وتتابع: وهذه الحشود المليونية مهما كبرت فهي لا تجوع ولا تتعب ولا تعطش وتسير في طريق مليئة بالماء... ولا يعثرون فيها أرضٌ سمحة سهلة لا عثرة فيها.
آشوري بدأت مقالتها التي نشرتها أمس على متن حسابها في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) والتي حازت على إعجاب ومشاركة المئات من القراء بالقول: لا أريد أن أكتب موضوعاً بقدر ما أريد جواباً على أسئلة ولدتها قراءة لنصوص لا زال يلفها الغموض من كل جوانبها، فمن المعروف أن قبور أعداد هائلة من الأنبياء مفقودة ولا يوجد لها أثر ولولا أن الكتب السماوية جاءت على ذكرهم لأصبحوا من الماضي الذي لا نعرف عنه شيئاً.
وتستطرد: كذلك نعرف أن قبور بعض الأنبياء الموجودة وهي قليلة ومعروفة خصوصاً في العراق والشام وفلسطين وأجزاء من إيران... هذه القبور لا نرى لها زواراً من الديانة اليهودية أو المسيحية والصابئة بل نرى أن المسلمين يتعاهدونها بالرعاية والزيارة.
وتنتهي بعد ذلك إلى القول بأنه: لم نرَ في أي زمن أرتالاً من البشر تتقاطر على قبر من قبور هؤلاء الأنبياء ولا في أي يوم من أيام السنة.
وتواصل آشوري: "يقول النص كما في سفر أرميا 31: 8 (ها أنا ذا آتي بهم من أرض الشمال، وأجمعهم من أطراف الأرض... بينهم الأعمى والأعرج... الحبلى والماخض معاً... جمع عظيم يرجع إلى هنا بالبكاء يأتون، وبالتضرعات أقودهم... أسيرهم إلى أنهار ماء في طريق مستقيمة لا يعثرون فيها".
وتتابع قراءتها للنصوص: "هكذا قال الرب: صوت، نوح، بكاء مر. راحيل تبكي على أولادها، وتأبى أن تتعزى عن أولادها لأنهم ليسوا بموجودين هكذا قال الرب: امنعي صوتك عن البكاء، وعينيك عن الدموع، لأنه يوجد جزاء لعملك، يقول الرب. ويوجد رجاء لآخرتك".
وتعلق آشوري على ذلك قائلة: "النص المذكور وكعادة من دوّن التوراة اختلط بالكثير مما ليس منه؛ ولذلك نرى أن المفسرين تحاشوا المرور بهذا النص... فأنطونيوس فكري لم يتعرض له في تفسيره، ولكن القمص تادرس يعقوب فسره تفسيراً فلسفياً لا يفهم منه أحد شيئاً، ولكنه أشار من حيث لا يدري إلى مكان الحدث فقال أنه في بابل".وتتنتج الباحثة مما تقدم أنه: "وبناءً على ذلك سوف يبقى هذا النص غامضاً إلى أن يأتي من يقول لنا من هؤلاء الذي سوف يأتي الله بهم على مر الأزمان في موسم معين لا يمنعهم عائق ويتكاثرون بمرور الأزمان؟ ومن المرأة التي تبكي على أولادها ولا تسكت أبداً وتأبى أن تتعزى والتي يُعزيها الرب الله حيث يقول لها: إن هناك جزاءً لعملك ورجاء لآخرتك؟!". وربما استبطن هذا التساؤل من الكاتبة إشارة إلى الإمام المهدي (عجل الله فرجه) فهو من أصدق من سيجيب عن كل التساؤلات التاريخية.وتوضح آشوري: إن "المشكلة التي وقع فيها المفسر هنا أنه جمع المتناقضين، ففي بداية النص يقول بأن القادمين لزيارة هذا المكان يأتون بالفرح والرقص، ولكنه في آخر النص يقول بأنهم يأتون بدموع وتوبة وأن الرب سوف يهبهم عوض النوح فرحاً وراحة وسعادة عوض الحزن كما نرى في تفسير الكتاب المقدس، العهد القديم، القمص تادرس يعقوب، أرمياء 31 فيقول: زينتهم الفرح المستمر، تخرج دومًا لتجد النفوس المحيطة ترقص وتتهلل بالرب العامل فيها وفيهم! بعد أن علقت قيثاراتها على الصفصاف في بابل وتعيش في تهليلٍ لا ينقطع... يأتي الله بالأعمى فيكون له عينًا، يريه الطريق ويدخل به إلى المجد! يأتي بالأعرج كمن يحمله على الأذرع الإلهية ليمارس العمل الفائق بقوةٍ... يأتي بالحبلى والماخض العاجزتين عن الحركة لأمتارٍ قليلة ليسرع بهما لا إلى أميال بل إلى الخروج من محبة العالم إلى السماء عينها! يصحبه فرح عظيم وسط دموع التوبة مع تفجر أنهار الروح من الصخور عوض النوح يحل الفرح، ويهبهم الله راحة وسعادة عوض الحزن بالبكاء يأتون وبالتضرعات أقودهم...".
وإلى هنا تترك الباحثة المتخصصة في الدراسات المقارنة للأديان والمهتمة بقضايا الإسلام وملف التشيع خاصة، تترك نهاية مقالها مفتوحاً أمام القراء ليهتدوا إلى الإجابة بأنفسهم من خلال ما اطلعوا عليه من نصوص الكتب المقدسة التي سبقت الإسلام وما يشاهدونه اليوم من زحف الملايين من شتى الأنحاء صوب ضريح سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء المقدسة.
تجدر الإشارة إلى أن(إيزابيل بنيامين ماما آشوري) قد عرفت بالإنصاف في كتاباتها عن الإسلام والشيعة بوجه خاص وهي ما تزال تبرهن على أصالة عقيدة التشيع وانسجامها الكامل مع الحقيقة الربانية وذلك تؤكده النتائج التي توصلت إليها من خلال دراستها لنصوص التوارة والإنجيل والقرآن.
حيدر السّلاميّ
الموقع الرّسميّ للعتبة الحسينيّة المقدّسة
https://telegram.me/buratha