بدأ الرئيس اللبناني الجديد العماد ميشال سليمان مهام عمله رسميا من قصر الرئاسة في بعبدا خارج بيروت. وأفادت الانباء ان اول زائر رسمي لسليمان سيكون وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي. واعلن القصر الجمهوري اللبناني الاثنين ان سليمان، سييجري الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة يوم الاربعاء ومن المتوقع ان يكون رئيس الوزراء من الاغلبية النيابية في مجلس النواب التي يرأسها النائب سعد الحريري.
الا ان اتفاق المصالحة الذي تم التوصل اليه مؤخرا سيعطي حزب الله وحلفائه ومن يوصفون بحلفاء سورية وايران في لبنان حصة وازنة في الحكومة المقبلة اذ تم التعهد في قطر على ان تتألف الحكومة من 30 وزيرا 16 منهم للاكثرية، و 11 منهم للمعارضة، وثلاثة يسميهم رئيس الجمهورية. وكان سليمان قد تعهد بأن تكون عناوين المرحلة المقبلة في لبنان هي الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية وبناء علاقات وطيدة مع "الشقيقة" سورية وبقية الدول العربية والعالم. ففي خطاب القسم الذي ألقاه في أعقاب أدائه اليمين الدستورية بعد جلسة انتخابه، أكد سليمان مساندته قيام المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري والعديد من المواطنين اللبنانيين الآخرين وذلك "تبيانا للحق وإحقاقا للعدالة." كما قال سليمان إن "نشوء المقاومة الوطنية اللبنانية كان حاجة بعد تفكك الدولة، ونجاحها في إخراج المحتل يعود إلى بسالة وعظمة رجالها." ودعا سليمان أنصار المقاومة وكافة اللبنانيين لتعزيز وحدتهم الوطنية وفتح صفحة جديدة في تاريخ لبنان مع انتخابه الذي تزامن مع الذكرى الثامنة لخروج القوات الإسرائيلية من لبنان. وبشأن العلاقات مع سورية، قال الرئيس اللبناني الجديد: "حن ننظر بشدة إلى أخوة بيننا وبين سورية ونتطلع لبناء علاقات دبلوماسية معها. والعبرة هي في حسن المتابعة للوصول إلى علاقات مميزة وندية خالية من أي شوائب، إذ نستفيد من أخطاء الماضي ونتداركها بما فيه صالح وأمن البلدين الشقيقين." وشدد سليمان على صيانة الأمن والاستقرار في البلاد وأهمية محاربة العنف والإرهاب، حيث قال: "إن الدولة لا يمكنها التغاضي عن الأمن والسلم ولا عن لجوء البعض للإرهاب واستخدام قدسية القضية الفلسطينية للنيل من أمن البلاد"، وذلك في إشارة منه إلى أحداث مخيم نهر البارد العام الماضي. وأضاف قائلا: "إن البندقية يجب أن تُصوب فقط باتجاه العدو ولن تكون لها وجهة أخرى." وشدد سليمان على أهمية التوصل إلى صياغة قانون جديد للانتخابات في لبنان، إلا أنه قال: "إن الأهم هو قبولنا بنتائج هذه الانتخابات واحترامنا للإرادة الشعبية." أما الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، وفي أول بيان يصدر عن زعيم دولة أجنبية مهنئا بانتخاب سليمان رئيسا للبنان، فقال: "أهنئ ميشال سليمان بانتخابه رئيسا، وأنا واثق من أن لبنان قد انتخب قائدا ملتزما بحماية استقلاله وبسط سلطة الدولة على كامل لبنان والإيفاء بالتزامات بلاده الدولية وفقا لقرارات مجلس الأمن: 1559 و1701 و1757." جلسة الانتخاب وكان قد تم انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيسا للجمهورية بأغلبية 118 صوتا من أصل عدد النواب الـ127، إذ كانت هنالك ستة أوراق بيضاء، بينما ذهب صوتان إلى شخصيتين لم تكونا مرشحتين للرئاسة يوم أمس هما النائب السابق نسيب لحود ووزير الخارجية السابق جان عبيد. وجاء انتخاب سليمان بعد فترة من الفراغ في منصب الرئاسة دام منذ مغادرة الرئيس السابق أميل لحود قصر بعبدا مع نهاية ولايته في 23 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2007. وكان رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، قد افتتح جلسة انتخاب سليمان، وهو المرشح الذي توافقت على انتخابه مختلف الأطراف السياسية اللبنانية.
https://telegram.me/buratha