يجمع المراقبون ان قرارات ولي العهد محمد بن سلمان الخطيرة والارتجالية اوقعت المملكة وحلفائها المقربين في حرج شديد ادى الى تفاقم المشاكل ووصولها الى ماوصلت اليه الان .
اعتبر البريطانيون والامريكان مغامرة الحرب على اليمن من الاخطاء الاستراتيجية التي اتخذ ولي العهد السعودي قرارها والمملكة كانت في خلاف كبير مع الولايات المتحدة الامريكية بسبب قانون جاستا وايضا بسبب التقارب الامريكي الايراني في الملف النووي وقتذاك وكان للقائات كيري بظريف والتقارب الاوربي الايراني يشكلون مصدر ازعاج كبير وتوتر في الرياض خصوصا لمحمد بن سلمان الطامح بالوصول الى العرش كان يقف بينه وبين العرش حاجز ولاية العهد والمهيمن عليه ولي العهد السابق الامير محمد بن نايف وكل ذلك كان اكبر من طاقة بن سلمان حديث العهد بالسياسة .
كان تفكير بن سلمان ينصب على امرين هما اقتراب موعد اعلان الاتفاق النووي مع ايران وهو اشد ما اقلق الملك سلمان ونجله محمد فخوله التصرف والرد وحدث تخبط في السياسة السعودية وانطلقت وقتها وفقا للتقارير الصحفية الامريكية والغربية حركة مكوكية للقيادة السعودية باتجاه الروس والصين للقول للامريكان اننا ممكن ان نتحول الى معسكر اخر وستخسرون نتيجة هذا التقارب والتساهل مع ايران عدوة المملكة اللدود اضافة الى الانفراد بقرار ضرب ايران من خلال ضرب حلفائها في المنطقة بينهم الحثيون اضعف الحلقات التي وجد بن سلمان ان دخول الجيش السعودي بقيادته الى اليمن عامل قوة ورد اعتبار .
فاجئ محمد بن سلمان الجميع باشعال الحرب على حلفاء ايران في اليمن ووضع الامريكان والبريطانيين وحلفائهم في الخليج امام الامر الواقع وبدأت العمليات في الساعة الثانية صباحاً بتوقيت السعودية من يوم الخميس - 26 مارس 2015، وقتها قامت القوات الجوية السعودية بقصف جوي كثيف على المواقع التابعة لمسلحي جماعة أنصار الله والقوات التابعة لصالح في اليمن. وتعتبر عاصفة الحزم إعلان بداية العمليات العسكرية بقيادة السعودية في اليمن الامر الذي غير الكثير من الحسابات في المنطقة والعالم .
كان الجميع يعتقد ان الحرب ستنتهي خلال شهر او شهرين ولكنها امتدت طويلا وحدثت فيها مجازر ضد الابرياء واوصلت الشعب اليمني الى مجاعة وكوارث صحية تكاد تؤدي الى ابادة الملايين من ابناء الشعب اليمني فضلا عن الابرياء الذين يتساقطون نتيجة القصف السعودي العشوائي على المناطق الاهلة بالسكان وقاعات الزفاف والمناسبات الاخرى ماادى الى خروج احتجاجات في لندن وباريس وواشنطن منددة بالحرب العبثية اضافة الى تقارير الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان .
وحسب تقرير لصحيفة الواشنطن بوست تناولت فيه خفايا واسرار وكواليس مادار من احاديث بين مسؤولين غربيين وخليجيين رسميين تحدثت عن حديث مهم دار بين السفيرين البريطاني والاماراتي في الرياض انتقدوا خلاله تصرفات بن سلمان وقرارته التي احرجت الجميع
وتحدثت الصحيفة عن لقاء هام جرى بين سيمون كولتيس السفير البريطاني بالرياض وبين السفير الإماراتي، الشيخ شخبوط بن نهيان، في العاصمة السعودية بتاريخ 18-1-2018 قال السفير البريطاني لنظيره الإماراتي في هذه المقابلة " ان سياسة السعودية الراهنة وما وصلت اليه الامور من نهايات غير موفقة كان نتيجة تصرفات وقرارات ولي العهد محمد بن سلمان الصبيانية" واضاف السفير البريطاني " ان ولي العهد محاصر نتيجة سياساته هذه بين المشاكل الداخلية والخارجية و بعض خلافاته مع والده، الملك سلمان الامر الذي أدى إلى تدخل العاهل السعودي لتغطية بعض المشاكل وحلها لمساعدة ولي عهده المتخبط في قراراته العشوائية " واخبر السفير البريطاني السفير الاماراتي " انه يأمل ان من الممكن أن يؤدي هذا التدخل إلى تغيير تصرفات محمد بن سلمان في المرحلة القادمة ".
وذكر التقرير ان سفير الامارات الشيخ شخبوط اكد تطابق التقييم الاماراتي مع السفير البريطاني و واعرب للسفير البريطاني عن مخاوفه من تاثير هذه السياسات المحرجة على سوء علاقات بلده مع السعودية و اعتبر شخبوط ان حرب اليمن هي القاسم المشترك بين الإمارات و السعودية حيث تحاول الإمارات أن تخرج منها بأي طريقة ممكنة " .
https://telegram.me/buratha
