحطيم المشروع الإنساني في العراق, بينما لازال المشروع يسمو, فهو يضيق ويحدد بقعة الأعراب, ولكنه يتسع في العالم حتى ظهور الحق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك