الصفحة الإسلامية

الإمام الحجة بن الحسن ع ........ شاهدا


محمد مكي آل عيسى

المهدي هو المنقذ المخلص المنتظر الموعود المؤمّل المرجو الذي تنتظره الأمة ليخلصها من الظلم والجور ويجعل السيادة للعدل في دولة عدل إلهي.المهدي هو المنتظِر (بكسر الراء) الذي ينتظر الأمة فإذا ما بلغت درجة من الوعي نهض هو بالأمر وأخذ بيدها لإيصالها لجادة الصواب المهدي هو الإمام المعصوم بقية الله وأهل بيت النبوة , رحمة للعالمين كما كان جده المصطفى يعود بالدين كم نزل على قلب رسول الله صالمهدي هو الآخذ بثارات المظلومين المهدي هو قطب عالم التكوين الذي لولاه لساخت الدنيا بأهلها ولذا قيل (لو خليت قلبت) أي لو خليت الأرض من حجة لله لقلبها الله رأسا على عقب وغيرها من الأطروحات التي قدمها الفكر الإسلامي ليصف الرؤية المهدوية العامة بإبراز صفات ودور قطب رحاها الإمام الذي يأتي آخر الزمان فيملأ الأرض قسطا ً وعدلاً بعدما ملئت ظلما وجورا.وبالتأكيد أن شخصية تتطلع لها نفوس المظلومين في البشرية جمعاء تستحق أن تطرح في الفكر الإسلامي من وجوه عدة ومن زوايا نظر مختلفة وأن فكرة بهذه الضخامة يعتمد عليها مستقبل الإسلام كدين خالد يُنتظَر له أن يسود الدنيا على كل دين كما وعد القرآن بذلك ((ليظهره على الدين كله)) لا بد أن تأخذ مأخذها لا سيما وان الفطرة الإنسانية تتطلع إلى الدولة الفاضلة الواقعية دولة العدل الإلهي.والذي أريد تسليط الضوء عليه هو كون الإمام (ع) شاهدا يتولى مسؤولية حمل الشهادة وادائها وهذا الجانب نغفله كثيرا في حياتنا ولو وضعناه نصب أعيننا لكان له الأثر الكبير في سلوكياتنا.ففي كل أمة من الأمم يبعث الله شهيدا منهم فيهم عليهم ((وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ)) النحل 89 يكون هذا الشهيد حاضرا معهم معاشرا لهم عالما بحقائق أعمالهم وما تنطوي عليه من النوايا فيتحمل بذلك الشهادة ويحملها محافظا عليها ليقوم بتأديتها يوم تطلب منه لا يكذب ولا يخدع ولا يدلّس كي تكون شهادته بموضعها شهادة معتبرة.وهذا المعنى أكد عليه القرآن الكريم في أكثر من موضع ((وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ)) النحل 84وهنا نتساءل من هو الشهيد على أمتنا الآن ؟؟ وهو لا بد أن يكون معاشرا لها حاضرا فيها يعلم بحقائق أعمالها وليس بالضرورة أن يكون النبي الخاتم ص هو الشاهد لأن الله جل وعلا قد جمع بين النبيين والشهداء في آية واحدة وهذا يعني أن النبي غير الشاهد والشهيد ((وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)) [الزمر : 69]

فلا يبقى غير أن يكون الإمام هو الشاهد وحتى تكون شهادته شهادة حق لا لبس فيها لا بد أن يكون معصوما ولا نعرف إماما معصوما حاضرا في الأمة يشهد على أعمالها غير الحجة بن الحسن عجل الله فرجه الشريف وهو المصداق الواضح من كلمة المؤمنين في قوله تعالى ((وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)) [التوبة : 105]وهنا لا بد من التفاتنا لأعمالنا لأنها بعد عين الله فهي بعين الإمام على مرأى منه ومسمع عالم بحقائقها ونواياها ودوافعها ونحن في أيام ذكرى ولادته العطرة معربين عن ولائنا وحبنا وشوقنا وانتظارنا بالتأكيد سيكون من الصعب علينا لو علمنا بأننا مطرودون من خدمته الشريفة لأنه اطلع على أعمالنا فرأنا لسنا أهلا لذلك. . . ما أشده من ألم فمن رضي عنه إمام زمانه فقد دخل الجنة لأن إمام الزمان لا يرضى إلا بما يرضي الله اللهم لا تفضحنا على رؤوس الأشهاد وارضِ عنا إمام زماننا وطهر أعمالنا لكي لا يشهد منا إلا كل خير 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك