أكد قائد الثورة الاسلامية في ايران اية الله السيد علي الخامنئي، أنه لا وجود لحرب أو مفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية في المستقبل، وذلك وفق خطابه الذي نُشر على موقعه الرسمي، الإثنين.
وأشار سماحة السيد الخامنئي إلى أن الحديث عن الحرب يهدف إلى إخافة من وصفهم بـ"الجبناء"، وتابع قائلاً إن الإدارة الأمريكية "تلعب لعبة بائسة، إذ يقول أحد مسؤوليها إن المفوضات ستتضمن شروطاً مسبقة بينما يقول آخر إنها مفاوضات دون شروط".
وقال سماحته إن الإمام الخميني منع التفاوض مع أميركا وأنا أمنعه أيضاً، مؤكّداً أنه لا حرب ولا تفاوض مع الولايات المتحدة، وأضاف"إذا افترضنا فرضاً مستحيلاً بأننا سنتفاوض مع الأميركيين فإننا لن نتفاوض مع الإدارة الحالية أبداً".
وخلال استقباله حشد من مختلف شرائح الشعب الإيراني الإثنين، أكّد سماحته أن أميركا لن تفي أبداً بتعهداتها في المحادثات وهي لا تقدّم سوى كلمات جوفاء، معتبراً أن سلوك الولايات المتحدة خلال السنة والنصف الماضيين أصبح أكثر وقاحة ولا يراعي الآداب الدبلوماسية.
وتعليقاً على كلام نتنياهو الذي قال للشعب الإيراني إن "الحكومة الإيرانية تصرف أموالكم في سوريا"، قال سماحته إن رئيس نتنياهو (يقصد الرئيس الأميركي) أعترف بصرف أميركا 7 ترليون دولار في المنطقة دون أن تحقق أيّ مكاسب. واعتبر أن العقوبات على إيران لن تؤثر كثيراً لو كان أداء المسؤولين أفضل وأكثر تدبيراً وقوة وفي التوقيت المناسب.
وقال سماحة السيد الخامنئي إن واشنطن تتلاعب بالمفاوضات وتثير مسألة الحرب حتى يخاف الجبناء، مستنكراً عدم إدانة واشنطن الجريمتين الأخيرتين في اليمن ووصفها علاقاتها مع السعودية بـ "الاستراتيجية".
وعن الوضع الإيراني الداخلي، أشار سماحته أنه من المقرر التصدّي للمفسدين بحزم وبلا محاباة، مؤكّداً ضرورة غلق الطريق أمام الفساد.
واعتبر أن من يدعو الى استقالة الحكومة الإيرانية "كمن يلعب دوراً في خطة الأعداء"، مؤكّداً أن الحكومة يجب أن تبقى و تكون قوية وتمارس وظائفها في حلّ مشاكل الشعب، وأضاف "على السلطات الثلاث تكثيف التنسيق بينها لإزالة المشكلات من أمام الشعب الإيراني".
وكان وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي قال اليوم أيضاً إن العقوبات والضغوط والحرب النفسية لن تزيد طهران إلا إصراراً على الارتقاء بالقدرات الدفاعية في شتى المجالات.
وحول العقوبات الأمريكية وتأثيرها على الاقتصاد الإيراني، لفت سماحة السيد الخامنئي إلى أن الشؤون الداخلية "أكثر أهمية" من غيرها، مضيفاً أن "السبب الرئيسي لذلك يعود إلى المعايير التي تطبقها الدول"، مضيفاً أن العقوبات لن تؤثر على الاقتصاد بشكل كبير ومن الممكن مقاومة تأثيرها، إن "اتخذت الإجراءات بفاعلية وحكمة وسرعة وحزم أكبر".
ودخلت العقوبات الأمريكية على إيران حيّز التنفيذ الثلاثاء، وذلك في أعقاب انسحاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي الإيراني في مايو/أيار الماضي، كما تستهدف العقوبات، التي تم تعليق العديد منها في أعقاب الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، صناعة السيارات والفولاذ والألومنيوم وغيرها من المعادن بما في ذلك الذهب.
https://telegram.me/buratha