لم يبق سوي ايام علي اكبر مظاهرة يشهدها العالم.. ملايين البشر تزحف هادرة كالسيل نحو كربلاء، كعبة الثوار وقبلة الاحرار.. ارض العَبرة وموطن الدمعة..هناك حيث استشهدت الانسانية وصلبت الكرامة وتأسست للمظلومين منارة بوجه الظالم...
هذه المسيرة التي تطلق للعالم اكثر من رسالة وترفع بصوت واضح اكثر من شعار:
1 - لا مكان للظلم في هذا العالم مهما كان قاسياً واشتد بطشه.. لابد ان ينتهي يوماً حسب معادلة: انتصار الدم علي السيف.
2 - الحسين (عليه السلام) يمثل قيم البشرية والانسانية والحلم الذي راود جميع الانبياء والمصلحين علي امتداد التاريخ.
3 - حب الحسين (عليه السلام) يعني حب كل قيم الخير والنبل والشجاعة والتحرر والسعي الي اقامتها وتثبيتها.
4 - ان الذي قدم كل شيء من اجل امته يستحق ان تقدم له الامة كل شيء..
5 - لأن خذل المسلمون الحسين (عليه السلام) ولم يلبوا نداءه سوي بضعة وسبعين رجلاً، فإن ملايين المسلمين (سنة وشيعة)وحتي غير المسلمين، يلبون اليوم نداء القيم التي استشهد الحسين (ع) من أجلها...
6 - لا يزال صوت عقيلة الهاشميين، زينب بنت علي (سلام الله عليها) المحاصر مرقدها اليوم من قبل النواصب والتكفيريين في الشام، يصدح في سماء الوجود وافق التاريخ " اما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة ".. فلا الارهاب يثني عشاق الحسين(ع)من الحضور في كربلاء ولا الموت يعني النهاية في ثقافتنا...
7 - لإن كانت البراءة من الكفر والشرك من مراسم الحج وأركانه، فإن البراءة من أعداء أهل البيت(ع) والناصبين لهم الحرب والعداء من مختصات كربلاء.. " قل لا اسألكم عليه اجراً، الاّ المودة في القربي".
والغريب إن الكفر والنصب وجهان لعملة واحدة، احدهما يريد ضرب الاسلام من الخارج والآخر يريد أن ينخره ويضربه من الداخل.. احدهما يستهدف القرآن والآخر يستهدف العترة وهي عدل القرآن ملازمته الي الساعة.
8 ـ وفي الاربعين الحسيني رسالة مضمونها الاصلاح وتقويم الاعوجاج من اي كان صادراً " ألا واني لم أخرج أشراً ولا بطراً وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي، آمر بالمعروف وانهى عن المنكر" كما روي عن صاحب الذكرى سلام الله عليه، بما يعني استنهاض الامة لتحمل مشعل الهداية وتمسك بزمام ركب الحضارة الذي سلبه المستبد ومن ثم المستعمر منها...
9 ـ ان جماهير الولاء للقيم التي رفعها الامام الحسين(ع) والتي قدمت من كل بقاع الدنيا.. من الغرب والشرق، لم يثنها الارهاب ولا الذين بايعوا قيم يزيد المتمثلة بأئمة التكفير والقتل والعمالة، جاءت لتعلن بيعتها لمبادئ الثورة الحسينية وقيادتها الشرعية وامتداداتها الحالية.. وفي نفس الوقت الذي تمد فيه يد المحبة لكل المسلمين وكل المؤمنين وكل الاحرار والشرفاء للتعاون من اجل رفع الظلم وطرد الغلو ونفي العنف من المجتمع البشري.. فأما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق.. كما يقول امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع).
والسلام علي الحسين(ع) وعلي أهل بيته واصحابه ...وسلام علي الحسين(ع) ما بقي الزمان والانسان.. وعلى اتباعه وشيعته ومحبيه من اي دين ومذهب وقوم...
35/5/131219
https://telegram.me/buratha