الصفحة الإسلامية

الإمام الرضا (ع) شمس الشموس وأنيس النفوس

2249 14:55:00 2012-09-29

خضير العواد

نحتفل هذه الأيام بمولد شمس من شموس آل محمد ( صلوات الله عليهم أجمعين) ونقدم التهاني والتبريكات لأمام العصر والزمان الإمام الحجة بن الحسن ( روحي وأرواح العالمين لمقدمه الفداء) والى جميع المؤمنين في العالم ، ولد الإمام الرضا (ع) في يوم الحادي عشر من ذي القعدة عام 148 هجرية من أم مغربية أسمها نجمة أو تكتم رضوان الله عليها ومن أبٍ قد عرفته السجون وأنتفع من علمه العلماء وضاقت من صبره الخلفاء حتى قتلوه مسموماً مظلوما ألا هو الإمام موسى بن جعفر (ع) ، وقد عاش الإمام الرضا(ع) مع جده الإمام الصادق(ع) خمسة سنوات وعاش مع أبيه الكاظم (ع) أربع وعشرين سنة وبضعة اشهر ، ولقد أمتازعصرالإمام الرضا (ع) بإندلاع الخلافات ما بين الأمين والمأمون حتى وصلت الى حروب دامية ما بين الجانبين من أجل الملك والجاه ، وهذه الحروب قد جرّت الى البلاد الإسلامية الإزمات الإقتصادية والإجتماعية بالإضافة الى السياسية ، وقد كثرت الحركات الثورية ضد ظلم بني العباس لا سيما الثورات العلوية ، بالإضافة الى إبتعاد مركز الحكم والإدارة عن أطراف البلاد الإسلامية فقد نقل المأمون مركز حكمه الى خراسان وهذا مما أثر سياسياً على الواقع المعاشي للناس ، وقد ظهرت الثقافات والأفكار المتنوعة كألفلسفة اليونانية والأفكار الضالة والإنحرافات العقائدية التي ظهرت على أثر حركة الترجمة ودخول طوائف كثيرة من النصارى في الوعاء الإسلامي مما أدى الى مزج الطاقات وإنتشار التّجار والكتب والنسخ وبالتالي دخول بعض الأفكار المريضة على المجتمع الإسلامي ، بالإضافة الى مشكلة الواقفة الذين أعتقدوا بأن الإمام الكاظم (ع) لم يمت بل غاب وسيعود بعد حين مثل موسى بن عمران (ع) عندما غاب عن قومه وعاد إليهم بعد حين ، فأطلق على هؤلاء بالواقفية لأنهم وقفوا على إمامة الإمام الكاظم (ع) ورفضوا إمامة الرضا (ع) وأصبحت هذه المجموعة على مر الأيام تياراً كبيراً وأحدثوا شرخاً في الأمة الإسلامية وكان بيد رؤسائهم أموالاً طائلة كانت للإمام الكاظم (ع) فرفضوا أن يدفعوها الى الرضا(ع) تحت ذريعة الغيبة وأن الإمام الكاظم (ع) سيعود . وقد واجه الإمام الرضا (ع) جميع هذه الأخطار وفي مقدمتها السلطة حيث واجهها مواجهة جذرية ، فكان يعلن في المدينة إنه الإمام المفترض الطاعة وإنه أحق بالحكم والخلافة من بني العباس حيث يقول صفوان بن يحيى : لما مضى أبو الحسن موسى بن جعفر (ع) وتكلم الرضا (ع) خفنا عليه من ذلك فقلت له إنك قد أظهرت أمراً عظيما وإنما نخاف عليك هذا الطاغي فقال عليه السلام (ليجهد جهده فلا سبيل له عليّ) ، فكان هذا المنهج الجديد يختلف جوهرياً عن الحياة التي عاشها والده الكاظم (ع) بل إن جهاد وصبر الكاظم (ع) أفرز هذه الحرية للإمام الرضا (ع) كما أفرزت ثورة الحسين (ع) نوع من الحرية للإمام الباقر (ع) فنشرعلوم آل محمد عليهم السلام ، وقد جلس الإمام الرضا (ع) في مسجد جده النبي (ص) وهو ينشر العلم ويدلي بفضائل أمير المؤمنين علي (ع) ويوضح القواعد الأساسية للمذهب الشيعي إنطلاقاً من القرأن الكريم ، أي إن الإمام الرضا (ع) أستعمل سلاحين مهمين هما : السلاح السسياسي القائم على الأسس الشرعية والثاني : السلاح العلمي لصيانة المجتمع من التخلف والجاهلية العمياء ، عند ذلك أدرك المأمون العباسي خطورة الإمام الرضا (ع) وشعر أن الإمام يتحرك بشكل يهدد سلطانه وقد ينهي حكمه فيما إذا ترك الإمام الرضا (ع) في مثل هذه الحرية ، لهذا أقترح فكرة ولاية العهد على الإمام (ع) وأن رفض الفكرة فسوف يقتل ، وقد قبل الإمام الرضا (ع) ولاية العهد بسبب هذا التهديد ولكن بشروط منها أن لا يأمر ولا ينهي ولا يقضي ولا يغيّر شيئاً مما هو قائم وقد وافق المأمون على شروط الإمام (ع) الذي كان يحتاج الإمام (ع) من أجل تثبيت ملكه الذي هدده العلويون بكثرت ثوراتهم ، وقد أستغل الإمام الرضا (ع) موقعه كوليّ للعهد استغلالاً جيداً فقد عمل أمور كثيرة منها : كان يعقد المناظرات والحوارات الفقهية والعقائدية وخصوصاً التي تتعلق بعصمة الأنبياء وأحقية الإمام علي بن ابي طالب (ع) بالخلافة وكونه الوصي الشرعي للنبي (ص) وعندما كانت الأسئلة تتوجه الى المأمون وأصحابه فأنهم يحولونها الى الإمام الرضا (ع) وكان الإمام (ع) يجيب بالحق ويصدع بالصدق ويصحح المسار العام للفكر الإسلامي وهو أقوى سلاح ، وقد أكد الإمام الرضا (ع) على مآساة الإمام الحسين (ع) ، فكان يعقد مجالس الرثاء والعزاء أيام محرم الحرام في بيته ويدعوا الشعراء لرثاء سيد شباب أهل الجنة (ع) ومن هؤلاء الشعراء دعبل الخزاعي عندما جاء الى الإمام الرضا (ع) وأنشده قصديته العصماء التي يقول في مقدمتها: مدارس آيات خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصاتوقد أضاف إليه الإمام الرضا (ع) بيتين من الشعر لتكتمل القصيدة فقال عليه السلاموقبر بطوس يا لها مصيبة ألحت على الأحشاء بالزفرات الى الحشر حتى يبعث الله قائما يفرج عنا الغم والكربات فأستغرب دعبل وقال لمن هذا القبر ؟ فقال الإمام (ع) (إنه قبري ) فسلام عليه يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يبعث حيا .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك