الصفحة الإسلامية

الأدب الحسيني ما بين الجنتين... جنة الله وجنة الحسين

3567 06:55:56 2015-12-28

 لقد عرفنا الله الجنة ترغيباً فيها ، وبّين لنا بعضاً من نعيمها وأخفى عنا بعضاً زيادة في الترغيب والتشويق !

        فورد على لسان النبي الأكرم والأئمة عليهم افضل الصلاة والسلام بمقدار ما يمكن للمرء منا ان يدركه فكره أو خياله ، ثم هناك المزيد مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، فوصفها في كتابه العزيز بانها تمتد على عرض السموات والأرض  (( وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ )) (ال عمران ـ 133) وهي على منازل قيل افضلها الوسيلة وقيل الفردوس وقيل عدن وجميعها تحت عرش الرحمن ولها ثمانية أبواب فيها ما لذ وطاب من الطعام والحور العين والولدان المخلدون وغيرها من الاوصاف التي لا تدركها العقول .

        وبطبيعة الحال حينما وصف الله لنا طبيعة ما موجود في الجنة بما تحويه من انهار واشجار ، جعل لنا في دار الدنيا مثال يحمل شيء من ذلك الجمال ، وان كان بفارق كبير جدا وكذلك حينما وصف لنا طبيعة سكانها المنعمون بالملذات تخدمهم الحور العين والولدان المخلدون ، الامر الذي يجعلنا نبحث عن جنة نعي من خلالها وندرك ما سيلاقيه المؤمن في دار الاخرة ولعل خير مثال على ذلك جنة الحسين عليه السلام التي يمتد عاشقوها على طول وعرض الأرض والسماء بعد ان خصها الله بخصائص ومميزات تفوق ارض الجنة فقد ورد عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام : " إنّ أرض الكعبة قالت : مَن مثلي وقد بُني بيت الله على ظهري، يأتيني الناس من كلّ فجّ عميق ؟! فأوحى الله إليها أن كُفّي وقرّي، ما فضل ما فُضّلتِ به فيما أعطيت أرض كربلاء إلّا بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضّلتك، ولولا من تضمّنه أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي به افتخرتِ، فقرّي واستقرّي وكوني ذنباً متواضعاً ذليلاً مهيناً، غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء، وإلّا سخت بك وهويت بك في نار جهنم» وفي رواية اخرى: «حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنة، وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه أولياءه في الجنة " .

        كما ان الجنة التي تعد اعلى منزلة فيها تحت عرش الرحمن فسكانها لا يستطيعون ان يصلوا الى العرش لوجود الحجب التي تمنعهم الا ان زائر الحسين عليه السلام يزور الله في عرشه كما ورد في الحديث الشريف : " من زار الحسين كان كمن زار الله في عرشه" .

        واما عن مكانة وعظمة الساكنين في جنة الله والوافدين الى جنة الحسين عليه الصلاة والسلام ، فان زيارة الأربعين تعد خير شاهدا على ذلك فعلى طول الطرق المؤدية الى كربلاء يرى الزائر موائد الاطعام تمتد لمئات الكيلومترات تضم اشهى والذ الطعام والشراب تتلقفه لها قبل ان يطلب ايادي المحبين اللذين يتباركون بغبار ملابسه ويقبلون اقدامه ويتوسلون به للمكوث عندهم وقتا أطول ليتفننوا بخدمته وهم ممتدون على الطرقات على شكل مجاميع بشرية فيهم الكهول والشباب والنساء والأطفال الذين تركوا أعمالهم وهجروا نسائهم وعيالهم ليلتحقوا بركب خدام زوار الحسين عليه السلام ، فترى البعض منهم يفترش الأرض لخدمة الزائرين والبعض الاخر يسهر ليله لراحتهم والبعض الاخر يجوع عائلته ليطعمهم ، ونساء كملائكة رحمة تطوف على مدار الساعة هّمها ان لا تسمع صوت جائع او انين مريض، وأطفال بعمر الورد هجروا ملذاتهم ونسوا العابهم ، حتى بات همهم الوحيد تقديم الخدمة بما يتناسب مع أعمارهم ، فتشاهد البعض منهم يقفون على الطرقات في البرد القارص لا يمتلكون سوى قناني عطر يعطرون بها نسائم الهواء ليستنشقها الزائر ، واخرون يحملون المناديل ، واخرون يحملون لوحات ارشاد حتى لا يسلك الزائر طريقا غير طريقه او ليستدل عن ما يبحث عنه دون ان يجهد نفسه بالسؤال ، وصور باتت لا تستوعبها العقول ولا تدركها الابصار.

        فالحسين جنة الله في ارضه ليتنعم بها محبيه في دار الدنيا تمهيدا لما خصص لهم من حياة نعيم وخلد في دار الاخرة .

 ولاء الصفار

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك