الصفحة الإسلامية

شهداءٌ رغمَ الظلم خالدون


 

 

في هذا اليوم انتصر السجين على السجان، رسالة نقدمها لكل طاغية يعتقل شعباً طالب بكرامته، فالموت ليس بمعزل عن أحد، والصبر المُحلى بالإيمان يُولد الانتصار، الصبر الذي غرسه الأحرار وتعاهدته الثكالى وأسر السجناء والمنكوبين سيولد البهجة والسرور بنهاية كل ظالم جبار لا يخشى يوم الحساب.

 

وإن طال سجن المناضل البطل فإنه منصور بعين الله، أما الطاغوت الزنيم فإن وراءه موتاً وقبراً محشوا ًبالنار ينتظره، ليهنئ كل سجين فالحرية لا تقيد بقيد، والظالم تحاصره الديدان وتقيده الأفاعي، أيُّ مبلغ  سيدفع عنه ملائكة العذاب؟! وبأي وسيلة سينقذ ذاته في زمن لا ينفع مال ولا ولد؟!، تتبخر الأموال من الأرصدة بمجرد الموت والمتزلفون يفرون منه، لكونه جيفة لا تطاق، ويتقافزون خلف جيفة أخرى يتحصلون منها قبل تعفنها أيضا.

 

أعداء الله لهم طبائع لا يفرون منها بالتطبع، فالهمز واللمز وحلٌ يغرق فيه أولئك الذين ضُربت عليهم الخسة الدناءة، وحبس المال والتفاخر بكثرته ذميمة يتوعد الله لها " الحطمة " جزاءً، فـ(الأخنس بن شريق) مورد لا يخصص الوارد والعبرة بالعموم لا بالسبب، فما ينفع " الثراء" الوفير بوقت قصير يفنى ويبليه الجديدان، ومن أراد الفخر فليدعه للميزان يوم تُوضع : (الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا).

 

الملوك يتفاخرون وذوو البذخ لا يتعظون، يضعون لاصقاً على عيونهم وجماجمهم، فهم يسمعون بالموت إلا أن آذانهم صماء فـ" الوقر" حالة اختيارية تعودوها، حتى لا ينغص عليهم هادم اللذات، الذي سيزورهم قريباً ويسلب منهم رداء الفخر ليسكنوا القبور ويفترشون التراب ويتقاتل عليهم الدود كما تقاتلوا هم على الدنيا.

 

هنيئاً لكِ يا أم الشهيد فمهما تأخر النصرُ والثأرُ إلا أن النصر آتٍ  والثأرُ وشيك وموت الفرعون زغرودة ستدوي بها أفواه الثكالى والمحروقين على فلذات أكبادهم، لم تتمكن الأمهات من أطلاق زغرة الابتهاج بزفاف الشهداء، إلا أن سقوط الصنم سيبرد الغليل ويطفأ حرارة الجراح.

 

فإليكِ يا أم الشهيد تهنئة عبقة بانتصار النور على الظلام؛ فالشهداء في الأعالي والقتلى تحت الأقدام يوطئون، أكليل زهر إليكِ يا أمنا المثكولة بالأخوة الشهداء الأعزة، فالزمن لم يغيبهم وقبورهم مزارٌ ترفرفُ عليه راية العز والكرامة والملائكة، تضوع من تربتهم مسك الجنان والخلد والريحان، وهل بعد الشهادة من مغنم؟!

 

هاهم النساء يحسدوكِ ويكفيكِ فخراً أن تكوني " أم الشهيد "، فهم : (أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)، فالبشارة طالعهم والحزن قد إنجلى عنهم، والنعمة مسكنهم وهل يضيع الله أجر المؤمنين؟!، حفرت في القلوب أسماءهم وصورهم فهم الخالدون، رصاصات الحقد لا نصر لها وإن أوغلت، ألم يعلموا أن للشهادة قيمة لا يطويها الزمان؟!

12/5/617

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك