يوافق الثامن من شهر ربيع الثاني الذكرى العطرة لولادة أبي محمد الحسن بن علي العسكري (ع) والد الإمام العصر (عج)، فبهذه المناسبة المباركة نقدم لكم بعض ما ورد عن تراثه القيم:
من تراثه المعرفي
1 ـ عن أبي منصور الطبرسي مسنداً قال: حدثنا أبو محمّد الحسن بن عليّ العسكري(ص)، قال: "حدثني أبي عن آبائه (ع) عن رسول الله(ص) أنّه قال: أشد من يُتم اليتيم الذي انقطع من اُمّه و أبيه يتم يتيم انقطع عن إمامه ولا يقدر على الوصول إليه ولا يدري كيف حكمه فيما يبتلى به من شرائع دينه، ألا فمن كان من شيعتنا عالماً بعلومنا ، و هذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره، ألا فمن هداه و أرشده و علمه شريعتنا كان معنا في الرّفيق الأعلى".
2 ـ و عنه(ع) بالإسناد المتقدم قال : قال موسى بن جعفر(ع): "فقيه واحد ينقذ يتيماً من أيتامنا المنقطعين عنا و عن مشاهدتنا بتعليم ما هو محتاج إليه أشد على إبليس من ألف عابد، لأنّ العابد همّه ذات نفسه فقط و هذا همه مع ذات نفسه ذوات عباد الله و إمائه لينقذهم من يد إبليس و مردته، فلذلك هو أفضل عند الله من ألف عابد و ألف ألف عابدة".
من تراثه الكلامي
1 ـ في التوحيد
روى الكليني، مسنداً عن يعقوب بن إسحاق قال: كتبت إلى أبي محمّد(ع) أسأله: كيف يعبد العبد ربه و هو لا يراه ؟ فوقّع(ع): "يا أبا يوسف جلَّ سيّدي و مولاي والمنعم عليّ و على آبائي أن يُرى".
قال: و سألته: هل رأى رسول الله(ص) ربّه؟ فوقّع(ع) : "إنَّ الله تبارك و تعالى أرى رسوله بقلبه من نور عظمته ما أحبَّ".
2 ـ في أهل البيت (ع) والإمامة
لقد أشاد الإمام(ع) بفضل أهل البيت (ع) الذين هم مصدر الوعي والإيمان في دنيا الإسلام، حيث قال(ع) :
"قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوّة ، والولاية، و نوّرنا السبع الطرائق بأعلام الفتوة، فنحن ليوث الوغى، و غيوث الندى، وفينا السيف والقلم في العاجل، ولواء الحمد والعلم في الآجل، و أسباطنا خلفاء الدين، و حلفاء اليقين، و مصابيح الأُمم، و مفاتيح الكرم فالكليم ألبس حلة الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء، و روح القدس في جنان الصاقورة ذاق من حدائقنا الباكورة و شيعتنا الفئة الناجية، والفرقة الزاكية، صاروا لنا ردءاً وصوناً، و على الظلمة إلباً.. و سينفجر لهم ينابيع الحيوان، بعد لظى النيران...".
3 ـ في الإمام المهدي(عج)
روي عن الحسن بن ظريف أنّه قال: اختلج في صدري مسألتان أردت الكتاب فيهما الى أبي محمّد(ع) فكتبت أسأله عن القائم إذا قام بمَ يقضي و أين مجلسه الذي يقضي فيه بين الناس ؟ و أردت أن أسأله عن شيء لحمّى الرّبع فأغفلت خبر الحمّى . فجاء الجواب:
"سألت عن القائم و إذا قام قضى بين الناس بعلمه كقضاء داود(ع) ولا يسأل البيّنة ، و كنت أردت أن تسأل لحمّى الربع فأنسيت، فاكتب في ورقة و علّقه على المحموم: {يَانَارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاَماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ }. فكتبت ذلك و علقته على المحموم فأفاق و برىء.
و بشّر الإمام العسكري(ع)، خواص شيعته بولادة الحجّة المنتظر الإمام المهدي(ع)؛ ضمن مكاتباته إليهم، أو حينما كانوا يحضرون عنده.
.......
https://telegram.me/buratha