مصطفى الهادي
علاقة عمر بقنفذ خادمه وابن عمّه.
سيّدنا عمر ! نعم هو سيّدكم وانتم على شاكلته.
إلى سيدتي الزهراء سلام الله عليها السلام هؤلاء هم من ظلموك.
كما يحمل الجلاّد السيف والنطع خلف سيده ، كان قنفذ العدوي يحمل (درة ) عمر ــ هراوته عنوان بطشه ــ التي كان يخبط بها الصحابة بسبب او من دون سبب . فقد كانت هناك علاقة غريبة وغامضة وخطيرة بين عمر بن الخطاب وبين (قنفذ العدوي) ربيب ابو بكر (1) ومولى عمر وابن عمه فقد كان قنفذ شابا فظا غليظا جافيا وهو من الطلقاء الذين لم يُسلموا إلا بألسنتهم واضمر الكفر والكره للاسلام ونبيه الكريم وكل ما لهُ صلة بنبينا العظيم (ص) وقنفذ هذا من بني تيم قبيلة عمر حيث يعود بقرابة قوية لعمر ــ ابن عمّه ــ وهو الذي ضرب بنت محمد على يدها بالسوط وحشرها بين الجدار والباب فجاء عمر واكمل المهمة بعصر الباب وكأنهما يطلبان النبي ثأرا اخذاه من ابنته الزهراء سلام الله عليها.(2)
أن عمر بن الخطاب أغرم (صادر) من جميع عمّاله أنصاف أموالهم وأوجع ضهورهم بدرته، ولكنهُ لم يأخذ من قنفذ العدوي ابن عمه شيئا الذي كان يعمل واليا لعمر على البحرين فأصاب اموالا جليلة هو وابو هريرة فأخذ عمر من ابي هريرة نصف امواله ولم يأخذ من قنفذ لا عشره ، ولا نصف عشره ولاخمسه.(3)
ولو تسائلنا عن علّة عفو عمر عن قنفذ من مصادرة أمواله. لكان هناك ثلاث اسباب .
الأول : ان قنفذ ابن عمّه واحد الموطدين لخلافة عمر وحكمه فكان حامل درته المخيفة وقامع الصحابة.
الثاني : العلاقة الغريبة المشبوهة التي كانت تربط عمر بقنفذ والتي يُفسرها السرير، فأعفاه من مصادرة امواله لإغلاق فم قفنذ من ان يفضحه لو قام بمصادرة امواله او اخذ بعضها.
الثالث : اكراما لقيام قنفذ بالهجوم على دار علي ابن ابي طالب وضربه للزهراء بالسوط كما ورد في الروايات لا بل أن علي ابن ابي طالب عليه السلام يؤكد هذا الجانب كما ورد في رواية ا أبان : قال : فلقيت عليا عليه السلام فسألته عما صنع عمر، فقال : هل تدري لم كف عن قنفذ ولم يغرمه شيئا ؟ قلت : لا . قال : لأنه هو الذي ضرب فاطمة عليها السلام بالسوط حين جاءت لتحول بيني وبينهم، فماتت صلوات الله عليها وإن أثر السوط لفي عضدها مثل الدملج) . (4)
الذي يُفسر لنا العلاقة المُريبة بين عمر بن الخطاب وقنفذ هو معرفتنا من كتب التاريخ إن عمر بن الخطاب كان مأبوناً ــ شاذ جنسي ــ وهذه كانت اشهر صفاته حيث أنه كان يتداوى بماء الرجال وهذا ليس من قولي او قول الشيعة بل ما ذكرته مصادر السنة والشيعة.
فمن كتب الشيعة، ما حكاه السيد نعمة الله الجزائري من أنه كان في دبره داء لا يشفى إلا بماء الرجال.(5) ، إذ قد كتب في حاشيته المدوّنة على القاموس عند ترجمة لفظة (الأُبَنَة) ما لفظه: إن هذه الخصلة كانت في خمسة نفر في زمن الجاهلية أحدهم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وقد كان في الطبعة الهندية القديمة من صحيح البخاري شاهد جليّ على ذلك، إذ قد ورد فيه ما معناه : (كان سيدنا عمر مأبونا ويتداوى بماء الرجال)، لكن ذلك حُذف كما ترى من الطبعات الموجودة اليوم، كما قد حُذف التبرير الذي ساقه ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري في شرح صحيح البخاري) وتحريفه للمعنى عندما قال أن ماء الرجال إنما هو نبت يخرج من اليمن وليس هو مني الرجال! ونقول : هذه اليمن اليوم بطولها وعرضها لا تعرف نباتا اسمه ماء الرجال.(6)
ان ما حذفه علماء اهل السنّة من كتبهم، وكثرة تحريفاتهم لها، فكلّما التفتوا إلى نص يقدح في خلفائهم وأئمتهم، حذفوه أو حرّفوه او برروه !وكلهم في ذلك سواء.
ولو تأملنا في كل ما ذكرنا لعرفنا سر تحريم عمر للزواج المؤقت (المتعة) فلو بقيت المعتة مباحة فإن الرجال لن تكون لهم حاجة في عمر وأمثاله من المأبونين مع وجود النساء اللائي يمكن الزواج بهن لأجل مسمّى، ولذا فإنه أراد أن يُفسد المجتمع الإسلامي باللواط بدلا مما شرّعه الله تعالى لقضاء الحاجة الجسدية بطهر وعفاف.
ومن ذلك يتبين لنا أن اولاد الزنا والمأبونين هم من يقف وراء كل محن الامة ومصائبها وأن امثال هؤلاء ينكصون عن عن امثالهم كما سكت عمر عن معاوية ولكن لهم الجرأة على اذية الشرفاء الاطهار، وذلك لطبيعة التنافر بين الروح الشريرة المنحرفة وبين الروح الطاهرة المستقيمة، ولو تابعت اخبار ذلك لرأيت ان ما حلّ بالاسلام ورموز الاسلام المؤمنة على يد اولاد الزنا والمأبونين امثال ابن النابغة وابن شعبة ، وابن المغيرة وابن هند وابن سمية وابن مرجانة وابن حنتمه، لرأيت ان ما حلّ على يد هؤلاء فاق ما تعرض له الاسلام على يد اعدائه من الاديان الأخرى.
المصادر :
1- ممن قال بأن قنفذا كان ربيب ابو بكر ابن قتیبة، في الامامة والسیاسة، ج۱، ص30.ثم بعد وفاة ابو بكر انتقل قنفذ إلى عمر بن الخطاب فأصبح حاجبا له وحاملا لدرته فانظر إلى هذه التربية اي شيء انتجت.وفي رأيي ان قنفذا هذا نكرة لا اصل له كل ما يُعرف عنه انه ربيب لأبي بكر ثم عمر ولربما حسبهُ بعض النسابة على قبيلة عدي التي هي قبيلة عمر بن الخطاب وذلك لمتانة العلاقة بين عمر وقنفذ فالنسابة وعلماء الرجال لما رأوا ان قنفذا صحابيا مع انه كان طليقا إلا انهم لم يرتاحوا كون الرجل مجهول النسب فنسبوه إلى عمر فقيل له قنفذ العدوي.
2- وممن قال بأن قنفذا هو من ضرب فاطمة واسقط جنينها الطبري، في دلائل الإمامة، ص134.
3- وفي رواية ان عمر اخذ من قنفذ نصف امواله وكانت خمسة وعشرون الف درهم ، ولكنه ردّها عليه فيما بعد ولم يأخذ منه شيئا.
4- كتاب سليم بن قيس ص 252.
5- أنظر الأنوار النعمانية ج1 ص63). وهو إنما حكاه عن جلال الدين السيوطي الذي هو من أكابر علماء اهل السنة راجع أيضا كتاب زهر الربيع. وأيضاً جاء الخبر في مصادر سُنّية آخرى. ففي (حاشية السيوطي) المدّونة على (القاموس) في لفظ) الابنة) جاء : (بأنّها كانت في خمسة في زمن الجاهلية أحدهم سيدنا عمر). نعم هو سيّدكم.فهذا عمر وبكل صفاقة ووقاحة يؤكد أنه لم يستطع التخلي عن عادته التي كانت فيه أيام الجاهلية (والتي ذكرها السيوطي) فلا يبالي من نكح، ومن أنكح نفسه له!
6- كل المسلمين حتى جهّالهم يعرفون ان المقصود بـ (ماء الرجال) هو نطفة الرجل وهذه الأحاديث النبوية تملأ كتب اهل السنة كما روى مسند أحمد من حديث ابن عباس وفيه قول رسول الله (هل تعلمون أن ماء الرجل أبيض غليظ وأن ماء المرأة أصفر رقيق، فأيهما علا كان الولد والشبه بإذن الله، إن علا ماء الرجل على ماء المرأة كان ذكرا بإذن الله، وإن علا ماء المرأة على ماء الرجل كان أنثى بإذن الله قالوا : نعم ). وفي صحيح مسلم من حديث ثوبان وفيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر). ومن هنا فإن الرجل يُناسبه خاتم الفضة المعدن الابيض والمرأة يُناسبها المعدن الاصفر خاتم الذهب. وفي قول الحافظ ابن حجر: قوله ( فإذا سبق ماء الرجل). اي نطفته. فهل تستغفلوننا فتقولون ان ماء الرجل نبات في اليمن ، وقد بحثت في قواميس اللغة فلم اجد ذكر لماء الرجال.
https://telegram.me/buratha