الصفحة الإسلامية

الشيخ الكربلائي بافتتاح مهرجان ربيع الشهادة: منهج التكفير يُهدد التعايش بين المسلمين

3034 2016-05-11

أنطلقت مساء امس الثلاثاء، في الصحن الحسيني الشريف فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالميّ الثاني عشر تحت شعار [الإمام الحسين عليه السلام مشكاة الحرية ونبراس الشهادة] بحضور عدد من الشخصيات الدينية وأدبية وأكاديمية فضلا عن الحضور الإعلامي الكبير ومن مختلف دول عالم.
وألقى كلمة الأمانتين العامّتين للعتبتين الحسينية والعباسية المتولّي الشرعي للعتبة الحسينيّة الشيخ عبد المهدي الكربلائي التي تحدث فيها قائلاً، إنّ "طبيعة التحدّيات والفتن التي يمرّ بها بلدُنا والعالم الإسلامي وإن اتّسمت في ظاهرها بطابع العنف الدمويّ من تفجير وقطع للرؤوس وخطف وتهجير إلّا أنّ منهج التطرّف والتكفير والإفساد العقلي والفكري والثقافي هو الذي يمثّل التحدّي الأكبر الذي ينبغي التوجّه اليه موقفاً وعملاً ورأياً وإعلاماً".
وبيّن الكربلائي: "نحن اليوم نعيش تلك المعركة وذلك التحدّي بين صورة إسلام مشوّه ممسوخ قدّمته مدارس ومعاهد ومناهج تعنونت بعناوين دينية برّاقة وأبواق إعلامية نفذت لقلوب الكثيرين المخدوعين بهذه المناهج التي تصوّروها أنّها خلافة الله تعالى في الأرض، ويعزّز هذا الفكر والإعلام أموالٌ كان من الواجب أن تُنفق لعمارة أرض الإسلام وتنوير عقول أهله، فإذا هي تعزّز منهج القتل وسفك الدماء في كلّ مكان من أرض الله تعالى الواسعة، معركة بين هذا الإسلام المشوّه وبين من يمثّل أصالة الإسلام وجوهر الفطرة الإسلامية والدعوة الى التعايش المبنيّ على الاحترام للآخر مهما كان رأيه".
وتابع: "لقد استطاعت مدرسةُ التكفير والتطرّف أن تهدّد التعايش السلميّ بين المسلمين، بل أن تجعل ثقافة التوحّش والقتل وانتهاك الأعراض سمةً تصطبغ بها صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل التثقيف الجماهيريّ الإسلامي".
واستدرك الكربلائيّ: "آلت الأحوال بسبب هيمنة هذا المنهج واستغلال أعداء الإسلام له ليؤسّسوا ويدعموا جماعات يتّخذونها وسيلة لضرب الإسلام من الداخل، آلت الى أن نجد البقعة الأكثر سفكاً للدماء وانتهاكاً للأعراض وسلباً للأموال هي أراضي ودول تمثّل قلب العالم الإسلامي، وحتى صارت أكلاً سهلاً لأعداء الإسلام مستغلّين هذه الجماعات المتطرّفة لتنفيذ مخطّطاتها في ضرب الإسلام من داخله، أيّها الإخوة والأخوات إنّنا أمام هذه الظروف المأساويّة التي تعيشها المنطقة والعراق بحاجةٍ اليوم وقبل الغد الى الانفتاح الأعمق والأوسع بين أتباع المذاهب الإسلامية بعضهم مع البعض الآخر، وخصوصاً أصحاب الفكر الديني والإعلام والثقافة لنجلس فيما بيننا ونتصارح ويبثّ بعضنا همومه الى الآخر، ولنتأمّل ماذا جنينا من تسلّط هذه القوى التكفيرية على مقدّرات الإسلام والمسلمين".
وأشار "لقد كانت إحدى الدروس المهمّة للإمام الحسين [عليه السلام] هو انفتاحه على الآخرين بمختلف انتماءاتهم واعتقاداتهم ودعوتهم الى اتّباع الحقّ بعد توضيح الحقائق وتميزها عن الإبطال والأراجيف".
ونوه "على صعيد العراق والصراع الدامي فيه فإنّنا بحاجة الى أمرين، الأوّل: أن نوضّح للآخرين حقيقة ما يجري على أرض العراق وطبيعة الصراع الذي ضلّلت حقيقته وسائلُ الإعلام التكفيرية، ولقد وجدنا حين التقينا بالكثير من الوفود الإسلامية ودول أوربية أنّ الحقيقة غائبةٌ عنهم بسبب التضليل الإعلاميّ الممنهج، لذلك فنحن بحاجة الى مزيد من التلاقي والتواصل والانفتاح على هذه الشعوب ووسائل إعلامها ومؤسّساتها الفكرية والبحثية لإطلاعها على حقائق الأوضاع".
وأضاف "اما الامر الثاني: أن نرسّخ تجربة المواجهة مع العصابات التكفيرية التي تحقّقت انتصارات مهمّة وكبيرة عليها عسكريّاً وفكريّاً، وذلك بتنبيه الأمّة على الأسس الصحيحة لإنجاح هذه المواجهة، وهي الانطلاق من القاعدة الروحية والمعنوية والإلهية التي وفّرت الزخم الروحي والعقائدي الصحيح وغير المحرّف للمقاتلين الأبطال في معركتهم مع عصابات داعش، ألا وهي تلك الفتوى التاريخية للمرجعيّة الدينيّة العُليا في وجوب الدفاع عن العراق ومقدّساته وأعراض مواطنيه".
وبين "أمّا ركن المواجهة الآخر الذي حقّق هذه الانتصارات العظيمة فهي تلك التضحيات الفريدة للأبطال المقاتلين التي فجّرتها تربيةُ المدرسة الحسينية لآباء وأمّهات المقاتلين وصبر الزوجات المجاهدات وثالثاً وطنية وغيرة أولئك المقاتلين من جميع أبناء العراق بمختلف مذاهبه وأديانه وقوميّاته، مضافاً اليها عون ومساعدة من كان مسانداً ومعاضداً لشعب العراق ووحدة أراضيه".
وأكّد الكربلائي: "هذه هي الأسس والمقوّمات المهمّة التي حفظت العراق وصانت مدننا المقدّسة وأعراض مواطنيه من الهتك والتدنيس وحفظت عاصمتنا بغداد من أن تدنّس بشرّ هذه العصابات الإرهابية، إنّنا بحاجة اليوم أن نكشف عن التزييف والتضليل الذي يحاول البعض أن يغلّف به هذه المسيرة الجهادية ضدّ عصابات داعش وغيرها فيحرفها عن جوهرها وحقيقتها الوطنية".

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك