الصفحة الإسلامية

تقليد رائع للعتبة العباسية المشرفة… صالح الطائي

1389 08:56:00 2013-07-25

 

في أواسط سبعينات القرن الماضي نظم بعض الفضلاء الأجلاء مسابقة للكتابة عن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في بيروت، وقد كانت هذه المناسبة فرصة رائعة للباحثين المسلمين والعرب من الأديان الأخرى للتعبير عن حبهم وولائهم للإمام الخالد؛ حيث أسهم في المسابقة كاتبان مسيحيان هما الأستاذ سليمان كتاني والأستاذ روكس بن زايد العزيزي، وقامت اللجنة بطباعة كتابيهما وتوزيعهما في العالم؛ فعلا مجدهما وخلد ذكرهما وسيبقى خالدا على مرور الأجيال.

بعد حين اختفى هذا التقليد الرائع من حياتنا بسبب العسف والجور والظلم والتضييق الذي مارسته الأنظمة العربية ولاسيما نظامي البعث في العراق والنظام الأردني. وقد شاءت الصدق أن التقي المرحوم روكس العزيزي في أواخر تسعينات القرن الماضي حينما كانوا يخرجونه على كرسي متحرك ليجلسوه في مدخل العمارة التي يسكنها في عمان وكان مقعدا بسبب تقدمه في العمر. والمدهش أنه كان يمسك بيده قرآنا وعدسة مكبرة تعينه على القراءة. وحينما عرفت أنه الكاتب المسيحي الذي كتب عن الإمام علي تقدمت منه وسلمت عليه وأشدت بكتابه الذي قرأته أكثر من مرة، ثم لما عرف أني عراقي توسل إلي لكي أزوده بنسخة من كتابة الذي اشترك في المسابقة وهو بعنوان (الإمام علي أسد الإسلام وقديسه)  لأن الأمن الأردني وبأمر مباشر من الملك حسين كان قد صادر ما لديه من نسخ الكتاب وصادر مسودة الكتاب وأحرقها جميعا لكي لا تنتشر في الأردن. فوعدته أن أوصل له نسختي الشخصية لأني كنت قد اشتريت في حينه الكتب الخمسة الفائزة بالجوائز الأولى وبضمنها كتابه، ولكن خوفي من أجهزة الأمن العراقية والأردنية حال دون ذلك في زيارتي الثانية للأردن، ولم تتح لي فرصة زيارتها مرة أخرى، فأحسست في داخلي وكأني خذلت الرجل النبيل.

اليوم في أجواء الحرية والانفتاح الفكري التي حققها التغيير في العراق جاهد بعض المخلصين لإعادة العمل بهذا التقليد الرائع؛ فاشترك مجموعة كبيرة من المفكرين والباحثين والكتاب العراقيين والعرب بمؤلفاتهم في المسابقة التي أعلنت عنها العتبة العباسية المشرفة في العام الماضي للكتابة عن الإمام الحسن بن علي (علسه السلام) تحديدا.

وفي ليله ولادة الإمام، ليلة الرابع عشر من رمضان 1434 هجرية، المصادف 23/7/2013 وفي الحفل الذي أقامته محافظة بابل تخليدا لذكرى مولد الإمام؛ برعاية سماحة السيد أحمد الصافي النجفي وثلة فاضلة من رجال الدين ومحافظ بابل أعلنت أسماء الفائزين الخمسة الأوائل ووزعت عليهم الدروع والهدايا التقديرية. وقد فاز كتابي الموسوم (الحسن بن علي، الإمامة المنسية) بالمركز الأول وبامتياز، يليه كتاب أحد الباحثين البحرينيين بالمركز الثاني وفاز ثلاثة كتاب عراقيين بالمراكز الثلاثة الأخرى.

وكانت اللجنة العلمية المسؤولة عن تقييم البحوث وهي لجنة دينية أكاديمية مشتركة قد اقترحت تغيير عنوان كتابي بعنوان آخر أكثر مرونة وليونة؛ إلا أني رفضت بشدة تغيير العنوان لأن الكتاب ليس تقليديا وهو ينتقد كل المواقف السلبية ضد الإمام سواء صدرت من هذا الجانب الديني أو ذاك؛ فلم يصروا على رأيهم.

وبهذه المناسبة أشكر القائمين على العتبة العباسية المشرفة على جهدهم الرائع في تنظيم المسابقة والحفل ومأدبة الإفطار، واشكرهم مرتين لكونهم يتماهون مع التطور الفكري لدرجة أنهم خرجوا على الموروث التقليدي وقبلوا كتبا وبحوثا تبدو جريئة في تعاملها مع الموضوع الديني بعيدا عن التهيب والخوف والنمطية المعروفة بما يعني أنهم على استعداد لقبول الرأي الآخر واحترامه بل وتأييده إذا ما كان محقا صادقا. هذا وقد أخذت العتبة المشرفة على عاتقها طباعة ونشر الكتاب في الأيام القادمة.

وأنا بدوري أهدي هذا الشرف الرفيع وهذا الجهد وهذا الفوز الكبير إلى كافة أصدقائي وأخواني وأبنائي الأعزاء. وأهديه بصورة خاصة إلى ذكرى الكاتبين العربيين المسيحيين الكبيرين روكس بن زايد العزيزي وسليمان كتاني عسى أن أفيهما بعض حقهما علينا.

هذا وسأقوم يوم الخميس المصادف 15 رمضان بإلقاء خلاصة بحثي في المؤتمر الذي ستقيمه العتبة بهذه المناسبة الشريفة.

8/5/13725

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك