الصفحة الإسلامية

مئذنة منسية تبقى متماسكة أمام الفيضانات والزلازل والحروب

2039 09:18:09 2016-02-23

   

 تشبه حكاية هذه المئذنة الأساطير، فعلاوة على معمارها البديع وشكلها الهندسي المميز، فقد صمدت أمام صروف الدهر، وتوارت عن الأنظار مرتين على الأقل، لكنها بقيت شامخة ومتماسكة. 

تحدت هذه المئذنة الرائعة، التي يبلغ ارتفاعها 65 مترا، الفيضانات والزلازل والحروب على مدى قرون عديدة، وظلت لفترات طويلة من الزمن منسية بين الجبال الشاهقة في ولاية غور وسط أفغانستان، مكتفية بعزلتها وبقدرتها الذاتية على الصمود.

شيد السلطان الغزنوي، غياث الدين محمود هذه المئذنة، التي تتسم بتناسقها البديع، في القرن الثاني عشر، وتحديدا في عام 1192 في واد وعر بمحاذاة نهر هاريرود، واستعمل في بنائها الطوب الحراري، وهي تتكون من أربع قطع أسطوانية متدرجة، زُين سطحها الخارجي بالكامل بنقوش وزخارف إسلامية وبآيات قرآنية، كما زودت من الداخل بدرج حلزوني مزدوج.

وأسهمت تضاريس هذه المنطقة الوعرة، المحاطة بجبال يصل ارتفاعها إلى 2400 متر، في حجب هذا الصرح المعماري الفريد عن الأنظار، وفي عزلته عن العالم الخارجي لحقب طويلة، إلى أن لمحه صدفة البريطاني توماس هولدتش في عام 1886 أثناء مهمة له في المنطقة ضمن اللجنة الأفغانية للحدود، وذكرها في أحد تقاريره.

لم تنجح هذه الخطوة في تعريف العالم الخارجي بهذه المئذنة المنسية، إلى أن عثر عليها من جديد عالم الآثار الفرنسي أندريه ماريك عام 1957، وترك وصفا وافيا لها ولزخارفها.

ومن بعد تواصلت أعمال المسح والتنقيب في المنطقة حتى سبعينات القرن الماضي، وتوقفت بفعل الحروب حتى مطلع الألفية الثانية.

وبدأ العالم ينظر بجدية إلى هذه المئذنة في عام 2002، حين أدرجتها منظمة اليونيسكو في قائمة التراث العالمي، ومع ذلك فهذا الصرح العتيد الذي كان من المعالم النادرة، التي نجت من التدمير أثناء اجتياح المغول للمنطقة في عام 1222، لم تجر عليه أي عملية ترميم منذ إنشائه قبل أكثر من 800 عام.

ويقول الخبراء أن الشواهد تدل على أن المئذنة كانت ملحقة بمسجد صغير لا يتناسب حجمه مع علوها الشاهق، وهم يشيرون أيضا إلى العثور على بقايا قلاع وأبراج مدينة قديمة إلى الشمال من المئذنة، وآثار تحصينات إلى الشرق منها، يرجحون أنها كانت محاطة بمعسكرات للجيش.

وكشفت هذه الأطلال، الواقعة إلى الشرق من المئذنة، للمنقبين عن اسم مهندسها وتبين أنه يدعى علي بن إبراهيم النيسابوري.

وفي عام 2003، اكتشفت مجموعة من علماء الآثار كانت في مهمة لتقييم تأثيرات مشاريع بناء طرق وجسور على المئذنة التاريخية، اكتشفت نحو 10 أنفاق تركها وراءهم باحثون عن الكنوز ولصوص آثار، وتبين أن هؤلاء حفروا تحت قواعد المعالم الأثرية بحثا عن مخابئ سرية تحت الأرض.

وخلال أعمال تنقيب لبعثة أخرى استعانت بصور للأقمار الاصطناعية في عام 2005، اكتشف الخبراء أن نشاط لصوص الآثار فاق جميع التوقعات، حيث تم العثور على 121 نفقا في هذه المنطقة الأثرية الهامة، ما دفعهم للتعبير عن مخاوف على مستقبل المئذنة ذاتها بسبب أعمال النهب والتخريب ولامبالاة السكان بمصير كنوزهم التاريخية الحضارية.



...................

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك