أشار المساعد والمستشار الاعلى لسماحة قائد الثورة الاسلامية اللواء "السيد يحيى رحيم صفوي" إلى هزيمة الكيان الصهيوني في العدوان الأخير على إيران، قائلا أن عدوان العدو كان نتيجة سوء تقدير للقوة الوطنية والتماسك الداخلي للجمهورية الإسلامية.
وأوضح اللواء صفوي، في مقابلة صحفية الأبعاد المختلفة لعدوان الكيان الصهيوني على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية الذي استمر 12 يوما، واعتبر هذا الهجوم دليلا على الأزمة الاستراتيجية للكيان الصهيوني وضعف تقييمه لمكونات القوة الوطنية الإيرانية.
وقد أشار اللواء صفوي إلى أن هذا العدوان العسكري جاء بعد أكثر من 600 يوم من الحرب على جبهات غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن، مؤكدا: "كان نتنياهو وحكومته المتطرفة يسعون إلى تغيير وجه المنطقة واحتواء قوة إيران من خلال حسابات استراتيجية خاطئة، لكنهم لم يحققوا أهدافهم فحسب، بل واجهوا أيضا ردا حاسما ورادعا".
خطأ استراتيجي في محاسبة قدرات إيران
وأكد كبير مستشاري القائد الأعلى للقوات المسلحة الايرانية أن العدو ارتكب خطأً استراتيجيا في حساب مكونات قوة إيران، قائلاً: "كانت فكرة نتنياهو أن الجمهورية الإسلامية ستستسلم في غضون أيام قليلة بعد مهاجمة مواقعنا؛ في حين أن العدو لم يفهم أبدا بشكل صحيح تجربة الدفاع المقدس التي استمرت ثماني سنوات والهيكل القيادي متعدد الطبقات للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية".
وتابع: "لم يكن الكيان الصهيوني يعلم أن إيران اليوم دولة قادرة على إنتاج أنواع مختلفة من الصواريخ قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، بما في ذلك صاروخ "كاسر خيبر" القادر على حمل رؤوس حربية متعددة. ولقد تشكلت قوتنا الرادعة اليوم بناءً على تجارب الدفاع المقدس والتفوق التكنولوجي".
العدو يجهل أبعاد القوة الوطنية الإيرانية
وأشار اللواء صفوي، في إشارة إلى دور القيادة والتماسك الوطني في تعزيز القوة الوطنية الإيرانية، إلى أن "الكيان الصهيوني يجهل قوة القيادة الإيرانية، التي قادت البلاد بحكمة عبر الأزمات الكبرى لأكثر من ثلاثة عقود. كما انه لا يعي حتى قوة مقاومة الشعب الإيراني العظيم، وروح الاستشهاد، والقدرات العلمية والجغرافية للبلاد".
وفي إشارة إلى مساحة إيران مقارنةً بمساحة الأراضي المحتلة، قال: "إن دولةً بمساحة مليون وستمائة ألف كيلومتر مربع، وأمة ذات جذور تاريخية وحضارية تمتد لآلاف السنين، تقف في وجه كيان لا يُضاهىنا من حيث عدد السكان والجغرافيا. فعدد سكاننا وحده تسعة أضعاف عدد سكان الكيان الصهيوني".
تحليل الوضع الداخلي للكيان الصهيوني
ووصف اللواء صفوي نتنياهو بأنه شخصية "طموحة، ومجرمة، وغامضة، وبالطبع ذكية"، قال اللواء صفوي: "لقد تولى نتنياهو رئاسة الوزراء لأربع فترات، لكنه الآن متورط في خلافات حادة في الحكومة الائتلافية، واستياء في الجيش، وتآكل على الصعيد الداخلي، وهروب المستثمرين. في الأشهر الواحد والعشرين الماضية وحدها، هاجر ما بين 700 ألف ومليون من سكان الأراضي المحتلة".
وفي إشارة إلى تآكل الجيش الصهيوني، قال: "قوات هذا الكيان منهكة ومتهالكة فالجيش الذي ظن أنه سيحسم الحرب ضد إيران في غضون أيام قليلة، أصبح الآن في حالة جمود، حتى أنه اضطر إلى الاستعانة بقوات احتياط نسائية لتعويض النقص في القوات".
القدرات الاستخباراتية الإيرانية ودقة الاستهداف
في إشارة إلى الاستخبارات الإيرانية ودقة الصواريخ، صرّح اللواء صفوي: "لقد حصل الحرس الثوري على قاعدة بيانات دقيقة للمراكز الحيوية والحساسة والعسكرية للكيان الصهيوني، وحدد الأهداف بدقة. في المقابل، استهدف العدو البنية التحتية المدنية بدلا من الأهداف العسكرية، حتى أنهم أصابوا منزلا بجوار حديقة في طهران".
كما تحدث عن دقة العمليات الصاروخية الإيرانية من خلال الجمع بين أنواع مختلفة من الصواريخ، وأضاف: "لقد فاجأت القوة والتزامن المشترك لهجماتنا الصاروخية والطائرات المسيرة العدو تماما".
الضعف الاقتصادي وانهيار القدرة على الصمود لدى الصهاينة
وأضاف اللواء صفوي: "تشير بعض المصادر إلى أن الكيان الصهيوني ينفق حوالي مليار دولار يوميًا على الحرب. هذا الإنفاق غير المسبوق واستنزاف القوات، لا سيما في ظل أزمة اقتصادية داخلية، سيحرمه من القدرة على مواصلة الحرب".
وأضاف: "لم يواجه الكيان الصهيوني هذا القدر من الاستنزاف والضغط العالمي عبر التاريخ. فهو يحظى بدعم سياسي وأمني من بعض الدول، لكن هذا الدعم لن يتوقف رغم إرادة الشعب الإيراني ومحور المقاومة".
لم تتخذ القوات العسكرية الإيرانية إجراءات واسعة النطاق بعد
وفي ختام هذه المقابلة أكد اللواء صفوي: "لم تستخدم الجمهورية الإسلامية الإيرانية سوى جزء من قدراتها الدفاعية والهجومية. فلم تدخل القوات البحرية للحرس الثوري الإيراني، وفيلق القدس، وجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية الساحة بعد بشكل كامل. كما أن جبهة المقاومة في كامل جاهزيتها".
وأضاف: "إن ثبات إيران وصمودها وقيادتها الحكيمة، إلى جانب تجربة الحرب المفروضة، أوصلت القوة الوطنية الإيرانية إلى مستوى لا يمكن لأي عدو أن يحسبه بدقة. وكانت حرب الاثني عشر يومًا دليلاً على هذه القوة، ورسالة واضحة لأي معتدٍ".
https://telegram.me/buratha
