قالت كوريا الشمالية اليوم إنها لن تبحث المرحلة التالية من نزع أسلحتها النووية قبل وفاء شركائها في اتفاق بكين بالتزاماتهم.
واتهمت بيونجيانج الشركاء في الاتفاق بالتباطؤ في تزويدها بكميات الوقود التي تعهدوا بها مقابل تخليها عن برنامجها النووي. وقالت وزارة الخارجية الكورية الشمالية في بيان لها إنها التزمت بالاتفاق عندما سلمت إعلانا يتضمن تفاصيل برنامجها النووي وقامت بتدمير برج التبريد في منشأتها النووية الرئيسية.وأضافت الوزارة إن الشركاء في تلك المحادثات، وهم الولايات المتحدة واليابان والصين وروسيا وكوريا الجنوبية، لم ينفذوا الجزء الخاص بهم من الاتفاق. واعتبر مسؤول في الخارجية الكورية هدم برج التبريد دليلاً على جدية بيونجيانج على التخلي عن الأنشطة النووية، وأضاف في حديث مع وكالة الأنباء الكورية الرسمية "ورداً على هذه المجهودات، يجب على الأطراف المشاركة في المحادثات السداسية الإلتزام بتعهداتها لنا بصدق". وأضاف المتحدث باسم الخارجية "لا يمكن أن نقول أن إتفاق أكتوبر الماضي قد طبق، إلا إذا نفذ بقية المشاركين فيه التزاماتهم، ... وعندها فقط سيكون بمقدورنا الانتقال إلى الخطوة القادمة من المباحثات"وقد نصت الاتفاقية على تزويد كوريا الشمالية التي تعاني شحا كبيرا في الوقود، بكمية من زيت الوقود الثقيل تبلغ مليون طن. وكانت كوريا الشمالية، التي اختبرت سلاحاً نووياً عام 2006، قد سلمت الصين الأسبوع الماضي قائمة عن مشاريعها النووية. وبعد تسليم القائمة أخبر الرئيس الأمريكي جورج بوش الكونجرس عن خطته لإسقاط اسم كوريا الشمالية عن قائمة الدول الراعية للإرهاب. وكان بوش قد أعلن بعد هدم برج التبريد في مفاعل يونجبيون عن الغاء بعض العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية. ودعت السلطات الكورية الشمالية شبكات التلفزة العالمية لتسجيل وقائع هدم برج التبريد في يونجبيون. وبينما يقول المحللون إن عملية الهدم لا تمثل بحد ذاتها خطوة ذات اهمية كبيرة، فانها تعتبر مع ذلك ذات بعد رمزي كبير.ويقول مراسل بي بي سي في سيول عاصمة كوريا الجنوبية إن هدم البرج ينظر اليه بوصفه برهانا واضحا لنية الشمال التخلي نهائيا عن انتاج البلوتونيوم عالي التخصيب الذي يدخل في انتاج القنابل النووية.يذكر ان تعهد الرئيس بوش بحذف اسم كوريا الشمالية من اللائحة الامريكية الخاصة بالدول الراعية للارهاب سيمهد الطريق لرفع باقي العقوبات وخصوصا المشددة منها، كما سيتيح لبيونجيانج الحصول على القروض الميسرة من البنك الدولي وغيره من المؤسسات المالية الدولية. الا ان الرئيس الامريكي على ان هذه الخطوة لن تدخل حيز التنفيذ قبل شهر ونصف من الآن، وبعد ان يتم التأكد من محتويات الاقرار الكوري الشمالي.وقال الرئيس بوش في مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس في واشنطن إن "الولايات المتحدة ليست لديها اوهام حول طبيعة النظام الحاكم في بيونجيانج." وكانت كوريا الشمالية قد اشتكت مراراً من تأخر وصول الدعم الذي اتفق عليه في مجال الطاقة، والذي سيكون نصفه عبارة عن منتجات نفطية، والبقية ستكون مواد تساعد على إنتاج الطاقة. وعلى الرغم من إعتراف الإطراف المفاوضة بتأخير وصول تلك المواد، لكنها قالت أن هناك بعض المشاكل التي تعترضها مثل مساحات تخزين البترول المحدودة. أما اليابان فقد رفضت المساهمة في هذا الدعم حتى تستجيب كوريا الشمالية تماماً لمطالبها بشأن الأسرى اليابانيين الذين اختطفتهم خلال الحرب الباردة.
https://telegram.me/buratha