ان خطبة الامام الحسن عليه السلام التي رد فيها على معاوية عندما زعم انه راه اهلا للخلافة فبايعه ، اختلف الرواة والمؤرخون في نصها ، فاورد صاحب كشف الغمة في معرفة الائمة كل الخطب وقال كلها صحيحة وسبب الاختلاف انهم قطعوها فهي خطبة واحدة.
كما وان هنالك مبدا يعتمده رجال الحديث ان قوة المتن تبعد الشك لان مثل هذه الكلمات لا تصدر الا من اتصف بقوة البلاغة والحسن ابن ابيه عليهما السلام هو من يحمل هذه الصفة.
المقطع الثاني من الخطبة بعد ان دعا الله عز وجل بدا بذكر حقبة من الزمن مهمة وخصصها لذكر التاريخ وتفسير القران بتثبيت الايات الخاصة والنازلة في ابيه علي بن ابي طالب عليه السلام فقال:"إلى أن بعث الله محمداً للنبوّة واختاره للرسالة، وانزل عليه كتابه، ثم أمره بالدّعاء إلى الله تعالى، فكان أبي اولّ من استجاب لله ولرسوله، وأول من آمن وصدّق الله ورسوله، وقد قال الله تعالى في كتابه المنزل على نبيّه المرسل (أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه ويتلوه شاهد منه) وأبي الذي يتلوه وهو شاهد منه،".
اكد على نقطة سيحاول المخرصون تزييف تاريخها الا وهي ان علي اول من امن برسول الله وليس اول من اسلم لانه اصلا لم يكن يعبد صنم ولكنه امن برسول الله نبيا وبما جاء به من عند الله عز وجل وهذا حديث واحد مع مصادره (وقال مشيرا ( أي رسول الله) إلى علي: (أن هذا أول من آمن بي وهو أول من يصافحني يوم القيامة)ـ مسند احمد, ج5, ص26. الاستيعاب, ج3, ص36. الرياض النضرة, ج2, ص194. الزوائد, ج9, ص101و114. السيرة الحلبية ج1, ص285. كنز العمال, ج6, ص153.
واختلاف القوم فيمن اول من امن فبداوا بالتحايل من خلال استعمال عبارات وتاويلات تؤكد محاولة القوم لدفع هذه الفضيلة عن علي فالبعض يقول ان اول من اسلم من الشيوخ ابو بكر واول امراة خديجة واول صبي علي ، والبعض يقول الاول خديجة ومن ثم علي ، كل هذا لدفع هذه المنقبة فجاء تاكيد الامام الحسن عليه السلام عليها ليحذر من بعده في محاولة التزييف .
ومن ثم بدا الحسن عليه السلام بذكر الايات النازلة بحق علي وبدا بهذه الاية (أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه ويتلوه شاهد منه)، وتاكيد صحة تفسير هذه الاية كما جاء في هذه الرواية :رواه حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس * (أفمن كان على بينة من ربه) * قال: هو رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (ويتلوه شاهد منه) * هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) كان والله لسان رسول الله ـ شواهد التنزيل: 1 / 366 ح 383 و العمدة: 208 / 320 عن الثعلبي.
وللخطبة بقية ولكن الذي جعل الامام الحسن عليه السلام ان يذكرها ليحقق عدة اهداف منها اولا انه القى الحجة على معاوية ومن يساوره الشك بالامامة ، ثانيا ليثبت هذا الموقف المنصفون الحاضرون الذين سينقلون الحدث ، ثالثا ليصبح حديثه حجة ودليل على من سيحاول تحريف التفسير من بعده
https://telegram.me/buratha