الشيخ قاسم نعيم : الرهان على المتغيرات الإقليمية فاشل منفتحون على الحوار لكن لا خطوة إيجابية من الطرف الآخر
بيروت ـ مراسل براثا نيوز
أكد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم "اننا منفتحون على الحوار الجدي والبناء مع كل الأطراف الموجودة على الساحة اللبنانية، لكننا لم نجد حتى الآن أي خطوة إيجابية حوارية يقوم بها الطرف الآخر، أو إبداء استعداد لإجراء حوار، فمن يريد الحوار عليه أن يدخل إليه من دون قيد أو شرط، وأن لا يكون خطابه السياسي عدائيا، وعليه أن يكون في إطار أخلاقيات التعامل، فلا يكذب ولا يحرض ولا يفتن بين الآخرين".
كلام قاسم جاء خلال حفل التكليف الذي أقامته مدارس المصطفى وثانوية البتول للفتيات اللواتي بلغن سن التكليف، في قاعة مدرسة المصطفى- الغدير، في حضور ، مدير عام "جمعية التعليم الديني الاسلامي" محمد سماحة وفاعليات تعليمية وثقافية وأهالي الطالبات.
وقال: "من أراد الحوار سيجدنا مستعدين تماما لكل نقاش من دون أحكام مسبقة، لكن أن يخرج البعض بخطابات تتهمنا ثم يقول أنا مستعد للحوار، فأي حوار هذا، هو بلا قيمة ولا معنى مع هذه الطريقة بالتصرفات. نحن ندعو 14 آذار الى المساهمة في بناء الدولة، هذه الدولة اللبنانية هي لجميع أبنائها، ليست دولة الحكومة ولا دولة المعارضة، ولا دولة طائفة دون أخرى ولا مذهب دون آخر ولا جماعة دون أخرى، هي دولة الجميع. نحن ندعوكم إلى بناء الدولة لا إلى تهديمها، وإلى رعاية مصالح الناس لا إلى الكيدية السياسية، ندعوكم الى إقرار ال8900 مليار لتسهيل أمور الناس، لا أن تسقطوا المشاريع في المجلس النيابي بحجة أنكم لا تتحملون مسؤولية. ليكن معلوما أن الحكومة مسؤولة عن الإدارة التنفيذية، ومن حق الناس أن يحاسبوا هذه الحكومة حيث تقصِّر، لكن عندما يتبيَّن أن المجلس النيابي قد أسقط بعض المشاريع ولم يسهِّل لخدمات الناس ومصالح الناس والموازنة العامة، فالناس سوف تنظر إلى من عطل على أنه يتحمل المسؤولية، ولا يعفيه أنه في المعارضة، فأنت لا تتحمل مسؤولية تصرفات الحكومة، لكن تتحمل مسؤولية العرقلة من موقع المجلس النيابي ضد المشاريع التي تكون للناس".
أضاف: "لقد أصبح واقعا أن الرهان على المتغيِّرات الإقليمية رهان فاشل، جماعة 14 آذار راهنوا خلال السنة الماضية على متغيرات في سوريا، اعتقادا منهم أن المتغيرات في سوريا ستنعكس على لبنان، وستعطيهم دفعا إلى الأمام وسيكونون أقدر على الإمساك بالدولة اللبنانية، فتبيَّن أن هذا الرهان ليس في محله لأن الوضع في سوريا لم يتَّجه إلى حيث يريدون، وهذا الإغراء في الرهان الخارجي خطأ، عليكم أن تراهنوا على شعبكم وعلى مصداقيتكم، وأن تقدموا مشاريع حيوية للناس، لا أن تراهنوا على التدخل الأجنبي وعلى الإجرام الذي يحصل في السيارات المفخخة وغيره. للأسف هم يراهنون على الخارج دائما، وهم دائما يفشلون لأن معادلة لبنان في النهاية تتأثر بشكل أساسي بالواقع الميداني قبل أن تتأثر بالخارج. أنا اليوم أسأل جماعة 14 آذار: أليس لديكم رأفة ورحمة بالناس الذين قتلوا بالتفجير في سوريا أثناء خروجهم من المسجد في حي الميدان، وهؤلاء أناس أبرياء لا علاقة لهم بما يجري؟ أين هي أصواتكم المستنكرة للتفجيرات في سوريا؟ أين هي أصواتكم التي تنتقد أولئك الذين يفرضون بالقوة وبالتفجيرات ما يريدون؟ إذا كان الآن نموذج بعض المعارضة السورية هو هذا القتل والتدمير، فلو كان هؤلاء في السلطة ماذا سيفعلون؟ ومن لديه سياسة القتل كيفما كان لا يمكن أن يكون مأمونا لا على شعب ولا على حل سياسي. أتمنى أن نسمع بيانات تنديد من 14 آذار ضد السيارات المفخخة والاغتيال وغيرها من التفجيرات، أما أن تكون المواقف السياسية مؤيدة لكل المحرمات فقط للانسجام مع الموقف الأمريكي الاسرائيلي الغربي الذي يريد تغيير النظام في سوريا، فهذه كارثة كبرى".
وختم قاسم: "تلاحظون معي أن العالم العربي والاسلامي مشغول جدا بالموضوع السوري والعراقي والإيراني والتركي وغير ذلك، وقد نسي أن هناك مشكلة كبرى اسمها اسرائيل، هم يحاولون أن يوجدوا لنا مشاكل متنقلة هنا وهناك حتى ننصرف إليها، وننسى أن إسرائيل تقتل وتحتل وتستوطن، وننسى أن إسرائيل غاصبة للأرض الفلسطينية، وأنها سبب لكل الأزمات في منطقتنا، فهي خربت المنطقة وقسمت العرب فيما بينهم، ولا زالت تقوم بهذا الأمر. يجب توجيه البوصلة دائما إلى إسرائيل، ولا توجد حلول في منطقتنا طالما أن إسرائيل قابعة على صدورنا في فلسطين، وتهدد يمينا ويسارا كل المنطقة وليس هناك من يردعها. نحن كمقاومة فهمنا أن البوصلة هي باتجاه إسرائيل، وسنبقى في الميدان نجهز أنفسنا ونزيد من عددنا وعدَّتنا، مستعدين لأي مواجهة مع إسرائيل مهما كانت وفي أي وقت كان، ولتعلم إسرائيل أننا أقوى بكثير من سنة 2006، وأن عدوانها لو حصل فسوف يدفعون ثمنا كبيرا، وإن شاء الله سنبقى منتصرين".
23/5/423
https://telegram.me/buratha