الصفحة الإسلامية

رســالة ذات شــأن مهــم ... الإمام الخامنئي يوجه رسالة الي شباب اوروبا واميرکا الشمالية

2616 10:11:52 2015-01-23

وجه  اية الله السيد علي خامنئي ،رسالة الي شباب اوروبا و اميرکا الشمالية ، تطرق فيها الي الاحداث التي شهدتها فرنسا وبعض الدول الغربية مؤخرا.

ودعا قائد الثورة الاسلامية في هذه الرسالة ، الشباب الي ان يتعرفوا علي الاسلام دونما واسطة ، عبر القرآن الکريم و سيرة الرسول الأعظم (صلّي الله عليه وآله وسلّم) ، و ألّا يسمحوا للساسة والسياسيين بوضع سدّ عاطفي واحساسي منيع بينهم و بين الواقع عبر رسم صورة سخيفة کاذبة عن الإسلام ليسلبوا منهم إمکانية الحکم الموضوعي.

وفيما يلي النص الکامل لرسالة قائد الثورة الاسلامية :

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الأحداث الأخيرة في فرنسا وما شابهها في بعض الدول الغربية أقنعتني أن أتحدّث إليکم مباشرة.

أتحدّث إليکم أيّها الأعزة دون أن اتجاهل دور والديکم، لأني أري مستقبل شعبکم وأرضکم بأيديکم، وأري أن الإحساس بضرورة معرفة الحقيقة في قلوبکم أکثر حيوية ووعياً. وکذلك فإني لا أخاطب الساسة والمسؤولين عندکم لأني أتصور أنهم بعلمٍ ودرايةٍ منهم فصلوا درب السياسة عن مسار الصدق والحقيقة.

حديثي معکم عن الإسلام وبصورةٍ خاصةٍ عن الصورة التي يعرضونها عن الإسلام لکم.

قبل عقدين وإلي يومنا هذا، اي بعد انهيار الإتحاد السوفيتي تقريباً جرت محاولات کثيرة لإعطاء هذا الدين العظيم موقع العداء المخيف. وللأسف إن عملية إثارة مشاعر الرعب والفزع والنفور واستغلالها لها ماضٍ طويلٍ في التاريخ السياسي للغرب.

لا أريد هنا أن أتعرض إلي ما يثيرون من أنواع الرعب في قلوب الشعوب الغربية وعند استعراضکم العابر للدراسات التاريخية والنقدية المعاصرة ستجدون کيف تؤنب الکتابات التاريخية الأعمال الکاذبة والمزيِّفة للدول الغربية تجاه سائر الشعوب والثقافات. إن تاريخ أوروبا وأميرکا يطأطئ رأسه خجلاً أمام سلوکه الإسترقاقي والإستعماري وظلمه تجاه الملوّنين وغير المسيحيين. ثم انّ المؤرخين والباحثين لديکم عندما يمرون علي عمليات سفك الدماء باسم الدين بين البروتستان والکاثوليك أو باسم القومية والوطنية إبان الحربين العالميين الأولي والثانية يشعرون بالمرارة والإنحطاط.

وهذا بحد ذاته يدعو الي التقدير؛ ولست استهدف من خلال استعادة قسم من هذه القائمة الطويلة جَلد التاريخ ولکني أريد منکم أن تسألوا کل مثقفيکم ونخبکم لماذا لا يستقيظ الوجدان العام في الغرب دائما إلا مع تأخير عشرات السنين وربما المئات من السنين؟ ولماذا کانت عملية النظر في الوجدان العام تتّجه نحو الماضي البعيد وتهمل الأحداث المعاصرة؟

لماذا نجدهم في موضوع مهم من قبيل أسلوب التعاطي مع الثقافة والفکر الإسلامي يمنعون من تکوّن وعي عام لديکم؟

أنتم تعلمون جيداً أن التحقير و إيجاد حالة النفور والرهاب الموهوم من الآخرين تشکل أرضية مشترکة لکل تلك الإستغلالات الظالمة. أريد الآن أن تسألوا أنفسکم لماذا استهدفت سياسة نشر الرعب والنفور القديمة الإسلام والمسلمين بقوة وبشکل لا سابقة لها؟ لماذا يتّجه نظام القوة والسلطة في عالمنا اليوم نحو تهميش الفکر الإسلامي وجرّه الي حالة الإنفعال؟

هل هناك مفاهيم وقيم في الإسلام تزاحم برامج ومشاريع القوي الکبري وما هي المنافع التي تتوخاها هذه القوي من وراء طرح صورة مشوّهة وخاطئة عن الإسلام. ولهذا فإن طلبي الأوّل منکم أن تتساءلوا وتتحروا عن عوامل هذا التعتيم الواسع ضد الإسلام.

الأمر الثاني الذي أطلبه منکم أن تقوموا کردِّ فعلٍ لسيل الإتهامات والتصورات المسبقة والإعلام السلبي وأن تسعوا لتکوين معرفة مباشرة ودونما واسطة عن هذا الدين. إن المنطق السليم يقتضي أن تدرکوا حقيقة الأمور التي يسعون لإبعادکم عنها وتخويفکم منها فما هي وما هي أبعادها وحقيقتها؟

أنا لا أصرّ عليکم أن تقبلوا رؤيتي أو أية رؤية أخري عن الإسلام، لکني أدعوکم ألّا تسمحوا أن يستفيد هؤلاء من الإدعاءات المرائية للإرهابيين العملاء لهم وتقديمهم لکم بإعتبارهم مندوبي الإسلام. عليکم أن تعرفوا الإسلام من مصادره الأصيلة ومنابعه الأولي. تعرّفوا علي الإسلام عبر القرآن الکريم وسيرة الرسول الأعظم (صلّي الله عليه وآله وسلّم). وأودّ هنا أن أتساءل: هل راجعتم قرآن المسلمين مباشرة؟ هل طالعتم أقوال رسول الإسلام(صلّي الله عليه وآله وسلّم) وتعاليمه الإنسانية والأخلاقية؟ هل اطلعتم علي رسالة الإسلام من مصدر آخر غير الإعلام؟ هل سألتم أنفسکم کيف استطاع الإسلام ووفق أية قيم طوال قرون متمادية أن يقيم أکبر حضارة علمية وفکرية في العالم وأن يربي أفضل العلماء والمفکرين؟

أطالبکم ألّا تسمحوا لهم بوضع سدّ عاطفي واحساسي منيع بينکم و بين الواقع عبر رسم صورة سخيفة کاذبة عن الإسلام ليسلبوا منکم إمکانية الحکم الموضوعي. واليوم حيث نري أن أجهزة التواصل اخترقت الحدود الجغرافية، عليکم ألّا تسمحوا لهم أن يحاصروکم في الحدود الذهنية المصطنعة، وإن کان من غير الممکن لأي أحد أن يملأ الفراغات المستحدثة بشکل فردي ولکن کلاً منکم يستطيع هادئاً لتوعية نفسه وبيئته أن يقيم جسراً من الفکر والإنصاف علي هذه الفراغات.

إن هذا التحدي المبرمج من قبل لنوع العلاقة بين الإسلام وبينکم أنتم الشباب أمر مؤلم، لکن بإمکانه أن يثير تساؤلات جديدة في ذهنکم الوقاد والباحث.

إن سعيکم لمعرفة الأجوبة علي هذه التساؤلات يشکل فرصة سانحة لکشف الحقائق الجديدة أمامکم، وعليه يجب أن لا تفوتوا هذه الفرصة للوصول الي الفهم الصحيح ودرك الواقع دون حکم مسبق؛ ولعلّه من آثار تحملّکم هذه المسؤولية تجاه الواقع، أن تقوم الأجيال الآتية بتقييم هذه الفترة من تاريخ التعامل الغربي مع الإسلام، بألمٍ أقل زخماً ووجدانٍ أکثر اطمئناناً.

السيد علي خامنئي

21/5/150123

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك