الصفحة الإسلامية

ظلامات الزهراء (ع ) في شعر الأديب المرحوم مهدي الفلوجي

3537 18:06:00 2014-02-11

حيدر الفلوجي

ربما لا يعلم الكثير من الناس شيئاً عن الشاعر(مهدي الفلوجي) الذي بلغ اعلى الطبقات في فنون شعره وأدبه في زمانه، وقد عُرف عنه بالتنوع الشعري وغزارة نتاجاته الأدبية والشعرية، وذلك في مطلع القرن العشرين، حتى بلغ ما وصل اليه نتيجةً لأجتهاده وكثرة مثابرته ونبوغه ومعرفته، ولا يمكنني القيام من تعرفة وترجمة الشاعر المرحوم، تمنعني من ذلك عدة امور، إلا انني سأستعين بالاعلام الذين عاصروا المرحوم الشاعر مهدي الفلوجي، والذين هم اعرف به منّي وبشعره وأدبه ودينه وخلقه وعقيدته، وميوله ورغباته وخلجاته.

(الشاعر المرحوم مهدي الفلوجي الحلي)

( 1282 - 1357 هـ)

ترجمه السيد محمد علي الحلو في كتابه : (ادب المحنه او شعراء المحسن ، ص 355).

قائلاً : كان الشاعر مهدي الفلوجي من رواد المدرسة التي استطاعت أن تجر الاحداث الإسلامية لتربطها بعضها بالبعض الآخر، فمحاولته الرائعة في الربط بين كربلاء الفاجعة والحدث الفاطمي نموذجاً لحقبة أدبية حرص على ايجادها شعراء الشيعة في كل عصر، وإذا كان الشاعر مهدي الفلوجي هو بقية مدرسة الكوازين : حمادي الكواز، وصالح الكواز، وامتداداً لمدرسة السيد حيدر الحلي، فلا غرو أن يُبدع في تقديم الحدث الحسيني على أنه الحدث الفاطمي الذي أنجبه وجر بسببه أحداث لمآسي اسلامية أخرى.

وترجم (شاعرنا الفلوجي) السيد جواد شبر في كتابه:( أدب الطف او شعراء الحسين ع)ج9، ص171.

جاء فيه : السيد (الحاج مهدي الفلوجي ابن الحاج عمران ابن الحاج سعيد من الطبقة العالية في الشعر وممن تفتخر به الفيحاء وتعتز بأدبه، حسن الأخلاق طاهر الضمير عف اللسان تخرّج في الأدب على الشيخ حمادى نوح. حفظ الكثير من شعر العرب القدامى)

كما ذكره الشيخ محمد علي اليعقوبي في كتابه: (البابليات)

وقال عنه : (مولده في الحلة سنة ١٢٨٢ ه‍. وكان يتعاطى التجارة ويحترف بيع البز ويرتدي برأسه العمة السورية، ويعدّ من ذوي الثروة والمكانة المرموقة في البلد. يحتوي ديوانه المخطوط على ضروب الشعر من الاجتماع والسياسة والوصف والغزل والنسيب ولا عجب فعصره يموج بالادباء والشعراء وتلك النوادي العلمية الأدبية تصقل المواهب).

كما ترجم شاعرنا الكثير من اهل العلم والأدب، إلّا اننا نكتفي بما ذُكر.

وذكر الشيخ اليعقوبي وفاة المرحوم الشاعر السيد الحاج مهدي الفلوجي وانه قال : (كانت وفاته بمدينة الكاظمية يوم الثلاثاء خامس جمادى الثانية سنة ١٣٥٧ ه‍. المصادف ٣ آب سنة ١٩٣٨ م. ونقل جثمانه إلى الحلة بموكب حافل ثم شيّع لمرقده الأخير في النجف الأشرف ودفن في الايوان الذهبي أمام الحرم الحيدري وتهافتت الوفود لتعزّي الأسرة وتعاقب الشعراء على منصة المحفل لتأبينه أمثال الشيخ قاسم الملا والشيخ عبد الرزاق السعيد والشيخ باقر سماكه ومحمد علي الفلوجي وغيرهم رحمه الله عدد حسنات).البابليات ج4، ص122.

بعد هذه المقدمة أود هنا ان اذكر شيئاً من شعر المرحوم الشاعر مهدي الفلوجي بما يرتبط بظلامة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، لاسيما ونحن نمر في ذكرى شهادتها( عليها السلام) هذه الايام(على رواية).

فمن قصيدة طويلة نظمها الشاعر(الفلوجي) في رثاء اهل البيت(عليهم السلام)، اخترنا ابياتاً من تلك القصيدة، ما يرتبط بموضوع بحثنا :

ظهر الانقلاب منهم بفقدالمصطفى والنصوص شقوا عصاها

وبقاع الغدير في يوم خمشهدت ان حيدرا مولاها

غصبوا نحلة البتول عناداًواله السماء قد أولاها

انما نارها التي أضرموهاعند باب الزهراء ما أوراها

اضرمت بالطفوف منها خياملبني الوحي فاستمر سناها

دخلوا دار خدر من علموهاإن في وحيه الاله حباها

اسقطوها الجنين رضا وقادوامن له الأمر لو يشاء محاها

من له في الحروب اعلام فخرعقدتها الافلاك فوق ذراها

يوم بدر وخيبر وحنينهو مصباحها وقطب رحاها

وبيوم الفتوح أسنى المعاليحازها المرتضى وحاز سواها

كم له في المبيت ثم شعارفيه أملاكه المهيمن باهى

وله المولد الشريف محلاعن مزاياً تقدست أن تضاهى

ذكر هذه الابيات اليعقوبي في ( البابليات،ج4، ص122).

ان الشاعر اشار الى الاحداث العصيبة التي مرت في تاريخ المسلمين وما تمخّض من تلك الاحداث من افرازات وتداعيات أدت الى الإعتداء على بيت الزهراء(ع)، ومن ثم التجرؤ على احراق الدار واقتياد امير المؤمنين مكبلاً بحمائل سيفه... فكل تلك الاحداث التي هي بحاجةٍ الى بيان وتفصيل ووضوح رؤيا ، استطاع الشاعر ان يختزل كل تلك التفاصيل والشروح اختصرها بابيات غاية في الدقة، استناداً الى المقولة البلاغية (خير الكلام ما قلّ ودل).

وقد ذكر الشاعر (في البيت الاول والثاني) من تلك الابيات : عملية الانقلاب على الوصية والإنقلاب على الخليفة الشرعي استناداً على قوله تعالى :

ظهر الانقلاب منهم بفقدالمصطفى والنصوص شقوا عصاها

وبقاع الغدير في يوم خمشهدت ان حيدرا مولاها

وقد ذكر الشاعر (في البيت الاول والثاني) من تلك الابيات : عملية الانقلاب على الوصية والإنقلاب على الخليفة الشرعي استناداً على قوله تعالى :

(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) آل عمران: 144.

وهي اولى المصائب التي جرّت خلفها المآسي تلوِ المآسي والمصائب تلوِ المصائب على اهل البيت وعلى الامة.

ثم اشار المرحوم الشاعر الى عملية مصادرة ارض فدك من الصديقة الكبرى ظلماً وعدواناً كما جاء في البيت التالي:

غصبوا نحلة البتول عناداًواله السماء قد أولاها

ثم ذكر الشاعر السيد (الفلوجي) الظلامات الاخرى التي تعرّضت لها الزهراء(عليها السلام) وبالترتيب مع مسلسل الاحداث من الاعتداءات التي حدثت على اهل بيت النبي الطاهر، وكيف جرّت الاحداث التي بدأت بحرق باب بيت فاطمة(ع)، وانتهت بحرق خيام ابي عبد الله الحسين(ع) في كربلاء، وأشار الشاعر الى عمق الاحداث بين تأريخ الهجوم على دار فاطمة، وهجوم الأعداء على خيام الحسين، وما جرى بينهما من مصائب وانحراف وسفك دماء ومظالم بدئاً من مظلومية الزهراء وانتهائاً بمظلومية الامام الحسين، وبعدها أرست تلك القواعد لدول الظالمين لتسير على نفس النهج الذي أًسس على تلك القواعد ، فذكر الشاعر تلك الاحداث بأبيات تشير اليها:

انما نارها التي أضرموهاعند باب الزهراء ما أوراها

اضرمت بالطفوف منها خياملبني الوحي فاستمر سناها

دخلوا دار خدر من علموهاإن في وحيه الاله حباها

وكل تلك الاحداث المشار اليها اعتمدها الشاعر من خلال ما يمتلك من مصادر متفق عليها، أثبت من خلالها صحة ما ورد في تلك النصوص، ثم الشاعر بترجمة تلك الاحداث من خلال هذه الابيات، التي ليست بحاجة الى جهد لمعرفة حقيقة تلك الاحداث لسهولة البيان.

ثم يكمل الشاعر بقية الاحداث التي جرت على ال الرسول، وسقوط المحسن (السقط) من الزهراء نتيجة لذلك الهجوم، بعدما رضّوا ضلع الزهراء وعصره بين الحائط والباب، مما أدى الى دخول المسمار في ضلعها، وبالتالي أدى ذلك الاعتداء الى اسشهادها(سلام الله عليها)، ثم لم يكتفي القوم بذلك، وانما قاموا بسحب امير المؤمنين ولإجباره على البيعة....

قال الشاعر في ذلك :

اسقطوها الجنين رضا وقادوامن له الأمر لو يشاء محاها

من له في الحروب اعلام فخرعقدتها الافلاك فوق ذراها

يوم بدر وخيبر وحنينهو مصباحها وقطب رحاها

وبيوم الفتوح أسنى المعاليحازها المرتضى وحاز سواها

كم له في المبيت ثم شعارفيه أملاكه المهيمن باهى

وله المولد الشريف محلاعن مزاياً تقدست أن تضاهى

فسلام عليكِ يا سيدة النساء يومَ وُلدتِ ويوم استُشهدتِ ويوم تُبعثين حيّةَ، ورزقنا الله شفاعتكي ورضاكي، ورزق المرحوم الشاعر السيد (مهدي الفلوجي الحلي )مرافقتكي في الجنان الخلد ورزقنا الله وأياه شفاعتكم في الدنيا والاخرة.

حيدر الفلوجي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك