الامويون والعباسيون هم سواء في تحريف التاريخ الاسلامي والتحريف اخفاء رواية وتغيير معنى اخرى وتنسيب ثالثة حسب طبيعة المنسوب اليه الرواية مدحا او قدحا ،والمميزون ( بصنفيهم الحسن والسيء) يكونون هم عرضة لهذا العبث ، ولا حدود او ضوابط معينة لهذا العبث فتجميل القبيح او النيل من المليح هو ديدن المحرفين .
زينب عليها السلام هذه المراة الشامخة في التاريخ والذي يابى لان يدس ماليس لها من سلبية عملوا على حذف ما لها من اهمية ، وفي نفس الوقت هذا التحريف اظهر قوة موقف زينب يوم الطف التي لم تستطع يد التحريف من تحريفها وهذا الموقف كشف زيف وبغض بني امية للاسلام.
التصحيف لا يعتبر تحريف ولكنه شكلا هو تحريف ، أي عندما يكون هنالك تصحيف في رواية معينة فهذا لا يعني عدم صحة الرواية سندا ومتنا بل انها صحيحة ولكن النقل الخطي لهذه الرواية قد يجعل بعض الناقلين يخطئ في قراءة كلمة فيكتب ما يشابهها بالرسم وهذا يسمى التصحيف.
الشيخ محمد تقي التستيري (ت1415) في موسوعته الاخبار الدخيلة اشار الى عبارة في زيارة عاشوراء يراها مصحفة وفيها التفاتة جدا صحيحة الا وهي ( اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين ) الجهاد صفة المؤمن وليس الكافر بدليل الايات التي تتحدث عن المجاهدين نجدها مقرونة بالمؤمنين ، والصحيح هو جاحدت لان الجحود معرفة الحق وانكاره وهذا ما كان عليه الجيش الاموي فانه يعرف حق الحسين ومن هو الحسين وقتلوه.
المظلومية التي لحقت بزينب عليها السلام هو ما يخص الزيارة ، في زيارة عاشوراء لم تذكر زينب عليها السلام وكم اقف بحيرة امام عبارة ( السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ) حيث لم يذكر العباس وزينب عليهما السلام ، حاول البعض تبرير عدم ذكر العباس بان له زيارة مخصوصة عن الامام الصادق عليه السلام ( بالرغم من ضعف التبرير ) وهذا يزيدنا حيرة فزينب عليها السلام ليس لها زيارة مخصوصة فهل حقا غفلها المعصوم ام العابثون في التاريخ كانت لهم الكلمة؟ نعم لا توجد زيارة ولا حديث عن المعصومين خاص بها وبمواقفها، واما الزيارة التي نقراها فقد أورد السيد ابن طاووس في كتابه (مصباح الزائر) زيارتين يُزار بهما أولاد الأئمّة وضمنت زينب عليها السلام بهما.
في الوقت نفسه نجد ان خطبتها التي قالتها في مجلس يزيد لم تستطع يد التاريخ ان تحرفها فكم هي قوية ومدوية في حينها مما ادى الى تناقلها على الالسن بين المسلمين وستبقى خالدة حتى يوم الساعة.
الامام محمد الباقر له بنت اسمها زينب والامام الكاظم عليه السلام له بنتان اسمهما زينب وزينب الصغرى ، فان دل على شيء فانما يدل على المكانة التي هي عليها زينب في قلب المعصوم فهل يعقل انهم لم يذكروها في حديث؟
تاريخ وفاتها ومرقدها ، نقطة خلاف ، لماذا ؟ البعض من النساء يذكر التاريخ تفاصيل حياتهن وكيفية وفاتهن ومتى توفين ومن صلى عليهن واين مدفنهن، ولكن زينب عليها السلام اختلفت الروايات حولها.
وتاكيدا على كلامنا بخصوص التحريف وحذف المهم من التاريخ استشهد برواية المراة التي ادعت انها زينب في زمن المتوكل كما جاءت في الخرائج « 1 / 404 »"عندما ادعت هذه المراة بانها زينب قبل لها ان زينب توفيت فقالت كذبوا فجاء الامام الهادي عليه السلام وقال : كذبت فإن زينب توفيت في سنة كذا في شهر كذا في يوم كذا"، السؤال هنا هل قال الامام الهادي توفيت سنة كذا وشهر كذا ويوم كذا ام ذكر التاريخ؟ من المؤكد ذكر التاريخ اذاً من وضع كذا بدلا من السنة والشهر واليوم؟
https://telegram.me/buratha