علي فضيله الشمري
وقد قدّر للإمام زين العابدين أن يتسلّم مسؤولياته القيادية والروحية بعد استشهاد أبيه (عليه السلام) فمارسها خلال النصف الثاني من القرن الأول، في مرحلة من أدقّ المراحل التي مرّت بها الاُمة وقتئذ، وهي المرحلة التي أعقبت موجة الفتوح الاُولى، فقد امتدّت هذه الموجة بزخمها الروحي وحماسها العسكري والعقائدي، فزلزلت عروش الأكاسرة والقياصرة، وضمّت شعوباً مختلفة وبلاداً واسعة إلى الدعوة الجديدة، وأصبح المسلمون قادة الجزء الأعظم من العالم المتمدّن وقتئذ خلال نصف قرن.
وقد اتّخذ الإمام زين العابدين(عليه السلام) من الدعاء أساساً لدرء هذا الخطر الكبير الذي ينخر في الشخصية الإسلامية ويهزّها من داخلها هزّاً عنيفاً ويحول بينها وبين الاستمرار في أداء رسالتها. ومن هنا كانت «الصحيفة السجادية» تعبيراً صادقاً عن عمل اجتماعي عظيم كانت ضرورة المرحلة تفرضه على الإمام(عليه السلام) إضافة إلى كونها تراثاً ربّانياً فريداً يظلّ على مرّ الدهور مصدر عطاء ومشعل هداية ومدرسة أخلاق وتهذيب، وتظلّ الإنسانية بحاجة إلى هذا التراث المحمّدي العلوي، وتزداد إليه حاجة كلّما ازداد الشيطان للإنسانية إغراءً والدنيا فتنةً له.
سئلت احدى جواريه يوما عنه فقالت مااتيته بطعام نهارا قط ولا فرشت له فراشا بليل قط
طلبت فاطمه بنت الامام علي عليه السلام من الصحابي الجليل جابر الانصاري ان يتكلم مع الامام السجاد ليقلل من عبادته فقد انحزم انفه ونقبت جبهته وركبتاه وراحتاه فتكلم جابر مع الامام وقال له ان الله انما خلق الجنه لكم ولمن احبكم فما هذا الجهد؟ فقال الامام ان جدي رسول الله قد غفر الله له ماتقدم من ذنبه وما تاخر ولم يدع الاجتهاد له وتعبد حتى انتفخ الساق وورم القدم فقيل له اتفعل ذلك وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وما تاخر قال افلا اكون عبدا شكورا
وهذا يعني انه عليه السلام على خطى جده صلى الله عليه والهعن ابن شهر آشوب -: كان الامام السجاد (ع)قائماً يصلّي، حتى وقف ابنه محمد (ع) وهو طفل إلى بئر في داره بالمدينة بعيدة القعر، فسقط فيها، فنطرت إليه أمه فصرخت وأقبلت نحو البئر تضرب بنفسه حَذاء البئر وتستغيث، وتقول: يا بن رسول الله، غرق ولدك محمد، وهو لا ينثني عن صلاته، وهو يسمع اضطراب ابنه في قعر البئر، فلما طال عليها ذلك قالت حزناً على ولدها: ما أقسى قلوبكم يا آل رسول الله، فأقبل على صلاته ولم يخرج عنها إلا عن كمالها وإتمامها، ثم أقبل عليها وجلس على أرجاء البئر ومدّ يده إلى قعرها، وكانت لا تنال إلا برشاء طويل، فأخرج ابنه محمداً (ع) على يديه يناغي ويضحك لم يبتلّ له ثوبٌ ولا جسدٌ بالماء، فقال: هاك يا ضعيفة اليقين بالله، فضحكت لسلامة ولدها، وبكت لقوله: يا ضعيفة اليقين بالله، فقال: لا تثريب عليك اليوم لو علمت أني كنت بين يدي جبّار لو مِلْتُ بوجهي عنه لمال بوجهه عني، أفمن يرى راحماً بعده.من تواضع الامام السجادعليه السلام:
سافر مره مع رفقاء لا يعرفونه واشترط عليهم ان يكون من خدم الرفقه فيما يحتاجون اليه وبالفعل فقد قام الامام بكل الاعمال دون ضجر او من فصادف ان راه رجل فعرفه فقال لهم اتدرون من هذا ؟ فقالوا لا قال هذا علي بن الحسين فوثبوا اليه فقبلوا يده ورجله واعتذروا منه وقالوا مالذي جملك على هذا ؟ فقال اني سافرت مع قوم يعرفونني فاعطوني برسول الله صلى الله عليه واله مالا استحق فاني اخاف ان تعطوني مثل ذلك فصار كتمان امري احب الياطلاله على سيرة الامام السجاد في ليلة ولادته
الإمام زين العابدين(عليه السلام)
. هو الإمام عليّ بن الامام الحسين (عليه السلام) وجدّه الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصيّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وجدّته فاطمة الزهراء بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله).
-ولادته
ارسل الوالي حريث بن جابر الى امير المؤمنين عليه السلام بابنتي يزدجرد ابن شهريار فعرض عليهن الاسلام فدخلن فيه واعتنقنه الاسلام كدين جديد لهن ولما رغب المسلمون في الزواج منهن سالهن امير المؤمنين عليه السلام وكان قد اعطاهن كامل الاختيار في الانتخاب فاختارت شاه زنان الامام الحسين عليه السلام فتزوج منها قال امير المؤمنين لابنه الحسين عليه السلام حينما اراد التزوج منها ستلد لك خير اهل الارض في زمانه بعدك -حتى ولد الامام السجاد من هذه المراه الطاهره
فتلقفته ايدي العلم والحكمه وصفاء الاولياء
الامام السجاد عليه السلام مدرسه في بر الوالدين:
يروى ان امه السيده شاه زنان توفيت بعد ايام قلائل من ولادته فدفعه الامام الحسين الى احدى المرضعات التي تشرفت بارضاعه والاعتناء به فكانت امه الثانيه فكان الامام السجاد يبرز لها كل الادب والبر فقد قيل له يوما انك ابر الناس ولا تاكل مع امك لماذا؟فقال الامام اكره ان تسبق يدي الى ماسبقت اليه عينها فاكون عاقا لها فلهذا الحد كان يراعي مشاعر وهواجس امه حتى في تناول الاكل فكيف به في بقية الامور
(الحلم)الامام السجاد مدرسه اخلاقيه:
كان هشام بن اسماعيل والي المدينه يؤذي الامام السجاد كثيرا فقد كان يتصرف معه بخشونه وعنف ويمنعه بعض حقوقه ويرفع عنه الى الخليفه تقارير مكذوبه ويجعل حوله الجواسيس ويسمعه من الكلام ما يكره وهكذا استمرت الحاله والامام صابر لايقابله الا بالسكوت وفي يوم من الايام عزل هشام من امارته وامر به ان يقف امام الناس لياخذ كل شخص حقه من هشام فبعض الناس كانت تطلبه اموال والبعض كان يصفعه على وجهه واخرون كانوا يبصقون في وجهه وهشام ساكت عن ذلك كله ويقول مااخاف الامن علي بن الحسين ثم جاء دور الامام علي بن الحسين عليه السلام فمر به وسلم عليه وطلب من خاصته الا يتعرضوا لهشام بشئ ثم بعث احدهم الى هشام يقول له ان الامام يقول لك هل انت بحاجه الى مال فعندنا مايسعك فطب نفسا منا عندها اندهش هشام وندم على افعاله ونادى باعلى صوته الله اعلم حيث يجعل رسالاته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
سكبت جارية لعلي بن الحسين عليه ماء ليتوضأ فسقط الأبريق من يدها على وجهه فشجه فرفع رأسه إليها فقالت الجارية: إن الله يقول والكاظمين الغيظ فقال: قد كظمت غيظي قالت: والعافين عن الناس فقال: عفا الله عنك، فقالت: والله يحب المحسنين، قال: أنت حرة لوجه الله تعالى
https://telegram.me/buratha