الصفحة الإسلامية

"الامام المنتظر "عج" في يوم عزاء جدته فاطمة الزهراء ع


ملخص ملتقى براثا الفكري / (محاضرة سابقة)

* حديثنا اليوم يتعلق بمشهد ربما لا يُراقب كثيراً وإن رُقِبَ لا يُعتنى به، نحن نعتقد ان امام زماننا ص حي يرزق وان ائمتنا ص اكدوا انهم يحضرون لمجالس ذكرهم لاسيما مجالس العزاء، ونعلم كذلك ان مجالس العزاء تقدم رفداً كبيراً جداً للمؤمنين يشدهم الى عقيدتهم ويعطيهم من الزخم الشيء الكثير للوقوف مع مبادئهم والانتصار اليها، وحيثما ان الامر كذلك فان وجود الرعاية الخاصة من الائمة ص لمثل هذه المجالس امر يجب ان نحرزه ونتيقن منه، لذلك لو تساءلنا ماذا سيصنع الامام ص في يوم العزاء بفاطمة الزهراء ص؟، اذا سمعنا في زيارة آل يس اننا نسلم على الامام ص حينما يقوم ويقعد ويركع ويسجد هذه الممارسات التي يؤديها الامام ص تُشعرنا بالوجود المادي للامام وليس الغيبي وتنبع من جسد مادي يعايش الحياة بكل الوانها ومتغيراتها، ولذلك مثلما وجدنا في بعض الموالين ثمة استعداد لإحياء هذه المناسبة لاشك ان الامام ص لديه استعداد و تهيؤ اكبر من ذلك لإحياء هذه المناسبة، لذلك كيف سنتعامل مع المشهد الذي يمكن لنا ان نتصوره لحضور الامام ص في يوم عزاء الزهراء ص؟ ، ولتقريب الصورة نقول لو اننا اقمنا مجلس عزاء لإحدى امهاتنا فان الناس ستحضر وتعزي وهو امر مألوف، لكن ماذا لو وجدنا انساناً لا علاقة له بهذه الام يقيم عزاء ً لهذه الام، عند ذلك ماهي المشاعر التي ستتولد فينا حينما ننظر الى رجلٍ غريب يقيم مأتما لِأُمّنا ؟ فكيف اذا تعلق الامر بإمام الزمان ص؟ وهو يرى ان الناس اقاموا مجلساً لعزاء جدته فاطمة ص، في الجانب العاطفي يوجد للامام ص اكثر من تصريح في طبيعة تعامله مع هذه الآلام حينما يعبّر عن الامام الحسين ص لاندبنك صباحا ومساء او لابكين عليك بدل الدموع دما وما الى ذلك ، من يبكي على الحسين ص بهذه الطريقة لا شك بانه سيبكي على ام الحسين ص بأضعاف هذه الصور لأنها الفاجعة التي فتحت ابواب الفواجع ولان الانتهاك كان من الصلافة بمكان بحيث يعجز المتحدث لتبيان حجم الفجيعة والاجرام الذي حصل، خصوصا ان رؤيته للحادثة ليس كما نسمع او نقرأ وانما هو من تجسدت امامه كل الفاجعة .

* سؤالنا هنا : كيف سيتعامل هو ص؟ وكيف يجدر بنا ان نتعامل؟، في قضية اقامة مجلس العزاء على الصديقة الطاهرة لا شك انه لن يترك هذا المجلس ولا شك ان بعض هذه المجالس إن لم يكن جميعها ستكون مقصودة من قبله ص وكثيراً ما تمنينا اللقاء بالامام ص واليوم اصبح مكانه معروف، ولأننا لسنا طلاب نظرة جسد بقدر ما اننا نطلب نظرة المعنى ونظرة الالطاف المترتبة على هذه النظرة عند ذلك علينا ان لا نشك ان المجالس التي تقام على الزهراء ص مجالس يقصدها الامام ص، وهذا يرتب علينا اول واجب من واجبات الولاء وهو لا ان نحضر فحسب وانما علينا ان نلون حضورنا بقالب نريد من الامام ص ان يراه لأننا نريد مواساته واسعاد قلبه بانه ليس هو المحزون الوحيد، في رواية عن عبد الله بن سنان رض حينما سأله الامام الصادق ص عن مجلس الامام الحسين ص يرد في الرواية ان حضور الامام الصادق ص كان حضور المتفجع وحضور صاحب العزاء، نحن في قبال مثل هذا الحضور لو لم نرغب في البركة واللطف واجابة الدعاء وما الى ذلك يجب ان نذهب لغرض الفجيعة والحزن ، وكموالين في حضورنا لهذه المجالس نعتقد ان من حسن التأدب ومن الاخلاقيات الطبيعية ان لا نخلط مع العزاء شيء اخر، لان الامام ص الذي نعزيه يعرف تماماً ما يجري في قلبنا من حوائج وطلبات بل يعرف اكثر من صاحب الحاجة، بالنسبة لنا لايوجد خيار لنا في مجالس العزاء الا ان نكون من اصحاب العزاء في انكار الذات ووضع النفس في خدمة من يأتي للعزاء، الصبر والتحمل والانفاق كل هذه الصور هي من اولئكم الذين يريدون ان يكونوا من اصحاب العزاء، في موضوع ان نكون من المعزين نحتاج الى دموع واحزان لكي تترسخ فينا هذه العقيدة التي تحولنا من المعزين الى اصحاب العزاء فننتقل في اوضاعنا المعنوية من المرتبة الدنيا الى مرتبة هي الاعلى من ذلك، من يدخل هذا العالم بإخلاص مجرد عن اي شائبة او شرط يمكن ان يحصل على الطاف خاصة قد تختصر عليه درب الاقتراب من الامام ص ودرب العلقة معه ص، نحن نعتقد بان تعميم هذه الظاهرة في عالم الانتظار وفي قواعد المنتظرين لها اهمية بالغة في حركة نفس الامام ص ، نحن نزعم اننا نريد ان نكون من جملة القاعدة الحاضنة لمشروع الامام ص، هذه القاعدة تتشكل في البداية بسور عاطفي فيه محبة وبراءة قد تكون في البداية ساذجة لكن بإدامة هذه الفعاليات يتحول السور الى جدار والجدار الى ما هو اكثر احكاماً ومتانة فيتحول المجلس الى مجلس يحبه الله والى شعائر يحبها الله سبحانه وتعالى، لذلك نعتقد ان من واجبنا اما ان نفعّل هذه المجالس او نكرس وجودها خصوصاً ونحن في وضع لدينا فيه الحرية التامة لإقامة هذه المجالس .

* الامر الآخر ان نكون من اهل العزاء لا ان نكون من مجرد المعزين وقلنا بان ضريبة اهل العزاء هي الصبر والتحمل فنواسي الزهراء ص ونفرح قلبها بذلك، لكن هل ان اسعاد قلبها ص يكون من هذا الباب تحديداً ولا يكون من غيره ام اننا بحاجة الى ان نفتش في سلوكياتنا عن السلوكيات التي لا تفرح الزهراء ص لا بل تحزنها ولا تفرح قلب الامام ص لا بل يحزنه ذلك، لا شك ان الادعى ان نذهب الى تلك السلوكيات التي تؤدي بنا الى اسعاد قلب الامام ص والعزاء ياتي ليؤطر هذه السلوكيات، لا شك ان مسائل متعددة في سلوكياتنا اليومية نحن نختبر في هذه السلوكيات هل نرضي الامام او لا نرضيه، في بعض الاحيان الاهواء والمصالح والغفلة والنسيان والكثير من هذه الامور تدخل كعوامل كي ننسى بان الامام ص يُسعد بهذه او يحزن لتلك، نؤكد على اهمية اقامة العزاء ولا نقول ان من يقيم العزاء يجب ان يكون معصوماً لكن يجب ان نتذكر ان الامام اذا ما احب احدا سينظر اليه لذلك يجب ان نكون في المنظر الذي يجلب نظر الامام ص ويبقيه لا في المنظر الذي يُخجل عين الامام فيتغاضى عنه، اذا قُدّر ان الامام ص سينظر الى احبابه ليختار منهم من يأتمنهم على هذا الطريق فتحت اي منبر سيجدهم؟ لا نشك ان ثلاث دمعات تستأثر في قلب الامام اكثر من غيرها بكثير واولى هذه الدمعات هي دمعة الزهراء ص ودمعة ابنتها زينب ص ودمعة الامام الحسين ص، الامام ينتخب اصحابه من هذه العيون التي دمعت وحزنت بإخلاص تأسيا وتفجعا، لعل الانسان يخجل من نفسه ان يرى ان الشارع الذي ينتمي الى فاطمة الزهراء لاهياً عنها فتمر الذكرى والكثير لا يعرف ان هذه الايام هي الايام الفاطمية، نقول من يبحث عن الامام ص ليجعل لفاطمة بيتاً في قلبه ليقيم لبيت الاحزان مثالاً في قلبه، بكت الصديقة ص في تلك الفترة انما بكت علينا وعلى الضلال والمعاناة والتيه الذي دخلت الامة فيه، من يريد ان يتأسى بفاطمة الزهراء ص يجب ان يجعل من بيته ومن عمله مكان لا يُرَد فيه شيعي لفاطمة، لذلك يا ويل اصحاب القدرات والامكانات التي اتيحت لهم بسبب وباخر حينما يُسائلون ماذا فعلتم وماذا قدمتم لشيعة فاطمة وايتامها، حينما نقول بان باب المرجع من المعيب ان يغلق على احد فلِأنّ هذا العيب يتعلق بأيتام فاطمة الذين تُرِكوا بلا بر، مهما يكن فان يوم شهادة الزهراء ص يوم اعلان البراءة من الظلم والولاء للعدل، عدل فاطمة الزهراء الذي ارسلته مع اولادها المعصومين ص اما الظلم الذي تعرضت له ص هو ذلك الظلم الذي توقد عند الباب هو الذي اوجد كل هذا الظلم الذي نراه يسيطر على كل العالم، ولذلك كل ممارسة ظالمة انما تنتسب الى ذلك الظلم الذي اشرع الابواب لكل نماذج الظلم الاخرى .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك