على خلفية تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، كشفت الصحافة العبرية عن ذعر تام في أوساط اليمين الإسرائيلي، وتحرك عاجل بهذا الخصوص.
وفي التفاصيل، أعلن مجلس "يشع" أن وفد طوارئ يضم رؤساء بلديات والمدير العام للمجلس سيتوجه لنيويورك مساء السبت للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل اجتماعه بالرئيس ترامب.
وجاء في بيان صادر عن مجلس "يشع": "الدولة الفلسطينية أقرب منها في أي وقت مضى، والضغط الدولي على نتنياهو لإقامتها يتزايد. وفد طوارئ كبير وغير مسبوق من مجلس "يشع" - يضم رؤساء مجالس، رؤساء بلديات وإدارة مجلس "يشع" - سيتوجه مساء السبت إلى نيويورك للقاء رئيس الوزراء نتنياهو قبل اجتماعه مع الرئيس ترامب".
وأضاف البيان: "الأيام القادمة في الولايات المتحدة ستحسم أمن إسرائيل للسنوات القادمة. سنكون هناك لضمان عدم قيام دولة إرهابية تهدد جميع مواطني إسرائيل. فرض السيادة هو السبيل الوحيد للقيام بذلك. القرار في يد رئيس الوزراء"، على حد وصفه.
وتابع البيان: "أعضاء الوفد هم: رئيس مجلس "يشع" ورئيس مجلس بنيامين يسرائيل غانتس، رئيس مجلس السامرة يوسي دغان، رئيس بلدية أريئيل يائير شطابون، رئيس مجلس أورانيت أور بيرون زومر، رئيس مجلس جبل الخليل إليئيرام أزولاي، رئيس مجلس كارني شومرون يهوناتان كوزنيتس؛ رئيس مجلس كدوميم عوزئيل فاتيك؛ رئيس مجلس إفرات دوفي شفلر، والمدير العام لمجلس "يشع" عومر رحميم".
يشار إلى أن مجلس "يشع" هو منظمة جامعة للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية (يهودا والسامرة بالتسمية الإسرائيلية). ويمثل هذا المجلس المستوطنات والمجالس الإقليمية في المنطقة، ويعمل كجهة تنسيق سياسية وخدمية نيابة عنهم. يهدف المجلس إلى تعزيز وتوسيع الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والدفاع عن مصالح المستوطنين.
وقال ترامب من بين أمور أخرى: "لن أسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية. هذا لن يحدث. تحدثت مع بيبي.. لكن هذا يكفي، حان الوقت للتوقف".
في الوقت نفسه، قدم ناتان إشيل، أحد قدامى المقربين من نتنياهو، موقفا معاكسا ورأى أنه مثلما لا يوجد واقع حقيقي في الاعتراف بدولة فلسطينية، "لا يحدث شيء عمليًا" في إعلان الضم.
وانتقد إشيل القيادة الإسرائيلية التي يرى أنها أضاعت الفرصة الذهبية أمام ترامب، مشيرا إلى أن "ترامب رجل أعمال، ولكل عرض من عروضه مدة صلاحية محددة".
وأصدر رئيس بلدية أريئيل يائير شطابون بيانا لسكان المدينة: "يا سكان أريئيل الكرام. هذه فترة استثنائية. سنتان صعبتان ومرهقتان تمران علينا جميعاً، سنتان مليئتان بالفرص التاريخية ولحظات النمو الرائعة. دولة إسرائيل، دولتنا الصغيرة والقوية، هي قوة محفزة لعمليات تاريخية في الشرق الأوسط والعالم كله".
كما جاء في البيان: "في يهودا والسامرة، وفي أريئيل على وجه الخصوص، نعمل بجد.. نحصل على الموافقة على كل خطة بناء تقريبا لترسيخ وجودنا وضمان مستقبلنا. وإلى جانب كل هذا، يجب ألا نكون راضين عن الوضع الراهن. إعلان ترامب بالأمس هو ضربة قاسية للحركة الاستيطانية بأكملها. هذا الإعلان يمنح دعما لتلك الدول الأوروبية التي اعترفت هذا الأسبوع بشكل أحادي بدولة فلسطينية. أمام هذه التحديات، يجب أن نقف متحدين".
وأضاف شطابون: "لذلك، مساء السبت القادم، سأتوجه مع زملائي، رؤساء السلطات المحلية في يهودا والسامرة، في وفد طوارئ وطني إلى واشنطن. هذه ليست رحلة عادية، بل هي مهمة وطنية. سنلتقي بوفد رئيس الوزراء، وأعضاء بارزين في الكونغرس ومسؤولين في إدارة ترامب، لنقل رسالة واضحة: نحن ندعم ونساند بالكامل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مواجهة الضغوط الدولية الهائلة الممارسة عليه".
وختم قائلا: "نحن ملتزمون بالعمل بحزم لإحباط الخطوات والخطط السياسية التي قد تجلب، لا سمح الله، كارثة على يهودا والسامرة وعلى مستقبل أريئيل كعاصمة للسامرة. الرحلة قصيرة، وسأعود مساء يوم الغفران. في غيابي، ستحل محلي شيرا ديكل كاتس، نائبة رئيس البلدية. أتمنى لنا جميعاً أخباراً سعيدة. سبت سلام ومبارك. سنفعل وسننتصر"، حسب قوله.
من جهته، توجه نتنياهو اليوم للدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية مؤخرا، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قائلا "لن نسمح لكم بان تلجمونا بدولة فلسطينية في حلوقنا".
وزعم أن "الفلسطينيين لا يريدون دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، بل يريدون دولة فلسطينية مكان إسرائيل"، مردفا: لا نصدق الوعود من الجانب الفلسطينيين، لأنهم يطلقون الوعود على مدار عقود دون أن يفوا بهذه الوعود".
https://telegram.me/buratha
