الصفحة الإسلامية

الإمام الصادق والشجى المعترض في الحلق!

2755 2018-07-10

أمل الياسري
صراع على الخلافة المغصوبة أصلاً، بين الأمويين والعباسيين من جهة، وبين إنتفاضات العلويين والزيديين ضدهم من جهة أخرى، ثأراً لظلامة آل البيت (عليهم السلام)، وبين القرامطة والزنج على تخوم الدولة العربية الإسلامية، محاولة النيل من الدين الحنيف، الذي تركزت أركانه بقوة، لأكثر من قرن فأسقط عروشهم، لكن بني العباس أشد عدواة على أبناء علي (عليه السلام)، وأسباط الأمة المحمدية العظيمة، لذا حاولوا أن يطفئوا نورهم، ويأبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون.
توزع الناس أيام حكام بني العباس، من طالبي السلطة، والجاه، والمال، بين أشاعرة، ومعتزلة، وقدرية، وجبرية، وخوارج، وكثرة المدارس الكلامية المتأرجحة بين التطرف والإعتدال، فأنبرى قمر علوي ساطع، قال عنه مالك بن أنس: (ما رأت عين، ولا سمعت أذن، ولا خطر على قلب، أفضل من جعفر الصادق فضلاً، وعلماً، وصدقاً، وعبادة)، نعم إنه الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)، إشراقة بلا غروب، وشمس دائمة السطوع، وصبح لا يدركه الأفول! 
مهمة خطيرة أنيطت بصادق الأمة جعفر بن محمد (عليه السلام)، لتقوية الجذور الفكرية والعلمية، والتصدي والمواجهة، والتصحيح للعودة بالإسلام الى منابعه الصافية، فإستكمل رحلة التبليغ العظيمة، لوالده الإمام الباقر (عليه السلام)، ففجر ينابيع العلم والحكمة في الأرض، وفتح للناس أبواباً من العلوم لم يألفوها، وأشرف على تدريس عدد كبير من التلاميذ، حتى وصلوا الى ( 4 الآف) تلميذ، موضحاً القواعد والأحكام، والأصول الفقهية والإجتهادية، إنه جامعة عالمية لا تقدر بثمن أبدا!
عاش الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، في زمن خلافة ابو جعفر المنصور العباسي، الذي كان معروفاً بشدة عدواته لأهل البيت (عليهم السلام)، لكن المتسلط العباسي زور التأريخ، وحرّف الكلام لتزييف الحقائق الدموية بحق العترة الطاهرة، حيث الورع، والقداسة، والتضحية، إستكمالاً لخط النبوة ولحفظ الدين، تتفيأ الأمة بظلالهم الوارفة، بيد أن الأمر يغيض المنافقين فهذا ابو جعفر المنصور يقول، كلما شاهد مكانة الإمام الصادق (عليه السلام): (إنه كالشجى المعترض في الحلق)!
الخلافة العباسية أدركت مهمة الإمام الصادق (عليه السلام) في الأمة، فأعتبروه محطة تهديد لحكمهم، حاله حال بقية أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، فهم قيادات معصومة راعية لمصالح الأمة، تمتلك فكراً لا يضاهى، وهم أبواب مدينة علم جدهم المصطفى، لذا شبهوا وجوده بأيام المنصور بين الأمة، بأنه كقطعة عظم تقف بالبلعوم (الشجى)، والذي يسبب غُصة للخليفة وملكه المزيف، وهذا طبيعي فالإمام الصادق كالطود الشامخ، يذكرهم بشجاعة وعدالة علي، وسيفه ذو الفقار! 
في الخامس والعشرين من شوال للعام الهجري (148)، ودعت الأمة الإسلامية الموالية لأهل البيت( عليهم السلام) قمراً من أقمارها، بعد أن دُسَ السم في عنب، قُدِم للإمام جعفر الصادق (عليه السلام) تاركاً إرث إسلامياً عالمياً، ينهل منه القاصي والداني، وشهد له الأعداء قبل الأصدقاء، كيف لا؟ وقد إرتوت شجرته الصادقة، من ينبوع الرسالة ومنهل النبوة، وورث من أجداده الشرفن والورع، والحكمة، فسلام عليه يوم وُلِد، ويوم أُستشهد، ويوم يُبعث حياً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك