اجتمع معاوية باصحابه فاشاروا عليه ان يبعث للحسن عليه السلام حتى ينالوا منه فامتثل لمشورتهم وبعث الى الامام الحسن عليه السلام ولما حضر وراى الوجوه علم ما في نفوسهم وكان الحاضرون هم عمر بن عثمان ،عمرو بن العاص، عتبة بن ابي سفيان والمغيرة بن شعبة، واجمعوا هؤلاء على ان الامام علي عليه السلام قتل عثمان والبعض قال اوى قتلة عثمان بل ان ابن العاص اتهم علي بسم ابي بكر وقتل عمر وعثمان ،وما يهمنا من هذا هو الجنبة التاريخية التي تعرض لها الامام الحسن عليه السلام في ردهم واولهم معاوية ، فقال عليه السلام بعد الحمد لله :" إنه لعمر الله يا أزرق، ما شتمني غيرك، وما هؤلاء شتموني، ولا سبّني غيرك، وما هؤلاء سبّوني، ولكن شتمتني وسببتني، فحشاً منك، وسوء رأي، وبغياً وعدوانا، وحسداً علينا، وعداوةً لمحمدٍ صلّى الله عليه وآله قديماً وحديثاً، الى ان قال :وسأبدأ بك يا معاوية فلا اقول فيك إلا دون ما فيك".
هذه المقدمة لها دلالات على ماهية معاوية ومن مداليلها ان الحسن عليه السلام لا يخشى معاوية وسلطانه ، ثم بدا بذكر تاريخ معاوية:"
أنشدكم بالله! هل تعلمون: انّ الرجل الذي شتمتموه صلّى إلى القبلتين كلتيهما، وأنت تراهما جميعاً ضلالةً، تعبد اللات والعزّى؟ وبايع البيعتين كلتيهما: بيعة الرضوان وبيعة الفتح، وأنت يا معاوية بالاولى كافر، وبالاخرى ناكث".
صلى الامام علي عليه السلام الى القبلتين أي انه عندما كان يصلي باتجاه قبلة بيت المقدس وحتى تغييرها صوب مكة كان معاوية لا يصلي بل يعبد اللات والعزى، وفي بحار الأنوار وكان رسول الله (ص) يصلي إلى البيت المقدس مدة مقامه بمكة وفي هجرته حتى أتى له سبعة أشهر، أي ان طوال هذه المدة الامام علي كان يصلي باتجاه بيت المقدس ومعاوية يعبد صنم
والبيعتان اللتان ذكرهما الامام الحسن عليه السلام فالاولى بيعة الرضوان وهي معلومة ببيعة الشجرة في الحديبية وفيها كان معاوية كافرا من كفرة قريش في مكة فلم يكن له نصيب منها واكد ذلك الامام الحسن عليه السلام بان قال له بالاولى كافر ، واما بيعة الفتح فهي :لَمّا دخل رَسول اللّهِ صلى الله عليه و آله مكةَ . . . ثُمَّ جَلَسَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِلبَيعَةِ عَلَى الصَّفا . . . وَاجتَمَعَ الناس لِبيعة رسول اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلَى الإِسلامِ ، فَكانَ يبايعهم عَلَى السمع وَالطاعَةِ للّهِ ولِرسوله فيما استطاعوا ، فَكانَت هذه بيعةَ الرِجال . وأَمّا بيعة النساء ، فإنَه لَمّا فَرَغ منَ الرجال بايع النساءَ ، فَأَتاهُ منهنّ نساء من نِساء قريش.
هذه البيعة كان معاوية من الناكثين لها أي باعتبار حربه مع الامام علي في معركة صفين لان الامام علي هو نفسه الرسول وطالما انه حارب الامام علي اذن هو من الناكثين لبيعة الفتح التي بايع فيها رسول الله نفاقا
https://telegram.me/buratha