الصفحة الإسلامية

بمناسبة عيد الغدير الأغر ...أعمال يوم الغدير المبارك

7136 17:49:00 2013-10-21

 

اسماعيل الحريري

ذکر العلماء في کتب الأدعية وأعمال الأيام جملة من الأعمال والأقوال ورد الحثّ عليها في النصوص المختصة بيوم الغدير. وقد أفتي کثير من الفقهاء باستحبابها. ومن لم يثبت عنده استحبابها الشرعي، لم يمنع من الإتيان بها برجاء المطلوبية، منها:

الأول: الغسل، ففي الخبر عن أبي عبدالله (ع) قال: صباح يوم غدير خم يعدل صيام عمر الدّنيا (إلي أن قال): ومن صلّي فيه ركعتين يغتسل عند زوال الشمس من قبل أن تزول مقدار نصف ساعة... إلي أن قال): عدلت عند الله مائة ألف حجة. ومائة ألف عمرة(1).

وممّن أفتي باستحباب الغسل في هذا اليوم السيّد اليزدي صاحب العروة (رحمة الله عليه)، وبعض من علق عليها من الفقهاء كالإمام الخميني (قدس سره)(2).

الثاني: الصلاة، وقد ورد فيها كيفيتان: الأولي: ما في الخبر المتقدم في الغسل من أن من « يقرأ في كل ركعة سورة الحمد مرة، وعشر مرات « قل هو اله أحد» وعشر مرات «آية الكرسي»وعشر مرات «إنّا أنزلناه» عدلت عند الله عزوجل مائة ألف حجة ومائة ألف عمرة، وما سأل الله عزوجل حاجة من حوائج الدنيا والأخرة إلّا قضيت كائنا ما كانت الحاجة...»(3).

الثانية: ذكرها السيد ابن طاووس في إقبال الأعمال في رواية عن مولانا الصادق (ع): .... ومن صلّي فيه ركعتين أي وقت شاء. وأفضل  ذلك قرب الزّوال.... (إلي أن قال): فمن صلّي ركعتين ثم سجد وشكر الله عزّوجل مائة مرة. ودعا بهذا الدّعاء بعد رفع رأسه من السجود (ثمّ ذكر الدّعاء)... ثم تسجد وتحمد الله مائة مرّة وتشكر الله مائة مرة وأنت ساجد، فإنه من فعل ذلك كان كمن حضر ذلك اليوم وبايع رسول الله.... علي ذلك وكانت درجته مع درجة الصّابرين الذين صدقوا الله ورسوله في موالاة مولاهم ذلك اليوم. وكان كمن استشهد مع رسول الله (ص)وأمير المؤمنين (ع) ومع الحسن والحسين(ع)، وكمن يكون تحت راية القائم (عج) وفي فسطاط من النجباء والنقباء»(4).

الثالث: الصوم، وقد ورد في فضله الكثير، ومما ورد:

أنه يعدل صيام عمر الدّنيا، كما في الخبر المتقدم في الغسل، يعدل صيام ستين شهراً، يعدل مائة حجة ومائة عمرة مبرورات متقبلات. أنه كفارة ستين سنة. أنه أفضل من عمل ستين سنة. أن الله يكتب له صيام الدّهر(5).

الرابع: استحباب زيارة أمير المؤمنين (ع) والحضور عنده في يوم الغدير. ففي الخبر عن أبي الحسن الرضا (ع) مخاطباً أحمد بن محمد بن أّي نصير:.... يا ابن أبي نصر، أينما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين(ع) فإن الله يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة. ويعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان(6).

 

وقد ذكرت زيارته (ع) في هذا اليوم في كتب الزّيارات عموما، وأهمها ما في مصباح المتهجد للشيخ الطوسي(رحمة الله عليه) وإقبال الإعمال للسيد ابن طاووس. وفي كتب المزار للشهيد الثاني. وقد جمعت في كتاب مفاتيح الجنان للمحدّث القمي ( رضوان الله تعالي عليهم أجمعين).

الخامس: المؤاخاة بين المؤمنين. وتعرف بعقد الأخوة. فقد نقل المحدّث النوري في المستدرك عن كتاب زاد الفردوس أن من ضمن أعمال يوم الغدير المؤاخاة بين المؤمنين، وكيفيتها:

« أن يضع يده اليمني علي يمني أخيه المؤمن ويقول: واخيتك في الله، وصافيتك في الله وعاهدت الله وملائكته وكتبه ورسله وأنبياءه والأئمة المعصومين (ع) علي أني إن كنت من أهل الجنة والشفاعة وأذن لي بأن أدخل الجنة، لا أدخلها إلا وأنت معي، فيقول الأخ المؤمن: قبلت. فيقول: أسقطت عنك جميع حقوق الأخوة ما خلا الشفاعة والدّعاء والزّيارة»(7).

وقد ذكر هذا العقد المولي الفيض الكاشاني في رسالته المترجمة بخلاصة الأذكار. وقال في الأخير: «... ثم ليسقط منها جميع حقوق الأخوة ما خلا الدّعاء والزيارة، خوفاً من عدم التحرج من الإتيان بها. (8)

وبالوقوف عند هذه المؤاخاة يمكن أن نفهم أموراً عدّة:

1.إن هذه المؤاخاة هي تجسيد للمؤاخاة التي حصلت بين النبي الأكرم (ص) وأمير المؤمنين (ع) لما آخي بين المهاجرين أنفسهم ثم بين المهاجرين والأنصار، تجسيدا لروح الأخوة الإسلامية بينهم، بحيث يعامل أحد المتآخيين الآخر معاملة نفسه، بل يؤثره علي نفسه في كل ما يملك.

2ـ أن يعتبر المؤمنين أن يوم الغدير الذي هو أفضل أعياد الأمة وأعظم أيام الله تعالي هو اليوم الذي يرغب الله فيه بتآخي المؤمنين وتصافيهم في الله لا يبتغون إلا وجهه، ولايلتمسون إلا رضاه. فيضعون خلفهم الأحقاد والبغضاء الشخصية والنفسية والماديّة. ويرقون بأرواحهم من خلال المؤاخاة إلي أن يكونوا أحباء علي سرر متقابلين وأخلاء لا يفرقهم شيء ولا يباعدهم أحد.

3ـ إن الله تعالي جعل المؤاخاة في هذا اليوم بالخصوص دون غيره من الأيام الكريمة والأوقات الخاصة، لأنه يوم جامع للمؤمنين علي عقيدة واحدة هي أهم ما أمر الله تعالي نبيه الأكرم (ص) بتبليغه للناس. واعتبر أن عدم تبليغ هذا الأمر يعني عدم تبليغ الرسالة الإلهية، كما في الآية التي صدر بها الحديث.

وفي هذا اليوم تنفتح قلوب المؤمنين للتتلاقي وتجتمع علي أمير المؤمنين (ع) حباً وعشقاً وولاية والتزاماً. وهذا من أكثر الأمور جمعاً وسبباً للإجماع. بل هو أكثرها علي الإطلاق.

4ـ اللافت في عقد المؤاخاة المذكور. العهد الذي يقطعه المؤمن لله تعالي شأنه مع أخيه علي أن لا يدخل الجنة إلّا وهو معه إذا كان من أهل الجنة والشفاعة.

وهذا العهد يعطي لعقد المؤاخاة رفعة وميزة خاصة، حيث ارتبط مصير المؤمنين ببعضهم البعض في الدّنيا والآخرة. ففي الدّنيا أن لا يكون هناك تخاصم وتنازع، ولو حصل لزال بسرعة عندما يلتفت أحدهما أو كلاهما إلي العهد الذي قطعه لله تعالي علي نفسه اتجاه أخيه، فيؤثر فيه تسامحاً وحباً ومودة.

وفي الآخرة لا يمكن لله الكريم الذي أكرم المؤمنين بولاية علي (ع)، وشرفهم بالأخوة ببركته، لا يمكن أن لا يستجيب لمؤمن شفاعته في أخيه، مراعاة لعهده، وتصديقاً للعقد بينهما، وكرامة لأمير المؤمنين(ع).

5. لعل الحكمة من إسقاط ما خلا الشفاعة والدّعاء والزيارة من حقوق الأخوة هي عدم إيقاع المؤمن في الحرج لو أراد الإتيان بها كاملة، ذلك أن المؤمن إذا آخي عدداً كبيراً من المؤمنين. فمن الحرج عليه الوفاء بجميع حقوق الأخوة لكل من آخاه.

أما الثلاثة الباقية، فالشفاعة في الآخرة، وقد تعهد بها الله تعالي لعبده المؤمن.

والدّعاء أمره سهل، حيث يمكن جمع الآخوة بدعاء واحد مثلا. والزيارة يكفي فيها عدم الإنقطاع. خصوصا ما للتزاور بين المؤمنين من الأجر والثواب الذي أعده الله تعالي لذلك.

6. إنّ تثبيت الأخوة وتعميقها في هذا اليوم يتحققان في وحدة الكلمة عند الالتقاء، حيث ورد في الخبر عن الصادق (ع):.... وليكن من قولكم إذا التقيتم أن تقولوا: الحمد لله الذي أكرمنا بهذا اليوم، وجعلنا من المؤمنين بعهده إلينا وميثاقنا الذي واثقنا به من ولاية ولاة أمره والقوّام بقسطه، ولم يجعلنا من الجاحدين والمكذبين بيوم الدين»(9).

وقد ذكر المحدث القمي في مفاتيحه من أعمال يوم الغدير أن يهنيء من لاقاه من إخوانه المؤمنين بقوله: « الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين والأئمة (ع)(10).

هذا بعض يسير من بركات هذا اليوم العظيم. ومن أراد الزيادة فليطلبها في مظانها من كتب الأدعية والأعمال فإن فيها من الثواب ما يبتغيه كل مؤمن عارف.

-------------------

1)وسائل الشيعة ج2، ص 28

2)العروة الوثقي مع تعليقات عشرة من الفقهاء ج1، ص 161.

3)وسائل الشيعة، ج5،

4) اقبال الأعمال، ص 752

5) وسائل الشيعة، ج7، باب14

6) المصدر السابق، ج10، باب 28

7) مستدرك الوسائل، ج6، ص 479

8) جامع احاديث الشيعة، ج7، ص 414.

9) وسائل الشيعة، ج5، باب3

10) مفاتيح الجنان، ص 339

---------

24/5/131021

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك