كاصد الاسدي
روي عن الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف انه قال : فليعمل كل امرئ منكم بما يقرب به من محبتنا ويتجنب مايدنيه من كراهيتنا وسخطنا فأن امرنا بغتة فُجأة حين لاتنفعه توبة ولا ينجيه من عقابنا ندم . نهج اهل البيت صلوات الله عليهم نهجنا ماحيينا فهم تراجم حياتنا وقاموس فلسفتنا في الحياة , فمنهم نستمد العزم والقوة في تدبير امورنا . الحديث عن بيعة الغدير حديث شيق وذو شجون . بيعة الولاية التي في آنها ومكانها افرزت طريق الحق والهداية وتجلت في انكارها طرق الشر والبغي واضحة جلية . روي عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال " انا سيد النبيين , وعلي سيد الوصيين , وان اوصيائي بعدي اثنا عشر اولهم علي , واخرهم القائد المهدي" ... فمن ذا يتمرد على كلام نبيه وخاتم الكتب والرسالات . انهم قوم صدأت قلوبهم فأنستهم طريق الحق والهداية من كل ما سمعنا وفهمنا وآمنا ان من يمثل الاسلام خير تمثيل هو النبي صلى الله عليه واله وسلم والآئمة الطاهرون من اهل بيته عليهم السلام فيجب السير على هديهم , والاخذ بتعاليمهم , والايمان لهم جميعا , كي يتحقق لنا النجاح في الدنيا والاخرة . اذاً منهم نستمد القوة والعطاء , على هديهم سائرون في بذل المزيد من الجهد المتواصل من اجل اعلاء كلمة الحق في دولة كريمة . " اللهم انا ندعو اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام واهله وتذل بها النفاق واهله " .. نسأل العلي القدير ان يجعلنا ممن يدعون لذلك الغرض ويسعون لتحقيقه بوسائل شريفة تهدف الى احقاق الحق والعمل على ادارة امور الناس بالحكمة والموعظة التي دأب اهل البيت عليهم السلام على العمل بها لم تعد لنا كموالين بيعة الغدير حدثا عابراً بل نعتبره فقرة دستورية وضحت لنا الطريق وتقطة فاصلة ميزت مابين الحق والباطل , طريق علي طريقنا ولانحيد مهما كلف الامر فولايته امن وامان لكل من آمن بها . فلم يكن نصيب الرسول له على صلة قرابة او اشبه بذلك بل وجده اهل لذلك فاختاره ( علي لكل الناس فكر وحجة ... وانتم لكم هند ومرجانه ) في السنة التي كمل نزول القرآن الكريم والحجة التي نزل في احكام تشريع الحج , تلك هي السنة العاشرة للهجرة عندما حج الرسول صلى الله عليه واله وسلم حجة الوداع ومعه حسب الروايات اكثر من مائة وعشرين الفا من المسلمين . في طريق عودتهم الى المدينة وعند مفترق الطرق - قرب غدير خم - عقد البيعة على خلافة المسلمين من بعده للأمام علي عليه السلام بأمر من الله تعالى , فقال في خطبته الشهيرة ( ألست أولى من المؤمنين بأنفسهم ؟ قالوا : اللهم بلى , قال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر ون نصره , واخذل من خذله , وادر الحق معه حيثما دار ) ثم عاد الى المدينة توفي فيها بعد ذلك بشهرين بعد ان أدى رسالة ربه وقام بمسؤوليته خير قيام فبقي مناراً للمصلحين في شتى العصور. الا ان المفسدين والمتربصين قاموا بفعلتهم الشنعاء من سقيفة الغدر والخيانه والخسة وزالرذيلة وعملوا ما عملو ونكثوا بيعة الحق والهدى وانقلبوا على اعقابهم خاسرين مدحورين . حقيقة لا اريد الاسهاب في نوايا الحقد والشرور التي واجهها الامام علي عليه السلام حفاظاً على نظافة المقال وعنوانه هذا من جانب , ومن جانب اخر لايخفى على كل ذي لب مواطن الحق ( علي مع الحق والحق مع علي ) وخير مايثبت كلام العزيز الحكيم ( انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )والكثير الكثير من الايات الشريفة التي وردت بشأن ولاية الأمام علي عليه السلام اضف الى ذلك حديث الغدير المذكور اعلاه فهو نص جلي وواضح على ان الامامة بالنص من الله سبحانه وتعالى لان النبي صلى الله عليه واله وسلم لاينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى , وقدنص الأمام الامامة على ولديه الحسن والحسين عليهم السلام من بعده وهكذا الى الأمام المهدي المنتظر (عج) وجعلنا من أنصاره وأعوانه .
https://telegram.me/buratha
