أكد كاظم غريب آبادي، كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين ونائب وزير الخارجية الإيراني، اليوم الخميس، (24 تموز 2025)، أن استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة لا يمكن أن يتم دون إعادة بناء الثقة بين الطرفين، مشدداً على أن طهران لن تدخل أي مفاوضات جديدة ما لم تُعالج الهواجس المشروعة لديها بشأن النوايا الأمريكية.
وقال غريب آبادي في تصريحات رسمية إن "جلب ثقة الجمهورية الإسلامية يمثل الشرط الأول والأساسي قبل الحديث عن أي عودة إلى طاولة المفاوضات"، مضيفاً أن بلاده لن تسمح باستخدام المفاوضات كغطاء لتحركات عدائية أو تنفيذ أجندات خفية، مثل التهديد العسكري أو تقويض البرنامج النووي الإيراني.
وشدد على ضرورة الاعتراف الكامل بحقوق إيران النووية المنصوص عليها في معاهدة عدم الانتشار، بما في ذلك الحق في تخصيب اليورانيوم، مؤكدًا أن هذه الحقوق "غير قابلة للتفاوض أو التنازل".
وفي سياق متصل، صرّح سباستين غوركا، المدير الأقدم لوحدة مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، بأن الولايات المتحدة لا تسعى لتغيير النظام في إيران، في تصريح قد يُفهم كمحاولة لطمأنة طهران وتهدئة الأجواء المشحونة.
وقال غوركا "لسنا بصدد السعي لإسقاط النظام في إيران، بل نركّز على كبح التهديدات الأمنية والنشاطات المزعزعة للاستقرار في المنطقة".
هذا التصريح يأتي في وقت تؤكد فيه طهران مراراً أن أحد شروطها الأساسية للعودة إلى التفاوض هو التوقف عن سياسات "العداء الصامت" التي تشمل العقوبات والتهديدات والعمل الاستخباراتي.
كما وجّه غريب آبادي انتقادات لاذعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، واصفاً أداءها بأنه "مسيس ومنحاز"، خصوصاً بعد تعاملها مع التطورات الأخيرة والهجمات التي تعرضت لها المنشآت النووية الإيرانية.
وأكد أن أي تعاون مستقبلي مع الوكالة سيتم "وفقًا لقانون مجلس الشورى الإسلامي وبما يحفظ السيادة الوطنية".
وفي هذا السياق، أعلن المسؤول الإيراني عن الموافقة على زيارة وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الأسابيع المقبلة، بشرط أن يكون الوفد أدنى من مستوى المدير العام، وألا تشمل زيارته أي عمليات تفتيش للمنشآت النووية، بل تقتصر على مناقشة آفاق التعاون المستقبلي بين الجانبين.
https://telegram.me/buratha
