يوافق العاشر من شهر ربيع الثاني الذكرى الأليمة لوفاة السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام الكاظم (ع)، فبهذه المناسبة نسلط الضوء على بعض ما ورد من الروايات التي وردت بإسنادها عليها أفضل الصلاة والسلام.
• روى الحافظ شمس الدين الجَزري الشافعي المتوفّى سنة 833هـ، في كتابه (أسنى المطالب)، بإسناده عن بكر بن أحمد القصريّ، قال: حدّثتنا فاطمة بنت عليّ بن موسى الرضا، حدّثتني فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسى بن جعفر، قلن: حدّثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمّد الصادق، حدّثتني فاطمة بنت محمّد بن عليّ، حدّثتني فاطمة بنت عليّ بن الحسين، حدّثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن عليّ، عن أمّ كلثوم بنت فاطمة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، عن فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ورضي عنها، قالت:
أنَسِيتُم قولَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يومَ غدير خُمّ: «مَن كنتُ مَولاهُ فعليٌّ مَولاه»، وقولَه صلّى الله عليه وآله وسلّم «أنتَ منّي بمنزلةِ هارونَ من موسى» ؟!
وهكذا أخرجه الحافظ أبو موسى المدائني في كتابه، وقال: وهذا الحديث مُسَلسَل مِن وجهٍ آخر، وهو أنّ كلّ واحدة من الفواطم تروي عن عمّة لها، فهو رواية خمس بنات أخ، كلّ واحدة منهنّ تروي عن عمّتها(1).
• وروى المجلسي عن جعفر بن أحمد بن عليّ القمّي في كتاب (المسلسلات)، بإسناده عن بكر بن أحنَف، قال: حدّثتنا فاطمة بنت عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام، قالت: حدّثتني فاطمة وزينب وأمّ كلثوم بنات موسى بن جعفر عليهم السّلام، قلن: حدّثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمّد عليهما السّلام، قالت:
حدّثتني فاطمة بنت محمّد بن عليّ عليهما السّلام، قالت: حدّثتني فاطمة بنت عليّ بن الحسين عليهما السّلام، قالت: حدّثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن عليّ عليهما السّلام، عن أمّ كلثوم بنت عليّ عليه السّلام، عن فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، قالت: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: لمّا أُسريَ بي إلى السماء دخلتُ الجنّة فإذا أنا بقصرٍ من دُرّةٍ بيضاءَ مُجوَّفة، وعليها باب مُكلَّل بالدرّ والياقوت، وعلى الباب سِتر؛ فرفعتُ رأسي فإذا مكتوبٌ على الباب: «لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، عليّ وليّ القوم»، وإذا مكتوب على السِّتر: «بخٍّ بخّ! مَن مِثلُ شيعةِ عليّ ؟!».
فدخلتُه فإذا أنا بقصرٍ من عقيقٍ مُجوّف، وعليه باب من فضّة مكلّل بالزبرجَد الأخضر، وإذا على الباب ستر، فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الباب: «محمّد رسول الله، عليّ وصيّ المصطفى»، وإذا على الستر مكتوب: «بَشِّرْ شيعة عليّ بطِيب المولد».
فدخلتُه فإذا أنا بقصر من زُمرُّد أخضر مُجوّف لم أرَ أحسنَ منه، وعليه باب من ياقوته حمراء مُكلّلة باللؤلؤة، وعلى الباب ستر، فرفعتُ رأسي فإذا مكتوب على الستر: «شيعةُ عليٍّ هُمُ الفائزون»، فقلتُ: حبيبي جبرئيل، لمن هذا ؟ فقال: يا محمّد، لابن عمّك ووصيّك عليّ بن أبي طالب؛ يُحشَر الناس كلّهم يوم القيامة حُفاةً عُراة إلاّ شيعة عليّ؛ ويُدعى الناس بأسماء أمّهاتهم ما خلا شيعة عليّ عليه السّلام، فإنّهم يُدعَون بأسماء آبائهم.
فقلت: حبيبي جبرئيل، وكيف ذاك ؟ قال: لأنّهم أحبّوا عليّاً، فطاب مولدهم.
بيان: «فطاب مولدهم» لعلّ المعنى أنّه لمّا علم الله من أرواحهم أنّهم يحبّون عليّاً، وأقرّوا في الميثاق بولايته، طَيّبَ مولد أجسادهم(2).
• وروى الشيخ الصدوق بإسناده عن فاطمة بنت موسى عليه السّلام، عن عمر بن عليّ بن الحسين، عن فاطمة بنت الحسين عليه السّلام، عن أسماء بنت أبي بكر(3)، عن صفيّة بنت عبدالمطلّب قالت:
لمّا سقط الحسين عليه السّلام من بطن أمّه ـ وكنتُ وَلِيتُها ـ قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا عمّة، هلميّ إلَيّ ابني. فقلت: يا رسول الله، إنّا لم نُنظفّه بعدُ، فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا عمّة، أنتِ تُنظّفينه ؟! إن الله تعالى قد نَظّفه وطهّره(4).
ـــــــــــــــــــــــ
1ـ أسنى المطالب 49. نزهة الحفّاظ، للاصبهاني المديني (581 م) 101:1. بحار الأنوار 76:68 حديث 136 ـ الباب 15.
2ـ بحار الأنوار 76:68 حديث 136. سفينة البحار 454:4 باب «شيع» خبر مسلسل الفاطميّات.
3ـ الظاهر هي أسماء بنت عميس، فإنّ فاطمة بنت الإمام الحسين عليه السّلام تروي عن بنت عميس لا عن بنت أبي بكر. انظر هامش الصفحة 63 من كتاب «فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم»، للشيخ محمّد هادي الأمينيّ.
4ـ أمالي الشيخ الصدوق 82.
.......
https://telegram.me/buratha