وفي نفس الجلسة التي اجتمع بها فسقة قريش وطليقهم معاوية اجاب الامام الحسن عليه السلام على بذاءة عمرو بن العاص فقال:"
وامّا أنت يا عمرو بن العاص الشانىء اللعين الأبتر، فإنما أنت كلب، أوّل امرك امّك لبغيّة، وأنّك ولدت على فراشٍ مشترك، فتحا كمت فيك رجال قريشٍ، منهم أبو سفيان بن حرب، والوليد بن المغيرة، وعثمان بن الحارث، والنضر بن الحارث بن كلدة، والعاص بن وائل، كلّهم يزعم انك ابنه، فغلبهم عليك من بين قريشٍ ألأمهم حسباً، وأخبثهم منصباً، وأعظمهم بغية.
ثمّ قمت خطيباً وقلت: أنا شانىء محمّد، وقال العاص بن وائل: إنّ محمداً رجل أبتر لا ولد له، فلو قد مات انقطع ذكره، فأنزل الله تبارك وتعالى: (إنّ شانئك هو الأبتر) فكانت أمّك تمشي إلى عبد قيسٍ لطلب البغية، تأتيهم في دورهم ورحالهم وبطون أوديتهم، ثم كنت في كلّ مشهدٍ يشهد رسول الله عدوّه، أشدّهم له عداوةً وأشدّهم له تكذيباً.
ثمّ كنت في أصحاب السفينة الذين أتوا النّجاشي، والمهرج الخارج إلى الحبشة، في الإشاطة بدم جعفر بن أبي طالب، وسائر المهاجرين إلى النّجاشي، فحاق المكر السيّىء بك، وجعل جدّك الاسفل، وأبطل أمنيتك وخيّب سعيك، وأكذب أحد وثتك، وجعل كلمة الذين كفروا السّفلى وكلمة الله هي العليا".بعض مثالب ابن العاص نشير الى هذه الثلاثة التي ذكرها الامام الحسن عليه السلام فاولها نسب ابن العاص
كانت ليلي العنزية النابغة ام عمرو ابن العاص بغيا فوقع عليها أبو سفيان بن حرب، والوليد بن المغيرة، وعثمان بن الحارث، والنضر بن الحارث بن كلدة، والعاص بن وائل فولدت عمروا » . فأدعاه كل منهم فحكمت أمه فيه فقالت هو من العاص . فقال أبو سفيان : . اما أني لا اشك أني وضعته في رحم أمه . فأبت الا العاص ـ العقد الفريد 1 164 , السيرة الحلبية 312
و يلقب العاص بن وائل في الإسلام بالأبتر لأنه قال لقريش سيموت هذا الأبتر غدا فينقطع ذكره يعني رسول الله ص لأنه لم يكن له ص ولد ذكر يعقب منه فأنزل الله سبحانه إِنَّ شانِئَكَ هُوَ اَلْأَبْتَرُ . كان عمرو أحد من يؤذي رسول الله ص بمكة و يشتمه و يضع في طريقه الحجارة لأنه كان ص يخرج من منزله ليلا فيطوف بالكعبة و كان عمرو يجعل له الحجارة في مسلكه ليعثر بها و هو أحد القوم الذين خرجوا إلى زينب ابنة رسول الله ص لما خرجت مهاجرة من مكة إلى المدينة فروعوها و قرعوا هودجها بكعوب الرماح حتى أجهضت جنينا ميتا من أبي العاص بن الربيع بعلها فلما بلغ ذلك رسول الله ص نال منه و شق عليه مشقة شديدة و لعنهم روى ذلك الواقدي . و روى الواقدي أيضا و غيره من أهل الحديث أن عمرو بن العاص هجا رسول الله ص هجاء كثيرا كان يعلمه صبيان مكة فينشدونه و يصيحون برسول الله إذا مر بهم رافعين أصواتهم بذلك الهجاء
واشار الحسن الى هجرة الحبشة وذكرت كتب التاريخ هذه الحادثة ،لمّا اشتدّت قريش في أذى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأصحابه أمرهم الرسول أن يخرجوا إلى الحبشة، وأمر جعفر أن يخرج بهم، فخرج جعفر وخرج معه سبعون رجلاً حتّى ركبوا البحر، فلمّا بلغ قريشاً خروجهم بعثوا عمرو بن العاص السهميّ وعمارة بن الوليد إلى النجاشي أن يردهم إليهم،
فوردوا على النجاشي فدخلوا عليه ـ وقد كانوا حملوا إليه هدايا ـ فقال عمرو: أيّها الملك إنّ قوماً منّا خالفونا في ديننا وصاروا إليك فردّهم إلينا.فبعث النجاشي إلى جعفر فأحضره فقال: يا جعفر إنّ هؤلاء يسألونني أن أردّكم إليهم.وبعد المجادلة وفشل ابن العاص ، قال عمرو: خالفونا في ديننا ودين آبائنا، وسبّوا آلهتنا، وأفسدوا شبّاننا، وفرّقوا جماعتنا، فردّهم إلينا ليجتمع أمرنا.
فقال جعفر: أيّها الملك خالفناهم لنبيّ بعثه الله فينا، أمرنا بخلع الأنداد، وترك الاستقسام بالأزلام، وأمرنا بالصلاة والزكاة، وحرّم الظلم والجور وسفك الدماء بغير حلّها، والزنا والربا والميتة والدم، وأمر بالعدل والاِحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.فقال النجاشي: بهذا بعث الله عيسى بن مريم، ثمّ قال النجّاشي: يا جعفر أتحفظ ممّا أنزل الله على نبيّك شيئاً.
قال: نعم، قال: اقرأ، فقرأ عليه سورة مريم عليها السلام فلمّا بلغ إلى قوله: وَهُزّي اِليكَ بِجِذعِ النّخلَةَ تُساقِط عَلَيك رُطَباً جَنِيّاً* فَكُلِي وَاشرَبِي وَقَرّي عَيناً (مريم 19: 25 و 26.)بكى النجاشي وقال: إنّ هذا هو الحقّ.
فقال عمرو: أيّها الملك إنّ هذا ترك ديننا فردّه علينا حتّى نردّه إلى بلادنا، فرفع النجاشي يده فضرب بها وجهه، ثمّ قال: لئن ذكرته بسوء لاَقتلنّك.
وولد لجعفر من أسماء بنت عميس بالحبشة عبدالله بن جعفر، وولد للنجاشي ابن فسمّاه محمداً وسقته أسماء من لبنها (دلائل النبوة للبيهقي 2: 293، البداية والنهاية 3: 69).
https://telegram.me/buratha