الصفحة الإسلامية

الحسين لكل زمان


كاصد الاسدي

شئنا أم أبينا, معركة الحياة حد فاصل لاختبار مضنٍ, يقف فيه الإنسان على أعتاب نصر عظيم أو هزيمة نكراء،أما الحياة بعزةٍ أو الممات ذليلُ, فالذي ينكبّ على ارتشاف الأهواء، ويتنكر لروحه وفطرته، يسقط في هاوية الضعف والذلّة, فتهاجمه الانا فيكون مصيره الخسران. فالإنسان بروحه وتمسكه بالقيم الإلهية الثابتة يرتقي عزّة، ويرتدي قوة، ويهتدي فكرا... ففاز باللذات من كان جسور ..إنها معركة الالتزام بالقيم الثابتة التي تمتد من الأزل إلى الأبد، معركة من يتخلى فيها عن انتصار الروح إلى هزيمة المادة، يجب أن يبقى مخلّداً في أقبية الذل والهوان.فالإنسان يتصاعد ويسمو بروحه عظمة ولمعاناً عندما يرتكز على تلك القيم السماوية، ويستمد منها طاقته، تلك القيم ما هي إلا أسباب للارتقاء الإنساني نحو الله سبحانه وتعالى.ولم يكن الحسين الشهيد إلا ذلك النموذج الذي ضحى بكل ما يملك ليرتقي بتلك القيم أعالي عليين ويسطّر بدمائه ملحمة مهيبة خالدة يستمد منها التاريخ عنفوان عظمته، وليبقى المعذبون يستلهمون روح المقاومة والجهاد... فطولى لمن على الدرب مشى .إنها ملحمة تخط على جبين الدهر قيم العزة والحرية والسعادة والإباء، معركة ينتصر فيها الإنسان العظيم بروحه وحريته، على الاستعباد الطاغي الذي يرفل فيه المستبدون بقيود الذلة وزخارف الدنيا المادية وسلاسل الانحطاط.فمثل الحسين(ع) لا يحيا إلا بالحرية ولا يتنفس إلا بالعزة ولا يبقى إلا بالعدالة، فانتصر بموته على الظلم، وبشهادته على العبودية وبتضحيته على اليأس.إنه أمل يبقى يتلألأ في سماء تمتد آفاقها إلى رحاب المستقبل المشرق بقيم الحرية والعدالة والسعادة الأبدية، وتبقى أحلامنا وآمالنا تنتظر شروق الشمس اليومي علينا، وهي تتطلع لآيات النصر والظهور الجديد. عاش فينا ويعيش وسيبقى املنا المعهود والبوصلة التي توجهنا نحو شاطئ الحرية والعدالة .. فسلام عليك سيدي بوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك