أعلنت محكمة أسترالية، الثلاثاء، أنّ الكاردينال جورج بيل، ثالث أكبر مسؤول في الفاتيكان، وأعلى مسؤول في الكنيسة الكاثوليكية الاسترالية، أدين بالاعتداء جنسياً على أطفال في أستراليا، ليصبح بذلك أرفع مسؤول في الكنيسة الكاثوليكية يدان بارتكاب جرائم جنسية بحقّ قاصرين.
وقالت المحكمة إنّ الكاردينال البالغ من العمر 77 عاماً والذي يعد من أهم الشخصيات في الكنيسة الكاثوليكية، أدين بالاعتداء جنسياً على طفلين كانا عضوين في فرقة الترنيم في كاتدرائية ملبورن في تسعينيات القرن الماضي ، حيث اغتصب الأول وتحرش بالثاني.
ونطق بالحكم في الحادي عشر من شهر ديسمبر/كانون الأول 2018، لكن حظر النشر في هذه القضية لم يُرفع سوى الثلاثاء.
وفي محكمة مقاطعة ملبورن، وجدت هيئة المحلفين المكونة من 12 شخصا بالإجماع أن بيل مذنبا بخمس تهم متعلقة "بجرائم جنسية حصلت في الماضي تجاه أطفال". ويعود تاريخ ارتكاب هذه الاعتداءات إلى الفترة التي تولى فيها بيل رئاسة أسقفية كاتدرائية سانت باتريك عام 1996.
وكان كبير أساقفة أستراليا دفع ببراءته من هذه التهم خلال محاكمة أولى انتهت في أيلول/سبتمبر من دون أن تتوصّل هيئة المحلّفين إلى قرار بشأن إدانته أو تبرئته، الأمر الذي استدعى إجراء محاكمة ثانية انتهت في 11 كانون الأول/ديسمبر بإدانته.
ويومها أمر القاضي بحظر النشر في هذه القضية حمايةً لأعضاء هيئة محلّفين أخرى تم تشكيلها للنظر في قضية ثانية كان مفترضاً أن يحاكم فيها الكاردينال بيل.
لكنّ النيابة العامّة صرفت في نهاية المطاف النظر عن هذه المحاكمة الثانية، الأمر الذي دفع القاضي لرفع حظر النشر في القضية.
ولم تقرّر المحكمة بعد العقوبة التي ستنزلها بالكاردينال بعدما أدين بجريمة الاعتداء جنسياً على قاصرين، ومن المقرّر أن تعقد جلسة جديدة الأربعاء.
لكنّ محاميي الدفاع عن الأسقف المدان أعلنوا لوكالة فرانس برس أنّهم يعتزمون استئناف حكم الإدانة.
وكان الكاردينال بيل أخذ إجازة من مهامه في الفاتيكان لكي ينصرف للدفاع عن نفسه، لكنّه لا يزال رسمياً وزير اقتصاد الكرسي الرسولي وهو ثالث أعلى منصب في دولة الفاتيكان.
لماذا جرت المحاكمة بعيدا عن الأضواء؟
أخرج البابا فرنسيس بإخراج بيل من دائرته الداخلية من المستشارين بعد أن رُفعت أخبار الإدانة إلى الفاتيكان في ديسمبر.
لكن أمر محكمة الذي رفع يوم الثلاثاء، منع وسائل الإعلام الأسترالية في الماضي من نشر الإدانة على الفور، في حين لم يطبق هذا المنع على وسائل الإعلام الخارجية.
من هو جورج بيل؟
كان بيل ثالث أكبر رجل في الفاتيكان. ورقي بيل إلى رتبة رتبة رئيس الأساقفة في عام 1996 ، حيث خدم في ملبورن، وفي وقت لاحق سيدني على مدى عقدين تقريبا، ومن ثم أصبح كاردينالا إلى أن تولى منصب وزير الخزانة في الفاتيكان.
واعتبر بعض المطلعين على الكنيسة ذات مرة بيل خليفة للبابا فرنسيس.
محامية ضحية
من جانبها، قالت د. فيفيان وولر في تصريحا عن موكلها " أتفهم أنه هذه قصة كبيرة، ولكن رجاء لا تذكروا اسمي. أطلب من الإعلام احترام خصوصيتي. لا أريد إعطاء أي مقابلة. رجاء لا تأتوا إلى منزلي. أريد حماية عائلتي وأهلي. لا أريد لهم أن يكونوا تحت الأضواء".
يأتي هذا التصريح في وقت قال فيه أحد محاميي بيل إن "موكله يحتفظ ببراءته وما زال مصرا عليها".
المجلس الاسترالي للأساقفة الكاثوليك
وفي تعليقه على هذه القضية، قال رئيس المجلس الاسترالي للأساقفة الكاثوليك مارك كوليريدج في تصريح صحافي إن " أخبار إدانة الكاردينال جورج بيل بتهم الاعتداء الجنسي على الأطفال، صدمت العديد في أستراليا وحول العالم ، بما في ذلك مجلس الأساقفة الكاثوليك في أستراليا".
وأضاف كوليريدج " يقر مجلس الأساقفة بمساوة الجميع أمام القانون، كما نحترم النظام القانوني الأسترالي. النظام القانوني الذي أصدر الحكم هو نفسه سيستقبل الطعن الذي قدمه فريق الكاردينال القانوني".
وأردف قائلا " أملنا في جميع الأوقات ومن خلال هذه العملية إحقاق العدالة".
وختم قائلا " في غضون ذلك ، نصلي من أجل جميع الذين أسيئت معاملتهم ولأحبائهم ، ونلزم أنفسنا من جديد ببذل كل جهد ممكن لضمان أن تكون الكنيسة مكانًا آمنًا للجميع ، لا سيما الشباب والضعفاء".
https://telegram.me/buratha