ذكر الامام الحسن عليه السلام في خطبته مجموعة ايات نازلة بحق ابيه امير المؤمنين عليه السلام ، سنعود اليها عندما يكون حديثنا عن الثقل الثاني المفسر للقران ، وحديثنا عن التاريخ وجاء هذا المقطع من نفس الخطبة ليؤكد على حدث تاريخي مهم يخص الامامة حين قال:" وأمر رسول الله بسدّ الأبواب الشارعة في مسجده غير بابنا، فكلموه في ذلك فقال: (أما اني لم أسدّ أبوابكم، ولم افتح باب عليٍّ من تلقاء نفسي، ولكنّي اتبع ما يوحي إليّ، وانّ الله أمر بسدّها وفتح بابه) فلم يكن من بعد ذلك أحد تصيبه جنابة في مسجد رسول الله ويولد فيه الاولاد، غير رسول الله، وابي علي بن أبي طالب، تكرمةً من الله تعالى، وفضلاً اختصّنا به على جميع الناس، وهذا باب أبي قرين باب رسول الله في مسجده، ومنزلنا من منازل رسول الله، وذلك أنّ الله أمر نبيّه ان يبني مسجده فبنى فيه عشرة ابياتٍ تسعةً لبنيه وأزواجه وعاشرها وهو متوسّطها لأبي، وها هو بسبيلٍ مقيم، والبيت هو المسجد المطهّر، وهو الذي قال الله تعالى: (أهل البيت) فنحن أهل البيت، ونحن الذين أذهب الله عنا الرجس، وطهرنا تطهيرا، ايّها الناس اني لو قمت حولاً فحولاً اذكر الذي أعطانا الله عزّ وجلّ، وخصّنا به من الفضل في كتابه، وعلى لسان نبيّه، لم احصه".
مسالة سد الابواب وترك باب علي خضعت للتحريف والانكار من البعض ولكن لماذا هذا التحريف وعلى ماذا يدل حديث سد الابواب ؟ حاول البعض الصاق هذه المنقبة بالخليفة الاول ومن ثم تفسير هذا الحدث بانه يدل على ان الخليفة الاول يستحق الخلافة طالما امر رسول الله ببقاء باب بيته على المسجد، ومنهم الحافظ بن رجب الحنبلي قال: " سدوا هذه الأبواب الشارعة في المسجد إلا باب أبي بكر " وفي هذا إشارة إلى أن أبا بكر هو الإمام بعده، فإن الإمام يحتاج إلى سكنى المسجد والاستطراق فيه بخلاف غيره(لطائف المعارف: 107).
ولهذا عندما ذكر الامام الحسن عليه السلام سد الابواب الا باب علي جاء ليؤكد الحدث بمن اختص وماله من تبعات بدليل تاويل القوم لهذه الرواية بانها تدل على الامامة ، ولكن مصادرهم ذكرت هذه الحادثة باسم علي ومنهم الترمذي في صحيحه بسنده عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه(واله) وسلم ، أمر بسد الأبواب ، إلا باب علي عليه السلام، وروى ابن كثير في البداية والنهاية بسنده عن زيد بن أرقم قال : كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب شارعة في المسجد ، قال : فقال يوما : سدوا هذه الأبواب إلا باب علي ، قال : فتكلم في ذلك أناس فقام رسول الله صلى الله عليه (واله) وسلم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، فإني أمرت بسد هذه الأبواب ، إلا باب علي ، فقال فيكم قائلكم ، وإني والله ما سددت شيئا ، ولا فتحته ، ولكن أمرت بشئ فاتبعته (البداية والنهاية 7 / 375) ، ومعلوم ان ابن كثير من اشد النواصب لاهل بيت المصطفى ،وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن زيد بن أرقم قال : كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أبواب شارعة في المسجد ، فقال يوما : سدوا هذه الأبواب إلا باب علي ، قال : فتكلم في ذلك ناس ، فقام رسول الله صلى الله عليه (واله) وسلم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، فإني أمرت بسد هذه الأبواب ، غير باب علي ، فقال فيه قائلكم ، والله ما سددت شيئا ، ولا فتحته ، ولكن أمرت بشئ فاتبعته (المستدرك للحاكم 3 / 125).
هذا يدل على علم القوم ان مسالة سد الابواب تدل على الخلافة لهذا نسبوها لغير علي ، وجاء الحسن ليؤكدها في ظرف ادعى معاوية ان الحسن راه اهلا للخلافة .
والحديث عن من هم اهل البيت عليهم السلام اكد الحسن بانهم هم الذين تحت الكساء والحديث عن هذه الحادثة لا ينكرها الا جاحد ، والذي يستحق الوقفة هو هذه العبارة التي قالها الحسن عليه السلام "ايّها الناس اني لو قمت حولاً فحولاً اذكر الذي أعطانا الله عزّ وجلّ، وخصّنا به من الفضل في كتابه، وعلى لسان نبيّه، لم احصه"، فيا هل ترى ماذا اعطاهم رسول الله بحيث لو وقف سنة وسنة لم يحص هذه الفضائل ؟ انه التاريخ الذي يحاول بنو امية تزييفه، لهذا جاءت خطابات الامام الحسن في زمن معاوية تاريخية ليؤكد على عدم صحة من يروي الحديث بامر معاوية لانه يعلم انه زمن تزييف التاريخ.
https://telegram.me/buratha