الصفحة الإسلامية

الحسين "عليه السلام" ومنهج الاصلاح


حيدر حسين الاسدي

منذ أن عرفنا الحسين منهج ونبراس، وتعلمنا من مسيرته "العِبرة والعَبرة"، وأيقنا بأن أقل عرفان يقدم له دموع تنبع من قلوب محبة، وجدنا تلك المعركة التي جرت وقائعها على رمضاء كربلاء ما زالت مستمرة متواصلة الى قيام الساعة، تتجدد وتنموا وتقدم حقائق ثابتة لا تقبل التأويل، بأنها استثناء لا يتكرر وأن وجودها طاقة تدفع الأمم للتقدم .إن ما جرى في عام 61هـ من أحداث وتداعيات لم تكن مناوره سياسية أو مطامع شخصية تهدف للظفر بحكم او نيل منزلة، بل كانت الأبعاد والإستراتيجية أعظم من أفكار ضيقة دنيوية، فقد حمل الإمام الحسين (عليه السلام) في حركته الإصلاح هدف رئيسي يتجدد مضمونه في كل عصر، وهو مطلب في حياة الفرد والمجتمع والأمة، فالإنسان في مسيرته الشخصية يسعى لإصلاح نفسه وتأمين احتياجاته ومتطلباته الدنيوية والأخروية، و المجتمع (الحي) يسعى من خلال أفراده للإصلاح وسد الثغرات الموجودة فيه سواءً كانت اجتماعية أو سياسية، وكذلك الأمّة تسعى من خلال المجتمعات الحيّة لإصلاح ثقافتها وفرض موقعيتها ورمزيتها بين الأمم، وكل ذلك نابع من خلال مفردة الإصلاح التي ضحّى الإمام الحسين (عليه السلام) بنفسه وأهله وصحبه من أجل غرسها في أفئدة الأمة، فتتحول من بعد ذلك إلى واقع ملموس وحركة حية منتجة.إن الإصلاح في الثورة الحسينية يعني توعية الأمة في عدم ابتعادها أو انحرافها عن الخط المستقيم الذي يمثل جانب الحق، وهو منهج من مناهج الإسلام الأخلاقية التي خطها الرسول "صلى الله عليه وآله وسلم" وأهل بيته من بعده، فنهضة الإمام الحسين"عليه السلام" كلُ لا يتجزأ، فقول الإمام الحسين"عليه السلام": ( إني لم اخرج اشراً ولا بطر، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي رسول الله محمد ص لآمر بمعروف وانهى عن منكر)، تعني أنه هو الشخصية المؤهلة لقيادة الواقع في كل قضايا الأمة لشدة ما كان يثق بنفسه من جهة وشدة ثقة المجتمع به من جهة ثانية حتى ولو كان على المستوى البعيد، فتغيير القيادة الفاسدة إلى قيادة صالحة تطبق الإسلام كله وتتحرك على أساس العدل كله، وتطرد الفساد في جميع مجالاته من الحياة.وهذا هو ما كان يستهدفه الإمام الحسين "عليه السلام" من نهضته وشهادته، وذلك لأن الإسلام الذي أنزله الله تعالى في كتابه، ونطق به قرآنه، وبلغ له رسوله "صلى الله عليه وآله وسلم"، وضحى من أجله أهل البيت "عليهم السلام"، وخاصة الإمام الحسين "عليه السلام" في كربلاء يوم عاشوراء، هو الدين الكامل والقانون الشامل الذي باستطاعته في كل عصر وزمان أن يسعد الإنسان والمجتمع البشري ويضمن له التقدم والرقي والتطلع والازدهار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك