في شبه جزيرة إسكندنافيا، شمال القارة الأوروبية، يؤدي المسلمون فرائضهم الدينية طوال العام في أجواء مختلفة تماما عن نظيرتها في سائر بلدان العالم الإسلامي.
ففي فصل الصيف، يخضع المسلمون للصيام أغلب ساعات اليوم، حيث تصل مدة النهار إلى 22 ساعة، وفي فصل الشتاء يقضون صلواتهم في بضع ساعات، تنخفض أحيانا إلى ساعتين فقط.
وقال إمام المسجد الكبير في العاصمة السويدية ستوكهولم “جهاد قولاي إن ”المسلمين في المدن الشمالية لشبه الجزيرة الإسكندنافية، مثل كيرونا السويدية، وتورومسو النرويجية، يؤدون صلوات الظهر والعصر والمغرب في ساعتين فقط”.
وتابع قائلا، “تعيش دول شبه الجزيرة حاليا أقصر نهار في العام، ما ينعكس بشكل طبيعي على مواقيت العبادات”.
وأضاف، “وفقا لمواقيت الصلاة التي أعدتها رئاسة الشؤون الدينية، يؤدي المسلمون في مدن كيرونا وتورومسو، إلى جانب العاصمة الآيسلندية ريكيافيك، صلاة الظهر في الساعة 12:06، أمَا صلاة المغرب فيؤدونها في 13:50″.
وأردف قولاي، “يؤدون 4 صلوات بوضوء واحد”.
وعن الوضع في العاصمة السويدية، لفت الإمام أنه ليس مختلفا كثيرا عمَا يجري في المدن الشمالية بشبه الجزيرة، وقال ” نصلي هنا ثلاث صلوات في ثلاث ساعات فقط”.
وأضاف، “غالبية المصلين القادمين إلى المسجد لا يغادرونه دون أداء صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء، واحدة تلو الأخرى”.
وأوضح أن آذان الظهر في المسجد الكبير يُرفع في الساعة 11:55، والمغرب في 14:54.
وعن صلاة الفجر، أشار أنهم يصلونها في الساعة 08:15 قبل شروق الشمس بنصف ساعة تقريبا.
وعن سير حياة المسلمين في السويد في فصل الشتاء، قال مولاي “يسعى كثير من المسلمين هنا إلى الاستفادة من ظروف الطقس، ويستثمرون ليالي الشتاء الطويلة وقصر مدة النهار في قضاء العديد من العبادات”.
وأضاف، “يستفيدون من انخفاض ساعات النهار في اليوم إلى 8 ساعات، ويقضون أيام الشتاء، في صيام الأيام التي فاتتهم في شهر رمضان، أو أداء صيام تطوع، وأيضا صيام الكفارة”.
من جانبه، قال موسى قره داغ، (56 عاما) أحد المصلين الموجودين في المسجد، “أتيت إلى المسجد في الساعة 11:30، وعلى الرغم من عدم وصول الساعة إلى 16:00، إلا أنني قضيت ثلاث صلوات حتى الآن الحمد لله”.
وأضاف، “لن أذهب إلى بيتي، حتى أصلي العشاء بعد أقل من ساعة”.
وتتكون شبه جزيرة إسكندنافيا من ممالك الدنمارك، والنرويج، والسويد، إلى جانب دول فنلندا وآيسلندا وجزر فارو وتربطهم جميعا عديدا من الأواصر التاريخية والحضارية والعلاقات الثقافية.
وتشير إحصاءات رسمية أن عدد المسلمين في تزايد مستمر هناك، على الرغم من انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا، ويُقدر عدد المسلمين في ستوكهولم وحدها بأكثر من 130 ألف نسمة من عرقيات مختلفة، بحسب دراسة نشرها المركز الإسلامي في العاصمة السويدية.