خضير العواد
مصاب الزهراء عليها السلام عاشوراء الأولىوأعلموا أني فاطمة وأبي محمد صلوات الله عليهم أجمعين بهذه الكلمات أبتدأت ثورتها سيدة نساء العالمين عليها السلام ضد من أغتصب الخلافة من صاحبها الشرعي علي بن أبي طالب عليه السلام ، وواجهت الزهراء عليها السلام السلطة الباطلة بكل ما تملك من طاقات وإمكانيات من أجل إظهار فسادهم ومخالفتهم لأوامر الله سبحانه وتعالى ومن ثم عدم مشروعية سلطتهم ، فلم ترضى سيدة نساء العالمين عليها السلام إلا أن تكون في مقدمة المواجهة لتحامي وتدافع عن أمير المؤمنين عليها السلام ،فحاصروا بيتها وأضرموا فيه النار والمحاصرون يصرخون أن في البيت فاطمة (ع) وعمر يقول وأن !!!!!! فجابهت القوم بجسدها النحيف فكسروا ضلعها وأسقطوا جنينها المحسن عليه السلام وهو أول شهيد من أهل البيت عليهم السلام من أجل الولاية ، وأخذوا سيد الأوصياء عليه السلام مكبلاً بحمائل سيفه ، ولكن هذه المواجهة الأليمة قد أظهرت زيف وبطلان كل من تقمص الخلافة ، كيف لا تكون كذلك وقد قال رسول الله (ص)( فاطمة بضعةٌ مني فمن أغضبها أغضبني ) ...(1) (أن ألله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضا فاطمة ).. (2) (إنما فاطمة بضعةٌ مني يؤذيني ما أذاها )....(3) , وعن مجاهد أنه قال خرج النبي (ص) وهو أخذ بيد فاطمة ,فقال : (من عرف هذه فقد عرفها , ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد , وهي بضعة مني وهي قلبي , وهي روحي التي بين جنبي , من أذاها فقد أذاني , ومن أذاني فقد أذى ألله )...... (4) وقد ذكر صاحب صحيح البخاري وهو أصح كتاب عند أهل السنة بعد القرأن الكريم في صحيحه وقد ماتت فاطمة وهي غضبانة أو وجدانة على الشيخين ... (5) ونتاجاً لهذه الاحاديث الشريفة وما ذكره صاحب صحيح البخاري تبرز لنا وتتجلى حقائق خطيرة للغاية من كتاب الله تعالى أسمه قال الله سبحانه وتعالى (والذين يؤذون رسول ألله لهم عذاب أليم )..... (6),( إن الذين يؤذون ألله ورسوله لعنهم ألله في الدنيا والأخرة وأعد لهم عذاباً مُهينا )..... (7) , ( ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى )...... (8) وقد رفض الله سبحانه وتعالى ولاية كل من يغضب عليه قال ألله سبحانه وتعالى ( يا أيها الذين أمنوا لا تتولوا قوماً غضب ألله عليهم قد يئسوا من ألأخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور ).... (9) وقد هدد الله سبحانه وتعالى كل من يتولى من غضب عليه خروجه من الأمة ونتيجته العذاب الشديد المهين خالداً في نار جهنم يرفع لوائهم الشيطان لأنهم من حزبه قال الله سبحانه وتعالى (ألم تر الى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون ، أعد الله لهم عذاباً شديداً إنهم ساء ما كانوا يعملون ،اتخذوا أيمانهم جنةً فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين ، لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئأ أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ، يوم يبعثهم الله جميعاً فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون ، أستحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون)....(سورة المجادلة أيات 14،15،16،17،18،19) ، وعلى الرغم من استشهاد الزهراء عليها السلام نتيجة الهجوم على بيتها ولكن بقت سيدة النساء عليها السلام تضيء الطريق لكل من يريد أو يبحث عن الحق ، فاصبحت هذه السيدة العظيمة الشعلة التي تنير الطريق لكل سكان المعمورة من أجل السير على طريق الحق المبين الذي أراده الله سبحانه وتعالى للعباد وهو طريق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، فهي الراشد الأكبر والعلم والأطول والنور الأسطع الى ساحة الولاية المقدسة ، فمن خلال تصدي الصديقة الكبرى عليها السلام للإنقلابيين على الولاية من أول لحظة أثبتت بطلان عملهم ونتيجتهم السوداوية وكل من يتولاهم ويلوذ بهم ، وبهذه المواجهة هزت الزهراء عليها السلام الأمة التي بقيت راضخة للباطل تترنح ما بين لذة المال ولمعان السيوف ، ولكن كل ما جرى على الزهراء عليها السلام من تعدي بقى يغلي في ضمائر المؤمنين لكي ينتقموا من كل ظالم ومغتصب للحق ، حتى أكمل مسيرة المواجهة التي أبتدأتها مكسورة الضلع عليها السلام الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء ، فلولا هاتين الثورتين مصاب الزهراء عليها السلام وعاشوراء الحسين عليه السلام لم يكن هناك أسمٌ للإسلام فكل ما لدينا من مصاب الزهراء عليها السلام وعاشوراء ، فمصاب الزهراء بحق عاشوراء الأولى .(1) صحيح البخاري 5-26 (2) معاني الأخبار ج2ص303 (3) صحيح مسلم 7-14(4) نور الأبصار للشبلنجي ص52(5) صحيح البخاري ج5 ص117,البيهقي , السنن الكبرى ج6 ص300 (6) سورة التوبة أية 61(7) سورة الأحزاب أية 57(8) سورة طه أية 81(9) سورة الممتحنة أية 13 (10) سورة المجادلة أيات 14،15،16،17،18،19
https://telegram.me/buratha